أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - العراق بمواجهة جيل الارهاب الثالث














المزيد.....

العراق بمواجهة جيل الارهاب الثالث


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وان كانت مؤشرات السياسة والقدرة والنفوذ، تدفع الى التوقع بأن داعش الجيل الثاني للإرهاب بعد القاعدة جيله الأول، ستنتهي في العراق ومن ثم في سوريا، لكن نهايتها المتوقعة غير البعيدة عن الآن تضعنا نحن العراقيين أمام سؤال حتمي ألا وهو:
هل بنهاية داعش سنبدأ مرحلة انفراج أمني واستقرار يؤهلنا للشروع في البناء الجدي الصحيح، أم أن النهاية ستكون بطريقة أو بمعطيات قادرة على تأسيس جيل جديد من الارهاب بتسميات أخرى وايديولوجيات أخرى ترتبط أيضا بالتطرف الفكري الاسلامي؟.
إن الاجابة على هذا السؤال منطقياً تحتم النظرة الى بعض المتغيرات ذات الصلة بالموضوع نظرة واقعية وبضوئها يمكن القول أن العالم الغربي الأقوى في تحديد ورسم السياسة في منطقتنا (أحد أقطاب معادلة انتاج الاحداث ووسائل الضغط والتأثير) وان أعلن توجهه لمحاربة داعش والقضاء عليها وهو جاد فيما يقول، لكنه ومن جانب آخر لم يتجاوز استراتيجيته في استمرار بقاء المنطقة التي من بينها العراق بؤرة توتر، لتحقيق أهداف بعيدة ذات صلة بالتوازن والنفوذ والاقتصاد والبقاء الاسرائيلي الآمن، الى حين يغير أبناء المنطقة نهج تفكيرهم الثوري المتطرف في التعامل مع الأهداف، ويقبلوا الواقع المنتج ويقتربوا من العالم الآخر في العيش والتفكير والتحضر ويتعاملوا معه برؤيا المصالح المتبادلة. والى أن يتحقق هذا سيبقى التوتر أداة ضغط على أبناء المنطقة محتمل بقدر عالٍ، وسيبقى انتاج جيل ارهاب جديد محتمل أيضاً.
لكن إنتاج التوتر أو الاستقرار من أية جهة في العالم، ومهما بلغت من الامكانيات وقوة التأثير لا يأتي سهلاً ولا يتحقق عن طريق الأوامر والرغبات وبعض التحركات، بل ومن خلال التفاعل مع عوامل أخرى بينها أو أهمها البيئة الاجتماعية المحلية (القطب الثاني من المعادلة)، وبصددها نرى أن الأفكار الطائفية المتطرفة التي أسس عليها الدواعش في اجتياحهم مناطق من العراق لم تتغير كثيراً، وما تبقى منها له القدرة النفسية على انتاج أجيال أخرى بدوافع الانتقام والعدوان، وما تركته داعش من فهم خاطئ للدين وأحقاد عند البعض من أهل تلك المناطق فيها الكثير من الأفكار غير المتوافقة مع معطيات الاعتدال اللازمة لمجتمع عراقي مستقر. ووجود مثل هذه الأفكار أعلى سطح الذاكرة القريبة يجعلها من بين عوامل انتاج الارهاب بأجيال ثالثة وربما رابعة وباحتمالات ليست قليلة.
وفي الجانب المقابل من المجتمع العراقي، لم يتغير المواطنون بالقدر الكافي للاستيعاب والتسامح والتواد والمشاركة في العيش والحكم والتعاون لتفكيك التطرف، وهذه عوامل مضافة ترجح انتاج أجيال أخرى من الارهاب.
ومع هذا فان العراق القطب الثاني في المعادلة لم يخسر فرص الحيلولة دون انتاج الجيل الثالث، والوقت مازال متاحاً لأن يمنع حصوله باقتدار أذا ما تحركت الحكومة والأبناء معاً، تحركاً سريعاً لتبديد مشاعر الحيف والعدوان عند أبناء المناطق المذكورة والتخفيف من شدة الانفعالات والأفكار السلبية في العقول والشروع من جانبهما بالتسامح والمبادرة في اعطاء الجانب الآخر في معادلة التوازن المحلي أكثر من استحقاقاته، والاقتراب التفاهمي من الغرب وارساء قواعد صحيحة للديمقراطية. عندها فقط ستطوى صفحة الارهاب وسيتحقق النماء، وسنتذوق طعم الاستقرار المفقود منذ العام 1958.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط وعمليه الهدم المنظم للمؤسسة العسكرية
- خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل
- نينوى ما بعد التحرير
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (3 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (2 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (1 - 3)
- عام آخر من التمنيات
- كبوة التعليم في العراق ثانية
- هل يصح للعشيرة قانوناً
- داعش تندحر
- ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق
- تخزين الأسلحة والمتفجرات في المدن وخروقات الأمن الاجتماعي
- معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين
- العرب والمسلمون والمستقبل
- بغداد حبيبتي
- كارثة الموصل في ذكراها الثانية
- متطلبات دعم معركة الفلوجة معنوياً
- وحدة القيادة في الحرب
- هل من حلول لأزمة البلاد القائمة
- مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - العراق بمواجهة جيل الارهاب الثالث