أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - الثالث من آب هز ضمير الانسانية














المزيد.....

الثالث من آب هز ضمير الانسانية


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الشنكاليون في الثالث من شهر آب المشؤوم قبل خمسة أعوام خلت على موعد مع القدرغيرمحتسبين لما سيحل بهم لإنهماكهم بمصالحهم اليومية وعلى حين غفلة تعرضت شنكال لهجمة بربرية تخللتها موجة إعلامية مشبوهة لبث الإشاعات المغرضة من خلال الطابور الخامس وبتوجيه من الخلايا النائمة وبالتعاون مع الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا حواضن للمجرمين حتى ساد الهرج والمرج في سويعات قليلة أرجاء المدينة ودب الذعر في الأفئدة والقلوب الى الحناجر أقرب حتى غدت قدراتهم العقلية محدودة لا تتعدى لملمة ما خف من متطلبات طريق مجهول تاركين وراءهم أموالهم وممتلكاتهم وما لذ وطاب من حطام الدنيا الذي جمعوه في سنوات شقائهم وكد أيديهم وبعرق جبينهم , حيث غصت الشوارع والأزقة بالسيارات والمواطنين في مشهد مهيب يتسابق فيه الشيوخ والأطفال والنساء لتودع أهلها بعد أن توشحت بالسواد كسواد نية الظلاميين الحاقدين وتحولت شنكال الى مدينة أشباح وهاجس الخوف والجزع يعلو محياهم قاصدين مكان آمن هرباً من بطش المجرمين الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء ليحتموا في سفوح وكهوف وأودية جبل شنكال الشامخ حيث لا طعام يغنيهم من الجوع ولا ماء يروي ظمأهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وعويل النساء وبكاء الأطفال يشق عنان السماء ويتلاطم صدى نحيبهم الوديان فلا منقذ ولا ناصر حتى دخلت عصابات داعش شنكال وعاثت في الأرض الفساد وأثخنت الجراحات وبالغت في القتل الجماعي ونحر للرؤؤس وتعذيب وسبي وإغتصاب بأبشع الطرق الوحشية حتى بيعت النسوة في سوق النخاسة كالعبيد وتم تفخيخ وتفجير المزارات والكنائس والجوامع في سابقة خطيرة هزت ضمير الأنسانية جمعاء والتي لم تشهدها شنكال في تأريخها الحافل بالفرمانات والغزوات لتسجل وصمة عار في جبين خوارج العصر .

مرت سنوات خمس على الفاجعة المريرة و معاناة عوائل الشنكاليين لا زالت قائمة وأخص بالذكر إخوتنا من الطائفة الإيزيدية نتيجة إحتجاز وفقدان الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ لدى عصابات داعش الإجرامية بالرغم من محاولات حكومة أقليم كوردستان المتمثلة بشخص السيد نيجيرفان البارزاني في إعادة العديد من الأسرى الى عوائلهم وذويهم وأستضافتهم في مخيمات النزوح وتقديم ما يمكن تقديمه في الوقت الذي كان الإقليم يمر بضائقة مالية حادة وحصار إقتصادي مفروض من قبل الحكومة المركزية بحجة فرض سلطة القانون , حيث أوفى الزعيم مسعود البارزاني بعهده الذي قطعه على نفسه ليشرف شخصياَ على تحريرشنكال من قبضة داعش بتأريخ 24/12/2015 على يد قوات البيشمركة الأبطال .



يقيناَ لازالت شنكال تبكي لتذرف بدل الدموع دماً على فراق أهلها الطيبين بجميع مكوناتها بعد أن تعرضت الى أقذرعملية إبادة جماعية ترتقي الى مستوى الجرائم ضد الأنسانية لا سيما بعد العثور على عدد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات المئات من المغدورين من نضرائنا في الخلق وإخوتنا في الإنسانية كما حدث للبارزانيين على يد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ المعاصر , ناهيك عما تشهده شنكال حالياَ وضعاً أمنياً مضطرباً غير محسود عليه لتعدد إنتماء المسلحين المنتشرين فيها مما شكلت عائقاً أمام عودة النازحين الى قراهم وسبباً في تأخر إعادة إعمار المدينة وبنيتها التحتية الى سابق عهدها بعد أن كانت مثلاً وأنموذجاَ رائعاً للتعايش السلمي في صورة مصغرة للعراق بمكوناته كافة على مر الأجيال .

أما آن الأوان لأهل شنكال الأصلاء أن يعودوا الى مدينتهم وقراهم ويكونوا يداً وصفاَ واحداَ كالبنيان المرصوص أمام عاديات الزمن ويتركوا للتأريخ ما سيكتبه ليكون شاهداً على جرائم الإرهابيين وينسوا الماضي بمرارته ويضمدوا جراحاتهم بما يحدوهم الأمل لمستقبل مشرق واعد مع قرب عودة قوات البيشمركة لمواقعها السابقة بالتنسيق مع القوات المسلحة العراقية ليعم الأمن والأمان وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي على أن يكون يوم الثالث من آب من كل عام يوماً للحداد على شنكال .



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن في طور التهريب
- مظاهرات أوف لاين
- الدولة بيد السلاح
- فوق الحمل كورونا !
- المناطق المتنازع عليها الى أين ؟
- جمهورية الفساد
- لماذا أسكنتم تاء التأنيث ؟
- القيادة تليق بالفرسان
- هل الفساد ثقافة مجتمعية ؟
- وطن في مهب الريح
- لعبة الكراسي السياسية
- العنف السياسي الى أين ؟
- رسالة من تحت الرماد
- الدولة تسرق نفسها
- عدوى الكورونا السياسية عصفت بالعراق


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - الثالث من آب هز ضمير الانسانية