أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قرار الحرب بين القوة والقدرة وميزان الصراع














المزيد.....

قرار الحرب بين القوة والقدرة وميزان الصراع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في علم إدارة الصراعات والتنازع نجد مفهومين مختلفين يتعلقان بعناصر وماهية محركات الصراع وما يمثلانه من تحديد لجوهرية المفهوم، الأول مفهوم القوة القادرة والآخر مفهوم القدرة الممكنة على استخدام القوة وشروطها وتوقيتاتها، وما بينهما يمكن أن يتوسط مفهوم النصر بصورة ما أو الخسارة الممكنة، القوة المجردة تحديدا لا يمكنها أن تكون فاعلة دوما ومنتجة لشروط الفوز والغلبة والنصر بدون أن تكون القدرة على استخدامها ممكنة وجاهزة وفقا لمقتضيات معادلة النسبة والتناسب الطردية، هناك أمثلة من تاريخ التنازعات والصراع بين القوى يوفرها لنا التاريخ والتجربة العملية وتؤكد هذه النظرية.
من هذه التجارب والدروس ما حصل فعلا مع روسيا المعاصرة وقبلها الاتحاد السوفيتي المتفكك مع قوته الهائلة عسكريا واستراتيجيا، من أسباب خسارة الصراع مع أمريكا أضافة لما ذكره المحللون والمؤرخون من عوامل ذاتية وموضوعية أدت لهذا الخلل الكبير مع ما فيهما من قوة يعود أساسا وكليا لفقدان القدرة على تفعيل القوة، فهناك شرط أساسي للقدرة على الرد أما باستخدام القوة المتكافئة أو حتى المتفوقة لإنهاء الصراع لصالح القوة من خلال المرونة والمناورة والتحرك بأكبر مجال يحفظ للقوة فاعليتها دون أن تتضائل أو تضعف هذه القوة لعوامل خارجية عنها.
هذه المقدمة البسيطة أسوقها في مقدمة مقالتي حول ما يدور الآن من صراع متوالي ومتتالي ما بين أمريكا زعيمة العالم الحر والقوة الأولى في العالم، وصاحبة أكبر قدرة على أستخدام القوة والمناورة فيها والتحرك على الخصم للالتفاف عليه كالأخطبوط، دون أن يكون هناك عوامل حقيقية تحد من هذه القدرة سوى الصوت الشعبي الداخلي وصراعات الحزبيين الأمريكيين الرئيسين في الداخل السياسي الأمريكي، وما بين إيران التي تبني قوتها العسكرية ذاتيا متسلحة بعقيدة عنفية مستفزة على الدوام لكنها في الوقت الذي تعاني فيه من ضغوط سياسية وأقتصادية دولية وإقليمية ومشاكل أجتماعية متنوعة في الداخل لا تتورع بتصعيد الموقف داعية لنفسها أنها زعيمة العالم الأخر المعادي لأمريكا وحلفائها، وتظن أن العقيدة الدينية ممكن أن تكون بديلا عن مفهوم القدرة، بمعنى أنها تفهم ان محركات الصراع الأساسية هما القوة والعقيدة ومهما كانت النتائج.
أعتقد شخصيا بأن أيران كبلد قوي ومتسلح بأنظمة دفاعية وهجومية ولديها القدرة على استخدام هذه القوة في حدود الترهيب والترغيب فقط، وحتى ما يخشى عالميا وهناك من يروج له إقليميا عن قدرات غير تقليدية ومنها المشروع النووي لو امتلكته سيغير المعادلة ويتحول مرتكز الصراع عندها من قوة وعقيدة إلى قوة وترهيب بالقدرة، هذه القراءة واهمة وغير حقيقية والسياسي والعسكري الإيراني يعرف خطل هذه المعادلة وعدم قدرتها على حفظ التوازن كما تسعى له إيران مما يجعل منها طرفا لحرب باردة جديدة، ذلك ببساطة ـن الخصم اقوى كثيرا بمديات أبعد قد لا تقاس حتى بعقدين أو ثلاثة من السنين، وأيضا لديه القدرة اللا محدودة والمناورة الحرة والحركة من أكثر الاتجاهات الجيوعسكرية أهمية، وأمريكا أيضا اقدر منها على أستخدام وإدامة زخم القوة العسكرية والاقتصادية بالمباشر أو عبر حلفائها وزيادة الخناق على إيران ومنعها حتى من الحركة داخل مجالها الجيوسياسي والإقليمي.
