أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد














المزيد.....

مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخبت لندن قبل أيام عمدة لها. في دورة لأربع سنوات فاز فيها مرشح حزب العمال السيد صادق خان، ابن سائق الباص الرقم (44)، وكان فوزه بفارق أصوات كبير على منافسه اليهودي إبن الملياردير، انتخاب جلب الكثير من التعليقات، في غالبها عن هذا التحول والاقتناع بانتخاب الغالبية المسيحية في مدينة مسيحية لمسلم حاكماً لها في ظروف اضطراب دولي يمثل فيه التطرف الاسلامي جانباً من حرب ارهاب كونية. وهو انتخاب يستحق الخوض في بعض تفاصيله والمقارنة في نتائجه مع مجتمعنا العراقي بشكل عام والبغدادي على وجه الخصوص، فلندن الكبرى يزيد تعداد نفوسها على الخمسة عشر مليون نسمة منهم ما يقارب الثمان وأربعون في المائة مسيحيون، وعشرون في المائة لا يؤمنون ولم ينتموا الى دين، وثمانية بالمائة مسلمين وأقل من إثنان بالمائة يهود. وأقل منهم سيخ وبوذيون وغيرهم، اتفقوا في أصواتهم على انتخاب السيد صادق دون أن يفتشوا في دفاترهم القديمة عن دينه، تابعوا واتبعوا برنامجه الانتخابي وبرامج حزبه، وعندما دفعت حمى الانتخاب بتناول موضوع الاسلام عاملاً للتفضيل، لم يعره الغالبية اهتماماً، واتجهوا صوب انتخابه تبعاً لقناعاتهم.
انها تجربة وطن حضاري تجاوز فيه المواطن خصوصيته الدينية والقومية، وتجربة تجانس اجتماعي فضل في مجالها المواطن، عيشاً مشتركاً على حساب الذاتية... تجربة لو قارنا نتائجها بتلك الانتخابات التي جرت في بغداد لمنصب أمين العاصمة، وتلك التي ستجري مستقبلاً وافترضنا قد رشح كردي الى هذا المنصب فهل سيحصل على أصوات من خارج المكون الكردي، ولو تجاوزنا هذا الافتراض الذي يرفع أصوات ستقول انه ومكونه يسعون للانفصال وافترضنا مسيحياً أو صابئياً فهل سيكسبان أصوات المسلمين الشيعة أو السنة؟، وهل سيسمح لهم في الترشيح أصلاً وان اجتازا اختبار الاجتثاث وحسن السير والسلوك؟.
لا، انهم لا يكسبان قطعاً الا بعض الأصوات النشاز، بل وان المتوقع وفيما اذا نجح أحدهم ووصل حافات الدعاية الانتخابية، سيجد في اليوم التالي أن مغلفاً قد ترك في بابه يحوي على رصاصة وقصاصة ورق مكتوب عليها "انسحب والا".
انه مشهد افتراضي، وقوعه محتمل جداً، وسطه نجد أنفسنا ونحن الساعين الى تفضيل ابن ملتنا الجاهل على ابن الغير المتعلم نتباكى على عراق، نخشى له التقسيم في مرحلتنا الزمنية التي نعيشها الآن، دون أن نسأل أنفسنا كيف لا يقسم وما زلنا ننتخب ونتظاهر ونحتج طائفياً؟. كيف لا يقسم حتى وقتنا هذا وهناك من يتمتع بمقتل غيره طائفياً؟. وكيف لا يقسم والمسؤول منا يفضل هذا على ذاك تبعاً لمقولة "انه من عدنا وبينا"؟.
ان هذه الأفكار وأنواع السلوك التي ننتهجها في هذا الوطن العليل، هي الأدوات الفعلية للتقسيم، واذا لم نتخلص منها، فالتقسم آت لا محالة، وسيقرأ من يأتي بعدنا عبارات أقلها قسوة: أن جيل عاش وحكم في الربع الأول من الألفية الثانية هو من قسم العراق.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب أن يكون للعراق هوية
- تعقيدات المشهد العراقي الحالي
- في ذكرى السقوط وأمل التغيير
- فن الاصلاح والصلاح
- لا لن أتغير
- قضية انتحار
- لوثة جينية
- الموت في زمن الاستقواء
- في صلب الحقيقة
- وكر الشيطان
- الجيش العراقي في ذكرى التأسيس: ما له وما عليه
- الهدم البنيوي في الانقلاب العسكري العراقي
- الايمو، الظاهرة ام المشكلة
- التطرف، ومهام الدولة العراقية في أنتاج الوسطية
- التأسلم في العراق وأثره على التوتر والاستقرار
- المصالحة تبدأ من هنا
- الحمايات الخاصة وأمن الوطن والمسؤول
- العسكرية العراقية وقوانين خدمتها الوطنية
- صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين
- مطالب التمديد في عقلية الاستحواذ والتهديد


المزيد.....




- فيديو للحظة استهداف مبنى وزارة الدفاع السورية على الهواء مبا ...
- مباشر: ضربات إسرائيلية في دمشق وارتفاع حصيلة أعمال العنف في ...
- إسرائيل تُنفذ غارات عنيفة على دمشق.. ووزير دفاعها: بدأت -الض ...
- كلوب يُعلق على صفقة فيرتز: لاعب استثنائي ومركز هو التحدي!
- لا أمطار في العراق.. الجفاف يضرب البلاد ورائحة حقول أرز العن ...
- خامنئي : إسرائيل هدفت خلال الحرب إلى إسقاط النظام وإيران مست ...
- مهندس سابق في -أوبن إيه آي- يكشف عن أسرار العمل بها
- ما قصة الشبح واللون الأصفر اللذين يظهران في شعار سناب شات؟
- روسيا تتهم أوروبا بممارسات عسكرية عدوانية وتلمح مجددا للخيار ...
- خط الدفاع الأول في كشف انتهاكات قوانين الحرب


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد