يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 12:14
المحور:
الادب والفن
صورته مرفوعةٌ في كل الأمكنة ، تسويقاً لنفسه .
يرتدي ثوب البياض ، ليغطي عيوبه ، و يجَمل تشوهات أفعاله المشينة .
يعرض مقاطع منتقاة من جميل أفعاله النادرة الهادفة على وسائل إعلامه
الرخيصة ، كواجهةٍ مخادعةٍ ، تكسبه مصداقيةً لقبيح ممارساته الوضيعة .
بلوغاً لشهرةٍ كاذبةٍ و وقارٍ و علو شأنٍ .
يوهم الناس بأن بصمته مطبوعةٌ على كل ما يجري في أرجاء المعمورة
من منجزاتٍ ، و لو أنها ليست من صنعه .
بصمةٌ سوداء عقيمةٌ تضر و لا تنفع . ذات أثلامٍ مخزيةٍ ، و آثارٍ مخجلةٍ
ملطخةٍ بالعار و الهزائم .
ماكينتها تُفَرِّخُ أعداداً هائلةً من الفاسدين ، و النخب اللئيمة الساقطة ،
لملاحقة المبدعين و الشرفاء و المتنورين ، فتمرغ كرامتهم في التراب .
لانحسار دورهم إلى الهامش ، أو العدم .
أروقة ساحات البلاد تنضح بالحزن و الأسى ، و ما آلت إليه من الغبن
مؤخراً ، لتبقى مسرحاً لأزلامه القراصنة ، و اقتحا مهم لكل مفاصل الحياة .
فمصادرة الأفكار قبل نهب الثروات ، و محتويات الخزائن .
كل شيءٍ يضيف إلى رصيده لزيادة منسوبه .
شغفه بجمع الثروة ، و متعته بلجم الألسنة ، و سد الحناجر لإسكات الأصوات الحرة ، و الترويج لنفسه شغله الشاغل الذي يعشقه .
ذكر اسمه في كل صغيرةٍ و كبيرةٍ مادةٌ دسمةٌ للشعور بالنشوة
من قبل نخبةٍ مزيفةٍ ، تتعامل مع البسطاء بسطحيةٍ على حساب جهلهم .
نقلٌ حرفيٌ ببغائيٌ تسويقيٌ لثقافة الأنا ، و إلا من بعده الطوفان . فإذلال
الكبرياء الرفيع ، و القسوة على القلوب الوجيعة ، فخضوع العقل لقانون
القطيع .
لا اختيار ، و لا حق التعبير ، و لا أساسيات الحياة لغيرهم .
و الرقابة تكشر عن أنيابها لتتسع دائرة الجهل في العقول .
طغيان ثقافة الذات المبنية على أن الغاية تبرر الوسيلة ، و رسوخها
في الأذهان . و نرجسيةٌ مفرطةٌ ، فاستقواءٌ على الغير .
و ناهيك عن الإطاحة بمن يخالفه الرأي بكل صلافةٍ .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