أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - لماذا أسكنتم تاء التأنيث ؟














المزيد.....

لماذا أسكنتم تاء التأنيث ؟


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر سنوات من التعليم والدراسة ونحن تلاميذ كالخامة البيضاء يكتب عليها الاستاذ ما يشاء إنطلاقاّ من المقولة الشائعة التعليم في الصخر كالنقش على الحجر , لهذا ولأسباب أخرى نجهلها كان أساتذة اللغة العربية يصرون على أن تاء التأنيث ساكنة وأحيانا لايجدون لها محلاّ من الإعراب , واحياناّ يعتبرونها حرفاّ زائداّ , متناسين ما لها من قيمة نحوية ولها قابلية تغيير الجملة من التذكير الى التأنيث , فهل كان استخفافاّ بالجنس الآخر أو إنتقاصاّ من قيمتهم بإعتبارهم ناقصات عقل ودين وهم يعدون نصف المجتمع لأنها خلقت من ضلع آدم كما يعاب عليهم بأنهم خلقوا من ضلع أعوج , لكن العشرة والحياة لاتحلو ولا تكتمل الاّ بهم , وكما يقول الشاعر فإن تاء التأنيث مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاّ طيب الأعراق , فماذا دهاكم أسكنمتوها وقيدتموها وكادت تصبح صفراّ على الشمال , هل لأنكم مجتمع ذكوري متعصب متناسين ما لها من حقوق وما عليها من واجبات , أم لكم غاية في نفس يعقوب قضاها ؟ حتى إستضعفتموها وكادت تتعرض لشتى أنواع العنف بحجج واهية .
ولكن بعد أن دخلت تاء التأنيث معترك الحياة وفكت قيدوها من الأسر الذي عاشته مئات السنين تحت رحمة السجانين وفي ظل القيود والأعراف والتقاليد الإجتماعية وإنطلاقها الى الفضاء الرحب من الديمقراطية بعد أن نالت قسطاّ من الحرية المقيدة خلال تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة بعد أن تحملن شغف العيش والظلم على يد جلاوزة النظام البائد كتفاّ الى كتف مع أخيها الرجل , وبعد تشريع الدولة لقوانين تكفل حقوق تاء التأنيث بادرت الكثير منهن وإنخرطن متطوعات للدفاع عن حقوقهن المسلوبة في منظمات إنسانية ودولية بعد أن تدرجن في سلم التعليم ونافسن الرجل في أدق الإختصاصات الطبية والهندسية والإلكترونية والتعليمية لاسيما ونحن نعيش بعصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية لتفتح الحياة العملية أبوابها على مصراعيها وتحتضنها للإستفادة من خبراتهن وتوظف خدماتهن للمصلحة العامة دون الإقتصار على الرجل فقط .
وبعد الحراك الشعبي الذي عم غالبية محافظات العراق بعد فشل الحكومات المتوالية على أداء دورها المناط بها , كان لتاء التأنيث دوراّ بارزاّ وفعالاّ في دعم ومساندة المتظاهرين السلميين في ساحات الإحتجاج بعد أن إنتفضت وشمرت عن سواعدها لتثبت لنفسها وللعالم أجمع بأنها ليست تلك التاء التي تعلمناها في المدرسة الإبتدائية ولم تسمح لنفسها ولا لغيرها أن تكون ساكنة كما أردتم لها لتحجيم دورها في المجتمع وتكون رقماّ هامشياّ يعد مع الأعداد فقط , لكنها رفعت صوتها ليكون مسموعاّ من قبل سياسي الصدفة الذين أحكموا قبضتهم على رقاب الشعب لسنوات خلت , لتبقى شامخة في سوح التظاهر وثائرة حرة ضد الطغمة الحاكمة التي عاثت في الأرض الفساد حيث كانت لها حصة الأسد من التهميش بعدم مشاركتها الفاعلة في العملية السياسية لعدم قناعتهم بطاقاتها وإمكانياتها وقدرتها على إدارة المؤسسة الإدارية , وستبقى تاء التأنيث حرة أبية تنادي بالتغييرالشامل لتأخذ مكانتها الطبيعية في المجتمع كما أرادت لنفسها وليس كما ارادوا لها أن تبقى ساكنة ولا محل لها من الإعراب , وتكون أيقونة الثورة التشرينية .



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة تليق بالفرسان
- هل الفساد ثقافة مجتمعية ؟
- وطن في مهب الريح
- لعبة الكراسي السياسية
- العنف السياسي الى أين ؟
- رسالة من تحت الرماد
- الدولة تسرق نفسها
- عدوى الكورونا السياسية عصفت بالعراق


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - لماذا أسكنتم تاء التأنيث ؟