أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق














المزيد.....

ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت الديمقراطية كنظام حكم وتطورت في غالبية دول العالم، ومع كل هذا التطور كانت مخرجاتها ليست متساوية بل وليست متقاربة بين هذا المجتمع وذاك، فناتج الديمقراطية الفرنسية أو البريطانية مثلاً على البلاد بشكل عام يسهل عدّهُ قدراً من القوة والاستقرار هو بحسابات اليوم أكثر من مقبول، والناتج على مواطنهما بوجه خاص قدر من الرضا والرفاه كذلك يفوق المقبول على وفق مقاييس المقارنة مع الغير. وهذا ناتج مختلف عن الناتج المتحصل من تطبيقاتها في العراق الذي عاني عقودا من الديكتاتورية وتمتى أهله الديمقراطية حتى سكتوا عن الأدوات التي جاءت بها، وبمحصلة تطبيقاتها أضحت البلاد ضعيفة، ومواطنها محبط، غير راض عن حاله، فقير غير مرفه، يعاني انواع متعددة من الاضطرابات النفسية... حقيقة إذا ما اريد مناقشة الأسباب التي أسهمت في حصولها أي التغيير الحاصل في النتائج على الرغم من عدم الاختلاف بالمفاهيم الخاصة بالديمقراطية كطريقة حكم نظريا على أقل تقدير، وفي حالتها لابد من التفتيش في وسائل الضبط الاجتماعي للسلوك البشري الذي يحمل في داخله ميول واتجاهات وغرائز تدفع البعض الى التطرف والاختلاف عن الوسط والعمل الى الذات الخاصة والعداء والتمييز وغيرها مفردات اذا ما شاعت في مجتمع من المجتمعات تخل في النتائج المتأتية من تطبيقات الديمقراطية، وهنا يمكن القول أن الدول الديمقراطية التي نضجت في ربوعها التجربة الديمقراطية نسبياً أدركت حقيقة أن ضبط السلوك البشري وبما يتلاءم وتطبيقات الديمقراطية هو مفتاح الحل في التحكم بالنتائج، لذا اتجهت عدة اتجاهات بينها توظيف المزيد من الاستثمار المالي في عقول الناس لتزيد من قدرتهم على الادراك الصائب للعيش والتمتع بالحياة، فبالأمس على سبيل المثال خصصت ايطاليا الدولة غير الغنية خمسمائة مليون يورو لتشجيع القراءة والموسيقى ومشاهدة الافلام السينمائية، وهي تعي جيداً ان العائد من هذا التخصيص مشاعر وطنية قوية، وتبديد لمستويات العداء، واعتراف بالمساواة في النظرة الى الانسان وتقيد بالضوابط والقيم السائدة وغيرها أمور تجعل المواطن راضيا عن نفسه وعن البلد الذي يعيشه ويقبل الديمقراطية له ولغيره. وبينها أيضا تشريع القوانين الضابطة للسلوك وحسن تطبيقها، فحالات الانفلات التي حصلت في أمريكا مثلا ومثلها قبل سنين في بريطانيا ودول أخرى، استغلها أولئك البعض من الناس قليلي الوعي وغير المنضبطين، والعدائيين واتجهوا الى السرقة "الفرهود" والتحطيم والانتقام، لكن القوانين السارية في هذه الدول صارمة، لا تسمح ولا تتهاون والسلطة القضائية المعنية بها حازمة في تطبيقها والسلطة التنفيذية فاعلة في التنفيذ، فبقيت الملفات مفتوحة والمتابعات موجودة والصور منتشرة الى أن طبقت القوانين التي تحاسب هذا السلوك الذي يعد شاذ عن المألوف، وَتشكَلَ في المحصلة سلوك استهجان للفعل الشاذ وردع نفسي لتقليل احتمالات تكراره.
ان هذين التوجهين وهناك أخرى غيرها لا يسمح الوقت في ذكرها لو قارناها بما يجري عندنا في العراق نجد العكس تماماً، فالاستثمار حتى الآن قائم على قدم وساق في مجال التجهيل وتقليل القدرة لدى المواطن على ادراك الصحيح ودفعه باتجاه بعض أنواع السلوك الطقوسي الذي يعزز فعل الاختلاف والمخالفة وعدم الالتزام ويفتح في عقله مسارب العداء على الاخرين بدعوى الاختلاف، واكثار الحرام على حساب الحلال الذي يقيد من قدرة الانسان على التفاعل وقبول الاختلاف. ونجد ضعفا في تشريع القوانين التي تلائم الديمقراطية، فالأحزام خير مثال غالبها قائم على الانحياز والدعاوى الدينية الاثنية ومساعي الفرض الايديولوجي، وهذه لا تنفع في الديمقراطية. كما ان السلوك القائم في الشارع غير مقيد قيمياً بأية قوانين، تتهم من تشاء وتلفق على من تشاء وتذم أقوام وتنتقد مذاهب وهي اذا ما جاءت منسجمة مع المزاج الشعبي المنحاز في الأصل فلا لوم عليها ولا قوانين تحاسب على حصولها ولا قضاء يتابعها ولا شرطة تنفذ ما مطلوب منها. وهي أنواع من السلوك لا يمكن أن تؤسس مجتمعاً ديمقراطياً. بل وعلى العكس ستبقي العراق متأرجحا أو أعرجاً لا يمكن عده ديمقراطياً ولا تمكنه من العودة الى الديكتاتورية مثل انسان خنثى، لا يعد امرأة ولا يحسب رجلاً، وعذابه على النفس أقسى أنواع العذاب.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخزين الأسلحة والمتفجرات في المدن وخروقات الأمن الاجتماعي
- معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين
- العرب والمسلمون والمستقبل
- بغداد حبيبتي
- كارثة الموصل في ذكراها الثانية
- متطلبات دعم معركة الفلوجة معنوياً
- وحدة القيادة في الحرب
- هل من حلول لأزمة البلاد القائمة
- مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد
- مطلوب أن يكون للعراق هوية
- تعقيدات المشهد العراقي الحالي
- في ذكرى السقوط وأمل التغيير
- فن الاصلاح والصلاح
- لا لن أتغير
- قضية انتحار
- لوثة جينية
- الموت في زمن الاستقواء
- في صلب الحقيقة
- وكر الشيطان
- الجيش العراقي في ذكرى التأسيس: ما له وما عليه


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق