أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف حمك - عمل المرأة خارج المنزل نعمةٌ لها ، أم نقمةٌ .














المزيد.....

عمل المرأة خارج المنزل نعمةٌ لها ، أم نقمةٌ .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 22:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


و كأن المرأة خلقت لتعاني البؤس ، و تتذوق مر الحياة .
و لها من القهر و الشقاء حصة الأسد .
إضافةً إلى الذهنية الذكورية السائدة في مجتمعاتنا المنصوصة على
وجوب رضوخ المرأة للرجل ، و أن تكون طوع أمره .
تطفو على السطح مشكلةٌ أخرى ، لتقذف بها في متاهات أزمةٍ نفسيةٍ
حادةٍ ، و صراعٍ مريرٍ بينها و بين نفسها .

بعد أن فتح التعليم ذراعيه للمرأة ، و حصولها على مؤهلاتٍ علميةٍ
و شهاداتٍ جامعيةٍ و دراساتٍ عليا ، تأهلت للعمل خارج المنزل ،
لتكسب ذاتها ، و تحقق بعض طموحاتها الشخصية أسوةً بالرجل .
و فضلاً عن غلاء المعيشة الذي خيم على العالم في العقود الأخيرة ،
و انكماش مستوى دخل الأسرة - و إن كانت النفقات تقع على عاتق الرجل
كما هو السائد - و انطلاقاً من واجبها تجاه الوطن و المساهمة في تنمية الاقتصاد و البناء مع الرجل . فبناء الآوطان لا يقتصر على الرجال وحدهم .
وظيفةٌ بيولوجيةٌ تمس الحياة بانتظارها . و هي الأعظم شأناً و سمواً ،
و تحظى بأهميةٍ لا يمكن للحياة أن تستمر إلا بها . و هي الزواج و الانجاب
لديمومة الحياة ، و عدم انقراض الجنس البشري .
فتتوسع رقعة المسؤولية و تكبر ، رعاية الأولاد و حسن تربيتهم ، و تدبير
شؤون المنزل بإتقانٍ لتماسك الأسرة ، و تمتين أواصر العلاقة الزوجية
من خلال تخصيب العاطفة ، و انعاش الحب و تعطيره .

تنمية اقتصاد الوطن و المساهمة في ازدهاره ، و زيادة دخل الأسرة و المشاركة مع الزوج في تحمل الأعباء المالية ، و تحقيق الذات أمنيةٌ لكل امرأةٍ .
فما بالك بهياج دافع الأمومة ، و تأجيج غريزة الزواج ، و التوق لبناء
بيتٍ بين جدرانه يلتم شمل عائلةٍ مثاليةٍ يفوح منها شذا الحب و الصدق و الأمان .

رغباتٌ متضاربةٌ ، و تناقضٌ في الأمنيات ، و اشتهاءٌ لأمرين يصعب الجمع بينهما .
إن تجنح للرغبة الأولى و العمل خارج المنزل ، يصبح الأطفال في طي الإهمال ، و الحرمان من الحنان يستفحل ، و تتقلص عاطفة الأمومة .
الفتور يعتري العلاقة الزوجية ، و تخمد جذوتها ، و الفوضى يعم المنزل
و يزيدها الخلل اضطراباً و تفككاً . و الإحساس بالذنب يعصرها ، حتى
و إن استعانت بالخادمات . فحرمانهم من عطف الأمومة يجعلهم يبتعدون
عنها في الكبر ، و هذه عقوبةٌ تثقل كاهلها بحد ذاتها .

و إن اختارت العائلة و الزوج و الأولاد و المنزل ، فربما تقع فريسة قلقٍ
دائمٍ على طموحٍ طار من يدها ، طالما حلمت به منذ الصغر .

تقول المحامية و الدبلوماسية الفرنسية كريستين أوديت ، و التي شغلت مناصب رفيعةً في مؤسسات الدولة : ( عمل المرأة خارج منزلها ينسيها
أنوثتها ، و ينسي الرجل شريكة حياته ، فتصبح الحياة لا معنى لها ، و لا هدف ) .
طبقاً لتجربتها الذاتية الطويلة في ممارستها العمل خارج منزلها .

و لعل اسم ممثلة الإغراء السينمائية المنتحرة مارلين مونرو لا زال
عالقاً في ألأذهان . ففي رسالةٍ جوابيةٍ لفتاةٍ تطلب استشارتها لرغبةٍ
منها في أن تسلك طريقها إلى التمثيل ، كتبت إليها تقول : ( احذري
كل من يخدعك بالأضواء ... إنني أتعس إمرأةٍ على وجه الأرض ،
لا أستطيع أن أكون أماً ..... إن الحياة العائلية الشريفة الطاهرة هي
رمز سعادة المرأة ، بل الإنسانية . )
و لعل شعورها المفرط بالذنب ، و ندمها الشديد بتقصيرها في واجباتها
الزوجية و امومتها دفعاها إلى الانتحار .
استطاعت أن تكون ممثلةً مبدعةً مشهورةً ، على حساب أمٍ تعيسةٍ خائبةٍ ،
و زوجةٍ فاشلةٍ محبطةٍ .

حقاً المرأة في وضعٍ لا يحسد عليها ، و أمواج الحيرة تتقاذف بها .
كيف تبدع في عملها الخارجي بلا تقصيرٍ لواجباتها الزوجية و الأمومية
و المنزلية ؟! و كيف تهمل ذاتها و بناء شخصيتها دون أن تكتوي بنار
الألم ، أو يلتهمها لهيب الندم ؟! .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادٌ تبيد العقول ، و تقتل الأحلام .
- خنوع الفتاة لسطوة والدتها جريمةٌ بحق نفسها .
- يومٌ لك ، و يومٌ عليك .
- مهزلة الخلافات الحزبية .
- حلمٌ يخذل وعده .
- طغاة الشرق ، جلادو شعوبهم .
- الصمت هو البعد الأعمق للروح .
- من شب على شيءٍ شاب عليه .
- قادة الشرق على أنفاس شعوبهم كاتمون .
- طغاتنا لم يتركوا لنا فرصةً لنتنفس .
- كن جميلاً بصمتك ، أو تُمْرَغُ أنفك ، و تُدْعَسُ .
- لا مكان للكرامة في مجتمعاتنا البائسة .
- السباحة مع التيار ، سحقٌ لمقومات الحياة الكريمة .
- طغيان رجال السياسة و الدين جهلٌ ، و قتلٌ للحياة .
- كي لا ننهض من جديدٍ .
- أيها المعممون : من التاريخ استلهموا الدروس و العبر .
- نموذجٌ للذي ينسب نفسه للفرد ، لا للوطن أو الدم .
- طيفٌ جميلٌ يعاندني .
- أردوغان و لعبة الانتخابات .
- الغدر دناءةٌ للنفس ، و لها عطبٌ .


المزيد.....




- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف حمك - عمل المرأة خارج المنزل نعمةٌ لها ، أم نقمةٌ .