أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - الدولة تسرق نفسها














المزيد.....

الدولة تسرق نفسها


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات الفساد في العراق حديثاً ذو شجون وعلى مدار الساعة يتداوله المواطنين في مجالسهم الخاصة والعامة وحتى المتسلطين في بعض مفاصل الدولة ومن بمعيتهم تتهم أركان الحكومة بالفساد وكأنهم ملائكة منزهين عن القيل والقال متناسين بأنهم جزء من تلك المنظومة التي أوصلت البلد الى حالة من الضياع والتوجه الى المجهول , والفساد بحد ذاته هو الإستغلال السييء للوظيفة العامة من أجل تحقيق المصلحة الشخصية والتصرف بالمال العام دون وجه حق حتى بات عرفاً لا يعاقب عليه القانون بل يحميه تحت مظلة بعض الكتل والأحزاب السياسية المتنفذة والمشاركة في العملية السياسية منذ تحرير العراق من النظام الشوفيني البائد , وإن إنتشار ظاهرة الفساد وتجذرها في مؤسسات الدولة وسلوكيات المواطن نتيجة إرث النظام الدكتاتوري السابق من حروب وحصار وويلات , فضلاً عن إنعدام العدالة الاجتماعية من جانب ، وعدم الاستقرارالأمني والسياسي بعد عام ٢٠٠٣ وما رافقه من غياب الشفافية وإنتشار المحسوبية والمحاصصة الطائفية من جانب آخر أصبح ٍيهدد شرعية النظام الديمقراطي ووجوده في العراق ، ولعل آخر تهديد هوالذي تمثل بإرهاب عصاباٍت داعش قد إستغل الفساد لإختراق العديد من المؤسسات وتجنيد الأنصار, لذا بات لزاماً الحد من بعض أوجه الفساد التي تلامس حياة المواطن اليومية وتنخر بنية الدولة العراقية .
إن الفساد في العراق يكمن في تمتع كبار المسؤولين بصلاحيات واسعة ، مع هشاشة المساءلة والمحاسبة وتراخي العقوبات الرادعة ، فضلا عن عدم نزاهة الجهاز القضائي وغياب السلطة التشريعية أو تغيبها عن ممارسة دورها في الرقابة والمساءلة لوزارات الدولة ، مع غياب الشفافية والعلانية والمساءلة التي تعاني منها السلطة القضائية , فضلاً عن التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المفاجئة وغير المدروسة ، وإنحياز مؤسسات المجتمع المدني وضعف دورها الرقابي , كما تعد وسائل الاعلام سبباً رئيسياً في إنتشار الفساد بسبب ضعفها وعدم حياديتها في طرح المعلومات والاخبار التي تخص الفساد ، إذ تعاني أغلب وسائل الاعلام في العراق من التبعية للتيارات والأحزاب السياسية المتنفذة ، فضلا عن الجهل العام بالحقوق الفردية للمواطن وبحقه في الاطلاع والمساءلة على دور الحكومة وعملها في كثير من المجالات , لذا نرى بأن أخطر أنواع الفساد هو الفساد السياسي لأن ضرره يعم ويشمل المجتمع والدولة بشكل عام ، ومن أهم صور وأوجه هذا النوع من الفساد والتي تتمثل , بفساد السلطة ، وفساد الهيئات التشريعية والتنفيذية ، وفساد الأحزاب والإنتخابات .
إن كل الحلول لمعالجة الفساد في العراق شكلية وأغلبها تنتهي دون حلول وإجراءات رادعة , لكن لو تم تطبيق قانون من أين لك هذا ؟ قد تحد من المشكلة نوعاً ما لكنها ليست نهاية المطاف وحلاً جذرياً , لأن مستوى الشفافية في العراق متدن جداً ، ويرجع سبب ذلك الى انتشار وشيوع مظاهر الفساد بكثرة في العراق منها نهب المال العام ، وعدم إحترام العمل ، وتهريب الأموال ، والابتزاز والتزوير، والتباطؤ في إنجاز المعاملات ، فضلا عن الرشوة والمحاباة والمحسوبية .
وأخيراً يمكن القول : بأن الدولة تسرق نفسها تحت مظلة بعض السياسيين .



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوى الكورونا السياسية عصفت بالعراق


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - الدولة تسرق نفسها