ويظن البعض أن تطور قوة إيران وتنامي نفوذها العسكري والأمني في المنطقة سيقود حتما إلى مصطلح ومفهوم كلاسيكي سمي ابان الحرب الباردة بـ (توازن الرعب)، ولتوازن الرعب شروط موضوعية تتعلق ليس فقط بالقوة ولكن الأهم منها أن هذه القوة تكون تحت سيطرة القرار السياسي حين الحاجة إليها دون الخوف من العواقب الممكنة والمحتملة جرائها، أي تحديدا إلى مفهوم القدرة الحرة على تفعيل القوة وفق مقتضيات الصراع زمانا ومكانا، مثلا إسرائيل لديها أكثر من (٣٠٠) رأس نووي وترسانة غير محدودة من الأسلحة الاكثر تطورا في العالم، ولكنها مع كل ذلك لا يمكنها أن تستعمل واحدا منها بدون أن تدفع خسائر مهولة، اولا لصغر مساحتها مما يقلل من إمكانية المناورة بها كقوة وكشعب أيضا، وأيضا عدم القدرة على التحرك الحر للقطعات وأنتشارها في المجال الأكثر أمنا لها والأهم عدم قدرتها على فتح جبهات متعددة في أن واحد، وثانيا لأنها ستواجه بقدرة صاروخية بالستية وسلاح تقليدي بكثافة مع خلل داخلي لا يتحمل الخرق، فالحرب تنهكها وربما تحد من قدرة القوة والقدرة لديها إلى المدى الذي لا يشجعها دوما للدخول في صراع معتمدة على قوتها فقط.
إذا مثل هكذا صراع والتنازع العسكري لا يمكن حسمه بالنووي كما يتصور البعض أو يروج له، مع العلم أن إيران لا يمكنها الآن وتحت رقابة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة النووية وفرق التفتيش التابعة لمنظمة الطاقة الذرية الدولية، والمراقبة الصارمة والتجسس والأختراق المتكرر لأنظمتها الرقمية، أن تتمكن من صنع القنبلة النووية المزعومة حتى مع محاولاتها في السر أو تحت غياب التفتيش والرقابة، ومع تصريح قادتها الروحانيين الكبار بتحريم أستخدام السلاح النووي أيضا.
كما لا يمكن لإيران أن تكون قوية وقادرة على مواجهة أستحقاقات الصراع ومتطلباته، وهي تعاني من إنهيار أقتصادي تزعم أنه تواجهه بخطط وصبر الشعب الإيراني، الذي بدأ يتذمر كثيرا وطويلا على وضعه الأجتماعي والأقتصادي، فما لم تشبع شعبها اولا وتحترم مبدأ الحريات الأساسية للجميع وتتكفل بموضوع حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية للشعوب الإيرانية، وتخرجه من حالة الأزمة المستمرة التي تعصف بثقة الشعب الإيراني بقيادته المتزمتة، سوف لن تنفع القوة العسكرية وتتحول إلى وبال ونقمة لن ينجو منها النظام نفسه، وهو يجري بسرعة وغرور إلى ميدان صراع غير متوازن وسيد نفسه في حالة غوص عميقا في مشهد صراع محتمل أو قادم ممكن أن يشتعل مع أي تهور غير محسوب العواقب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكسب والخسارة في غزوة السفارة ح1
- عن السيادة وأشياء أخرى
- الفراغ الدستوري والفراع السياسي..
- الرئيس صالح لم يعد صالحا برأي البعض
- المنهج الوزاري لحكومة مصغرة أنتقالية.
- بين سلمية الثورة وعنف السلطة
- رئاسة الجهورية بين مطرقة الدستور وسندان اللحظة الأخيرة.
- خيارات التغيير بين السلطة والشعب
- ظاهرة العقل الجمعي وميل الأنخراط (حادثة الوثبة ) إنموذجا
- ((المشروع الوطني من أجل عراق أمن ومتطور))
- اللعبة السياسية بين البرلمان ورئاسة الجمهورية ح2
- اللعبة السياسية بين البرلمان ورئاسة الجمهورية ح1
- إلى ...................
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح2
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح1
- غزوة السنك بين صمت القبور وصراخ الصقور
- ثوار ومندسون والطرف الثالث
- المؤامرة الأمريكية!؟
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قرار الحرب بين القوة والقدرة وميزان الصراع