أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2














المزيد.....

ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة قبل أن تكون حراكا سياسيا وأجتماعيا يفرض نفسه على الواقع ويعمل على تغييره، هي صيرورة إرادة مرتبطة بظروفها الموضوعية والذاتية كي تستكمل وجودها على الأرض، وحتى يكون ذلك ممكنا لا بد من أن تتوفر مسببات وعلل أساسية منها ما هو متعلق بالإستعداد الذاتي لقاعدة الثورة، ومنها ما هو محرك لهذا التغيير وأداة له، وهنا يحضر عامل الزمن كواحد من أركان الصيرورة ومن شروط النضج، فلا يمكن أستسباق الزمن فتجهز الثورة على نفسها لأنها غير مهيأة له، أو تتأخر الثورة عن اللحظة التاريخية الواجبة وتكون قد أفلتت على نفسها أن تكون حاضرة وفاعلة ومنتجة.
عليه فالكثير ممن عاش الحراك وعايش إرهاصات الثورة العراقية الحالية كان يتمنى أن يكون لموعد إنطلاقتها أبكر من هذا الوقت، حيث أن الطبقة الحاكمة السياسية لم تتلقى الضربة المناسبة التي تجعلها تعيد الكثير من حساباتها وقد كسبت وقتا أضافيا ندفع ثمنه الآن مضاعفا، الحقيقة التي لا بد من ملاحظتها أن هذه الطبقة الحاكمة لم تتوقع لا الآن ولا قبله أن تتطور الأمور في هذا الأتجاه وهذا الزخم الذي يجعلها أيضا أن تدفع الثمن مضاعفا.
صحيح أن الشروط العامة للثورة كانت ناضجة بالقدر الذي يمكنها من أن تنفجر في أي وقت لكن هناك نقص فيما يعرف بالتراكم الضروري لدفعها بقوة أكبر أتجاه هذا الهدف، هذا التراكم كان ضروريا وحتميا مع كل فشل أضافي من قبل السلطة الحاكمة أو تخلف في قراءة الواقع ومجريات حركة المجتمع، ساهم في التقليل من زخم هذا التراكم عوامل داخلية وأخرى إقليمية كانت تدفع بقوة في تأجيل قرار الشعب، خاصة مع قوة هذه المؤثرات وقدرتها على إشغاله عن ملاحقة السلطة وتحديها والخروج بوجه علني موحد نحو هدف علني وموحد أيضا.
هنا وقد أعلنت القوى الحاكمة وسلطتها بكل وضوح وبما لا يقبل الجدل والشك أنها لا تستطيع أن تقدم ما يمكن أن يؤجل من إشعال فتيل الثورة وأنطلاق شرارتها، أصبح الزمن عامل مضاف وضاغط وحتمي في صيرورتها، وأتضح ذلك من جملة قضايا ظهرت على الساحة السياسية منها مثلا التقارير التي قدمت لمجلس النواب حول نسبة تنفيذ البرنامج الحكومي والذي لا يتعدى نسبة الثلث من البرنامج الحكومي المعلن، وأيضا أنتهاء الفترة الممنوحة من قبل بعض الأطراف السياسية التي كانت قد منحتها للحكومة شرط أولي للموافقة عليها خاصة بعد مرور سنة على تشكيل الحكومة وأنطلاق أعمالها.
كما أن تفاعلات ومفاعلات الواقع الإقليمي وخاصة الصراع الإيراني الأمريكي الذي وصل إلى الذروة قبل الأشتعال، هيأت ظرفا موضوعيا دافعا للحراك الجماهيري، ولا سيما أن الطرفين ومن ورائهم قوى وأجندات ومخططات ساهت أبضا في فشل الحكومة وعجزها أن تتخذ مواقف أكثر وطنية ولمصلحة العراق كشعب وكدولة، كان من الذكاء السياسي لقادة الثورة أن يمنحوا هذه الظروف الموضوعية دورها في بيان عجز وفشل السلطة، وكان لا بد أيضا من الإستفادة منها على الوجه الذي يخدم قضية الثورة وأهدافها وقد بان كل شيء على حقيقته، وأصبح اللعب على المكشوف تماما لجميع الأطراف في السلطة وخارجها.
