أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - 8 شباط تعزيز للهدم المنظم














المزيد.....

8 شباط تعزيز للهدم المنظم


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحرك انقلابيو الثامن من شباط 1963 بالساعة التاسعة صباحاً احتلوا الاذاعة، وطوقوا وزارة الدفاع، في الوقت الذي اغارت فيه طائرات مقاتلة من قاعدتي تموز الجوية في الحبانية والحرية في كركوك على الوزارة، فَشَلّتْ قدرتها الدفاعية والقيادية، وبنفس الوقت هاجمت مجموعات بعثية قادة محسوبين على الحزب الشيوعي، مثل العميد الطيار جلال الاوقاتي، قائد القوة الجوية واغتالتهم في بيوتهم. عندها حاول قاسم المقاومة، وحث الجماهير للوقوف معه، الا انه رفض تسليح هذه الجماهير اليسارية الداعمة لبقاءه، وهي النقطة التي تحسب له بالمقارنة بين سلوكه هذا وبين سلوك من جاء بعده من قادة وحكام العراق، والتي أسهمت مع غيرها من نقاط في شل قدرته على الاستمرار بالمقاومة، ودفعه الى الاستسلام بحدود الساعة الواحدة من ظهر اليوم الثاني، فنقل مع المهداوي وطه الشيخ، بناقلة اشخاص مدرعة الى دار الاذاعة التي فتح فيها الانقلابيون مقرهم، وشكلت محكمة خاصة برئاسة العميد الركن عبد الغني الراوي الذي أصدر حكمه بالاعدام بدقائق، قيل عنها، ان عبد الغني الذي تلى قرار الحكم هو من اشترك في تنفيذه باطلاق النار على المذكورين.
ان محاكمة القائد العام للقوات المسلحة، من قبل ضباط ينتسبون اليها، في احد استوديوهات الاذاعة والتلفزيون، وتنفيذ الحكم بنفس الزمان والمكان من قبلهم ايضاً، كوّن واقعاً مخلاً بمعايير القيادة، واسلوباً انفعالياً عدائياً رافق مسيرة القوات المسلحة من ذلك التاريخ حتى أنتهاء بنيتها التنظيمية عام 2003، وما زالت بقاياه ماثلة في عقول العديد من المنتسبين، اذ شهدت المسيرة الكثير من مثل هكذا تجاوزات في ميدان المعارك العسكرية والسياسية.
لقد نجح الانقلاب وتشكل مجلس لقيادة الثورة اشترك فيه ضباط، أبقى حمى التسابق من اجل السيطرة والنفوذ قائما وبث بذور الاضطراب حيث التناحر والتدافع على السلطة، اذ اقصيَّ القوميون، واندفع البعض من البعثيين الى التمرد على قياداتهم، حتى بات البعث بعد نجاح انقلابه، كمن يتسابق مع غيره ومع بعض اركانه لاستكمال سيطرته على السلطة، فنسق خططاً لاقصاء ضباط قوميين واجتث الشيوعيين، وشكل حرساً قوميا سمح له وللجيش والشرطة، بالقتل الفوري لكل من يقف بوجه الانقلاب دون اية مساءلة قانونية. فحدثت مجازر للشيوعيين والقاسميين داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، وزرعت معالم عداء بين الضباط من جهة وضباط الصف والجنود من جهة أخرى، وصار هناك شرخاً نفسياً بين المؤسسة العسكرية وبين الشعب الداعم لها، وأضحت للحزب المذكور والأحزاب الأخرى أبواب مفتوحة في جدران المؤسسة العسكرية أدخلوا السياسة منها بشكل واسع، فأخلوا بمعايير الضبط والنظام، ودفعوا بالجيش أن يكون خلية حزبية الى يوم 9/4/2003، نقلت عدواها السياسية من بعد هذا التاريخ الى المؤسسة حيث السعي الى التسييس والرغبة في الاتكاء على أطرف السياسة التي لا يمكنها ان تبني جيش.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساءلة والعدالة
- إلتقاء التضاد في خراب البلاد
- خلع العباءة لا يكفي
- لوثة في خلايا عقل
- نصف الحكاية
- ذكرى نهاية حرب
- معركة الموصل وعملية استثمار الفوز
- أزمة قطر السعودية الى زين
- في الكرى السنوية الثالثة
- اكتمال الصورة
- قمة الرئيس الأمريكي واستجابة العرب والمسلمين
- حمى السلاح وشيوع فعل الفوضى
- الحروب العالمية محلياً
- قصور الهمّة في مؤتمر القمة
- العراق بمواجهة جيل الارهاب الثالث
- 8 شباط وعمليه الهدم المنظم للمؤسسة العسكرية
- خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل
- نينوى ما بعد التحرير
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (3 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (2 - 3)


المزيد.....




- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش
- الرئيس الأميركي يعلق على زيارة مبعوثه ويتكوف إلى غزة
- -تيسلا- مطالبة بـ 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت
- مصدر لـCNN: نتنياهو يؤجل قراره بشأن العملية العسكرية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - 8 شباط تعزيز للهدم المنظم