أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - طغاة الشرق ، جلادو شعوبهم .














المزيد.....

طغاة الشرق ، جلادو شعوبهم .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5962 - 2018 / 8 / 13 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول كارل ماركس : ( الطاغية غايته جعلك فقيراً . أما كاهنه فمهمته جعل وعيك غائباً )
لا يخفى عليكم أن معظم قادة الشرق طغاةٌ عتاةٌ ، و أن معظم رجال
الدين أذيالهم ، يمدحونهم كالعبيد ، و يرفعون مقامهم بالتوازي مع مقام الله .

كما هو معروفٌ أن الطاغي آخر اهتماماته هو الثقافة و تثقيف شعبه .
تنصله من مسؤولياته تجاه رعاياه هروبٌ إلى الوراء . لإبقاء الشعب
في قاع الفقر ، و إغراقه في ظلام الجهل و عتمة التخلف عن عمدٍ .
ليجر وراءه كقطيعٍ هالكٍ من الجوع ، لا يميز اللون الأبيض
من الأسود ، فيحمل جلاده على كتفيه .

منظومةٌ دقيقةٌ من الممارسات القمعية ينتهجها المتجبر ، لجعل العباد
وقوداً لجحيم الفاقة ، و يكون شغلهم الشاغل الهرولة وراء لقمة
العيش لقنصها بشق النفس ، و القبول الاضطراري لجهلٍ يغدو
حجاباً يمنع الرؤية السليمة . في ظل مجتمعٍ لا يقرأ . ليبقى كل
شيءٍ على حاله ، و ينخر مخالبه في جسم مفاصل الحياة كلها .
الألم يقتحم النفوس بدون استئذانٍ ، و الأرواح سجنٌ للمواجع .
الوطن ساحةٌ للحروب الأهلية تارةً ، و العالمية تارةً أخرى .
و ترويض الخلق على اتقان المذلة و كسر النفوس .
الصرخات من أجل الحلول تُجهض ، و تُغتصب العزائم .
و الكرامة تُسحق دعساً ، و المشهد السياسي بكل جوانبه
كارثيٌّ بكل المقاييس .

الطاغي يضيق الخناق على الثقافة . و يكره المثقف إلا الرخيص .
ليمدحه و يعلوه إلى مرتبة المعصومين .
أما المثقف النزيه إما مصيره الركوع ، أو يصرخ متألماً ، تحيط
به هالةٌ من المواجع مدى العمر . هذا إن لم يختفي من الوجود للأبد .
حتى صرخات الوجع بصوتٍ مسموعٍ محظورٌ . فإما كتم الصوت ،
أو الهلاك الحتميُّ .

و الشيخ الملتحي صمام الأمان للمستبد العاتي ، مهمته الموكلة إليه
تخدير الشعب ، و انصياع الخلق للذل و المعاناة .
فتزويدهم بجرعاتٍ من أوهام الأمل و الرفاهية من كأس المكافآت
الإلهية المزعومة .
و هنا استحضارٌ آخر لقول ماركس حينما أشار إلى خطورة مفعول
المفاهيم الدينية بغياب الوعي الحقيقيِّ : ( الدين أفيون الشعوب )
ذاك الأفيون تركيزه عالٍ جداً ، و فاقدٌ تامٌ لوعي المتعاطي إلى حد
الاستهتار بحياته الحقيقية كما حياة الناس .
و الزحف نحو الموت بتحويل نفسه عبوةً ناسفةً ، تنفجر في
وجه الأطفال و الشيوخ و النساء ، للوصول إلى جنةٍ ملؤها
النكاح و الشهوات ، و كافة أصناف الملذات التي يطيب بها ذوقه ،
و تشتهيها نفسه .
أيُّ بؤسٍ و فقرٍ عقليٍ هذا ؟!
و أية سذاجةٍ تملأ الجمجمة و تعطل الفكر ؟!
و أيُّ عشقٍ مجنونٍ للوهم و الخيال و السراب ، إلى حد الذهول ؟! ......



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت هو البعد الأعمق للروح .
- من شب على شيءٍ شاب عليه .
- قادة الشرق على أنفاس شعوبهم كاتمون .
- طغاتنا لم يتركوا لنا فرصةً لنتنفس .
- كن جميلاً بصمتك ، أو تُمْرَغُ أنفك ، و تُدْعَسُ .
- لا مكان للكرامة في مجتمعاتنا البائسة .
- السباحة مع التيار ، سحقٌ لمقومات الحياة الكريمة .
- طغيان رجال السياسة و الدين جهلٌ ، و قتلٌ للحياة .
- كي لا ننهض من جديدٍ .
- أيها المعممون : من التاريخ استلهموا الدروس و العبر .
- نموذجٌ للذي ينسب نفسه للفرد ، لا للوطن أو الدم .
- طيفٌ جميلٌ يعاندني .
- أردوغان و لعبة الانتخابات .
- الغدر دناءةٌ للنفس ، و لها عطبٌ .
- ابحث في أعماق ذاتك ، ستجد اسماً بها يليق .
- كل عامٍ و نحن تعساءٌ في أوطانتا .
- التشبيح مهنةٌ ساقطةٌ مهينةٌ .
- الطبيعة ربيع القلوب .
- لماذا الاستخفاف بعقول الناس ؟!
- عرج دائماً نحو بهجة الحياة و جمالها .


المزيد.....




- كارا ديليفين تجمع بين الجرأة والكلاسيكية في إطلالات أسبوع ال ...
- فيديو يُظهر لحظة اصطدام طائرتي ركاب في مطار بنيويورك
- -بلها وشرب ميتها-.. هكذا علق علاء مبارك على منشور يرد على ات ...
- المسيّرات تربك الأجواء مجدداً: إغلاق مؤقت لمطار ميونيخ وتعطّ ...
- تقرير يكشف -أزمة الذخائر- الأميركية: هل ينقذ الشرق الأوسط تر ...
- احتجاجات الشارع المغربي: حركة -جيل زد 212- تدعو لإقالة الحكو ...
- الوقفات بالمغرب متواصلة ومطالب بإقالة الحكومة
- المغنية الأمريكية تايلور سويفت تطلق ألبومها الثاني عشر -ذي ل ...
- ماذا تبقى للفلسطينيين في الأغوار؟
- مطار ميونخ الدولي يستأنف العمل بعد رصد طائرات مسيرة


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - طغاة الشرق ، جلادو شعوبهم .