إذن الثورة ولدت ولادة طبيعية ومهيأة تماما أن تدرك وتنال أهدافها وتحقق النتائج المرجوة منها، والدليل على هذا النجاح أن كل القوى الفاعلة في الحكومة والسلطة وأحزابها، وحتى القوى التي كانت تنادي بضرورة الإصلاح وتدارك الأمور قبل إفلات زمام الأمور، تفف اليوم صفا واحدا في مواجهة الثورة بشكل أو بأخر، مرة بعنوان الحفاظ على الدولة وبنائها السياسي من الذهاب للفوضى أو ما يطلقون عليه اللا دولة، ومرة منح الوقت القليل لتمرير جملة من الإصلاحات تظن أنها قد تكون شيئا من الحل، هذا الطرح الآن وفي هذا الوقت الحاسم وبمجرد القبول به يعني أنتحارا للثورة وأنتحار أكيد للشعب، لا مجال ممكن أن تتغير الأهداف أو تتغير الرؤية أو تتبدل الوجوه هنا أو هناك، وما على الثورة وجمهورها إلا المضي إلى أخر المشوار حيث تجد نفسها جزء من أستحقاق بدي لا بد من التعامل معه على أنه حقيقي وأكيد.
يمكننا القول وبكل ثقة أن الثورة العراقية الكبرى التي أنطلقت في الأول من تشرين عام 2019 ليست ثورة خدمات ولا هي حراك إصلاحي يهدف تحسين أداء السلطة وقواها، بل هي ثورة تغيير جذري شامل وإنقلاب سياسي كامل على كل العملية السياسية الفاسدة، رموزا واهدافا وشخوصا وممارسات، ولم يعد بالإمكان الرجوع إلى ما قبل الأول من تشرين الماضي، ولا التراجع عن خطها الوطني الشمولي بكل ما تحمله من سمو وإنسانية، وبعد كل هذا النضج والفهم والتضحيات التي قدمها الشعب وشبابه المنتفض بثورية فذه أذهلت العالم وأظهرت المعدن المدني له، ومع كل إصرار الطبقة السياسية بكاملها وما يقف خلفها من قوى على رفض الإنصياع والتعامل مع الواقع الجديد، واقع ثورة مبادئ وثورة قيم تعيد للوطن والمواطنة وجودها بعيدا عن ما تمظهرت به سلطة ما بعد 2003 وبكل عناوينها وشعاراتها وأهدافها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح1
- التسويف ومخاطر الإنزلاق نحو العنف المتبادل
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح2
- معضلة الدستور وخيارات الأزمة ح1
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح5
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح4
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح3
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح2
- دور المؤسسة الدينية لمرحلة ما بعد تشرين في العراق. ح1
- المسؤولية القانونية والدستورية لرئيس مجلس الوزراء في الدستور ...
- في نقد الدستور العراقي (مواد دستورية معطلة)
- ملاحظات على قراءة الدستور العراقي
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج2
- تفصيلات الدستور والنصوص (تعديلات واقتراحات لسد النقص) ج1
- بيان الحراك الشعبي العراقي ومجموعات من تنظيمات ناشطي ساحة ال ...
- تفصيلات الدستور والنصوص (فن الصياغة)
- لماذا تشرين؟
- أزمة العقلية الحاكمة في العراق ومستقبل الحراك الشعبي.
- أساسيات الدستور العراقي ثالثا _الصيغة الأتحادية
- أساسيات الدستور العراقي ثانيا _التعددية الديمقراطية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - ثورة تشرين حركة تعيير أم إرادة إصلاح ح2