أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - لعبة الكراسي السياسية














المزيد.....

لعبة الكراسي السياسية


حسن شنكالي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنا نلعبها بعيداً عن السياسة ونحن تلاميذ المرحلة الابتدائية بعد أن أدركنا شروط اللعبة من معلم التربية الرياضية ونحن في إنتظارالحصة بفارغ من الصبروالشوق اليها , وهاجس الخوف يعلو محيّانا بين هيبة المعلم داخل الصف وزخم الواجبات البيتية وإلإرشادات التي يلقيها مدير المدرسة في الإصطفاف الصباحي على مسامعنا مفعمة بالتهديد والوعيد , وتبدأ اللعبة بإطلاق الصفارة الأولى لنبدأ بالتسابق حول كراسي بعدد أقل من عدد اللاعبين وأعصابنا مشدودة في إنتظار الصفارة الثانية ليحجز كل لاعب كرسياً بالجلوس عليه وسط صيحات وضحكات وفرح ومرح , وتعاد اللعبة حتى يفوز لاعب واحد بآخر كرسي , دون أن ندرك مديات اللعبة سياسياً في وقتها .

واليوم في عالم السياسة لا يلعبون كما كنا نلعب بعفوية وبراءة غير مبالين بماهية الكراسي وقيمتها ولا كانت تعني لنا سوى مجرد لعبة ترفيهية للترويح عن النفس بعد عناء الدروس الأكاديمية , لكن دهاقنة السياسة وفطاحلها يلعبونها بمكر وخديعة ونفاق من أجل الوصول الى الكرسي بأي ثمن كان تنفيذاً لمبدأ المذهب الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) , بعد تعافي العراق من عهد الثورات والإنقلابات العسكرية الدموية , والعملية السياسية برمتها لا تخلو من تسابق للحصول على مكاسب أكبر على حساب المواطنين من خلال ممثليها بعد تنامي ظاهرة الفساد في جميع مؤسسات الدولة , حتى وصل سعر كرسي البرلمان العراقي المعلن الى مليونين دولار وما خفي كان أعظم , في سابقة خطيرة لا مثيل لها في كل دول العالم التي تؤمن بالديمقراطية والتدوال السلمي للسلطة من خلال إجراء الانتخابات النيابية الدورية , والتمسك بالكرسي ظاهرة فريدة لا يلعبها الا سياسيوا الصدفة ومن فقدوا ثقة الشارع وكأنه ملك متوارث عن الأجداد ليصولوا ويجولوا بالمال العام دون وازع ضاربين بنود الدستور عرض الحائط ليؤسسوا دكتاتورية الديمقراطية التي ينادون بها دون أن يؤمنوا بمفهومها كونها دخيلة على السياسيين العراقيين , ولا يخفى ما يتداوله بعض الساسة من بيع وشراء المناصب السيادية حتى وضعت تعريفة لكل منصب بعيداً عن هموم ومعاناة المواطنين ليقبع السياسيون في وادي والشعب المغلوب على أمره في وادي آخر لا يدري ما يجري خلف الكواليس السياسية والغرف المظلمة من صفقات مشبوهة .

ليعي مراهقي السياسة معنى المثل العراقي ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) , فعلام التناحر على أمر زائل لا محالة بعد التسكع في أروقة الدجل والنفاق السياسي للحصول على مبتغى رذيل يباع ويشترى , كما يحدث في سوق النخاسة من بيع وشراء للذمم والتباهي بها بصورة غير شرعية ليكونوا أسياداً بعد أن كانوا عبيداً , وهل فاقد الشيء يعطيه ؟ .

دعوا الكراسي لأهلها ومستحقيها من الذين نالوا ثقة الشارع بجدارة ومن خلال نتائج الإنتخابات بعيداً عن التزوير , ليتمكنوا من إخماد فتيل الأزمة السياسية المفتعلة ويعبروا بالبلد الى ضفة الأمن والأمان والخروج من عنق الزجاجة الى فضاء رحب من الديمقراطية غيرالمزيفة وإمكانية تشكيل حكومة التوافق والشراكة السياسية التي ينتظرها الشارع العراقي على أحر من الجمر , بعيداً عن المضاربة بالكراسي والمناصب السيادية .



#حسن_شنكالي (هاشتاغ)       #          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف السياسي الى أين ؟
- رسالة من تحت الرماد
- الدولة تسرق نفسها
- عدوى الكورونا السياسية عصفت بالعراق


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن شنكالي - لعبة الكراسي السياسية