أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - إلى ...................














المزيد.....

إلى ...................


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى....


عندما يكون الإنسان أمام خيارات عديدة وهو في وضع مريح في أتخاذ القرار أو تأجيله أو ربما حتى عدم الأهتمام به، غير ما يكون مخيرا بين الموت أو الموت وهو على مسافة قد لا تكفي حتى التقرير بين الخيارين، في تلك اللحظة يتوقف الزمن وتتلاشى ملامح المكان ويختفي الشعور بالوجود، صورة محزنة أليس كذلك بل قل سوداوية غارقة بالتشاؤم ... ليس لها مثيل في عالم الواقع... إلا في عالم بلد يسمى (العراق) فهو على الدوام ومنذ أن وطأة رجل أول إنسان على أديمه كان مخيرا هكذا... الموت مثل الريح قد تتوقعه أن يأت من أي جهة... لكن الغالب يأتي مع (الشرجي).
نعم بلد عظيم مثل العراق لا يليق به إلا الكبرياء... لذا ترى ديدان الارض القذرة وثعالب الصحراء وضباعها تغزوه بين الحين والحي... إملاقا وأحينا من لؤم طبيعتها، منذ أن عرفت العراق وعرفني أحسست أن معادلة الموت والموت هي التي تحكم هنا، الفرح مؤجل حتى حين يقول العقلاء أنه ينتظر على الحدود ليستقبل القادم من المجهول حتى يشبع العراقيون ضيما وظلما، شككت مرة أن الله هو من خلق العراق بل قد يكون العراق هو من أبتكر فكرة الله لذا عوقب بهذه اللعنة الأبدية، كل شيء يقبله عقلي القريب من الجنون دوما بل لا أستحي أن أقول أني مجنون بالجنون ولا يؤخذ بالجريرة إلا العقلاء من قبل أهل العقل... لذا دوما أنا برئ.
في عام من أعوام الموت في ثمانينات القرن الماضي قررت أن أموت لأني لم أعد أحتمال أنتظاره مختبئا منه في شق ترابي تترصدني بعض الرميات الطائشة وأحيانا المقصودة، فخرجت من موضعي اتجول بين المواضع وكلها تنادي ماذا تفعل أيها السفيه، ضحكت كثيرا في حينها ولم أرغب أن يعرف أحد لماذا أضحك.... كانت المدفعية وسرايا العدو قد منحت نفسها أجازه عن العمل... ربما تكون تعطلت كل أسلحتهم أن ترسل لي رسولها، عدت بعد أكثر من ثلاث ساعات من التجوال العلني في أرض يمنع فيها التجول إلا من خلال الخنادق ومرابض البنادق، وما إن وصلت موضعي حتى أشتعلت الأرض والسماء حمما من نار وحديد ونحاس ... فبأي ألاء ربكما تكذبان.
منذ إن تفجرت وثبة تشرين في الاول من الاول منه كنت أحاذر الموت وأحذر أن يصل لأحد، حتى رأيت أن الشباب يطاردونه في الساحات ليقبضوا عليه ويعلقوه في حبل من مسد على بوابات ساحة التحرير، كان المنظر مذهلا أن ترى بعض البشر تتحول لذئاب تبحث عن قطرة دم لتلحسها وهناك من ينزف أنهار من دم طاهر لا يبالي... ومضت الأيام وتحولت الوثبة إلى ثورة حملت معها ريحا صرصر دقت أبواب بيوت الموت ودكاكينه، حتى أنتفض ملم الموت من كسله ليباشر وظيفته بحماس الموقنين أنهم على هدى أو في يقين، وحصدت مكائنه الأجمل فالأجمل من شبابنا.... تعجبت من قباحة وجه الموت حين رأيته يغزو الشوارع عاريا حتى من ورقة توت يرفع راية صفراء هتكت عليها كل بكارات الشرف والفضيلة والخير والناموس والاخلاق والدين، وزنى فوقها ألف شيطان وشيطانة في حفلة مجنون صاخب.
أيقنت أن الموت مهزوم حتى لو جاء ليأكل ساحات الثورة ومن فيها، يقينا مهزوم لأن كل قطرة دم ستتحول إلى بساتين نخيل وأعناب ورمان وكثيرا من شجر الياس وزهر القرنفل، لذا ضحكت عليه وهذه المرة الثانية التي أضحك فيها على الموت وهو يضحك من فرط غباءه.
تقول أحدى الصديقات أنها ولأول مرة تسعد بكلمة الموت وترى فيه مجرد زائر أبله لا يعرف طريقه، لذا لم تعد تخشاه ولا تتوجس من خطواته، ما هذا .. كيف تحول الناس إلى السخرية من الموت، طفل وعلى جسر الجمهورية في بغداد عاري من كل شيء يحمي إلا علم العراق يستهزئ بكل عظمة الموت وجبروته وأمام القتلة ويرسل لهم وعلى مرمى من بنادقهم باقات من السخرية والأستهزاء... أووووووو كم عظيم أنت أيها العراق... أقول لقد دجن العراق الشجاعة وجعلها من ضمن جينات أبناءه لذا فكل ما يطلبه الموت منا أن يجد لنفسه ورفيقه الجبن مكانا بيننا حتى لو كان بمساحة تكفي ليفرخ أبناء الأفاعي ويرعاهم حتى يشتد عودهم.... لا.... قالها الفرات وهو يخاطب دجلة... بلد طاهر مطهر طهور لا مكان فيه لأبناء السفاح والغيلة.
المهم هذا كتابي فيه ما فيه وأترقب أن يلد ليكون وشقيقه الذي سبقه جزء من ذاكرة الثورة ضد معادلة الموت أو الموت، قد تكون أخر كلماتي فيه، وقد أكتب غيرها ولكن.... أه من لكن.. أتمنى أن يكون حرفا من سفر مجد العراق... مجد الصابرين على البلاء... ويغادروا يوما محطات الحزن بقطار الثورة نحو مرفأ الوجود الطبيعي للإنسان وهو مكرم وكريم... شاركوني الحلم أشارككم الأنتصار.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح2
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح1
- غزوة السنك بين صمت القبور وصراخ الصقور
- ثوار ومندسون والطرف الثالث
- المؤامرة الأمريكية!؟
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1
- الخطوة التالية ح2
- الخطوة التالية ح1
- العراق في قلب العاصفة
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - إلى ...................