|
كشف المستور من وحي صناديق الاقنراع .
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 23:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لست معنياً بالصراعات الحزبية و مصالحها الضيقة ، و لا بالقضايا الجزئية و الهويات الفرعية . لا أقف مع طرفٍ ضد الآخر ، و إنما أساند بعض المواقف التي أراها صائبةً تخدم مصالح الجموع ، و التي تكرس نهج الحرية و العدل و المساواة بين كافة الشعوب و الأعراق . فلا ريشة على رأس أحدٍ ، و لا شعب هبط من السماء ، ما يحق له يحق لغيره . و الناس جميعاً يجب أن يتعادلوا في الحقوق و الواجبات على مبدأ لا ظالم و لا مظلوم .
منذ الحديث عن الاستفتاء قبل إجرائه و ما بعده ، تم فرز الكرد و اصطفافهم في كتلتين لا ثالث لهما : دعاة الاستفتاء و الداعمون له . المعارضون لإجرائه و المتوارون تحت عباءة الطائفية المتمترسة في المواقع السياسية .
اعتقد الكثيرون أن الاستفتاء كان شؤماً على الكرد كنعيق البوم ، و أن خسارتهم الثقيلة مؤخراً كانت من تداعياته . هؤلاء نسوا أو تناسو أن الكارثة ستحل بهم إن كانت بحجة الاستفتاء ، أو بدونه . فمرحلة ما بعد داعش كانت تتطلب ذلك .
كانوا على غفلةٍ من أن الاستفتاء صوتٌ أصيلٌ بلكنةٍ حضاريةٍ غير مستفزةٍ . اعتلى العرش هذا الصوت ، و أربك العالم كله . فبات سيد المواقف يتسع لكل الأحداث ، و صدىً لأصوات الذين ما كان لهم صوتٌ . أطرق كل الأبواب الموصدة ، و أيقظ كل المغفلين و الهائمين على وجوههم دون وجهةٍ . فانفتحت العيون لتقرأ دلالات نبراته بصمتٍ جليلٍ ، و غدا رصيداً احتياطياً ثميناً مفتوحاً بين جنبات الأيام القادمة . بعد أن عجزت كل المحاولات المكتظة بالتوحش ، و جحافل الشر بتخريفاتها على إسكاته .
راهنوا على أن للاستفتاء لعنةٌ ستلحق بداعميه و الفريق الذي سانده و عمل على إجرائه في الانتخابات الحالية ، بانتقاص عدد مقاعدهم البرلمانية إلى حدٍ كبيرٍ ثمناً لغطرستهم و تهورهم . فكانت النتيجة مخيبةً لظنونهم ، و صفعةً موجعةً على خدودهم ، ارتدت سلبيتها على فئة المتخندقين في حواضن الفتن ، و نفوسهم السوداء المكتوية بنار الحقد ، و الملوثة بالكيدية الحزبية و الكراهية . لم يعوا أن الاستفتاء كان فرصةً تاريخيةً قُدمت لهم على طبقٍ من ذهبٍ ، فاستغلها عشاق الحرية ، و كان قرارها صائباً سليماً في محله . أثبتت النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمانية على صدقيتها ، و على أنهم خسروا الرهان . فكانت الغلبة للداعين إلى الاستفتاء ، و العلو لطالبي الحرية ، و رفع الهامة للمدافعين عن توق الشعب للاستقلال . أما بائعوا الذمم في سوق المصالح و الغنائم فقد خروا ساقطين ، و هبطوا من علو وهمٍ اعتراهم و استحوذ على أدمغتهم . طبقاً للمثل القائل : ( ما تزرعه لا تحصد شيئاً سواه )
على أية حالٍ يجب على الفريقين و كل الطراف في الأجزاء الأربعة لملمة الأشلاء ، و مداواة الجروح ، و الاحتضان الجاد ، بحثاً عن الحياة و الانبعاث . بالارتقاء إلى مستوى التحدي لتجفيف مصادر الأفكار المخادعة المراوغة المشحونة بالإقصاء و الضغائن ، و إضاعة الفرصة أمام مروجيها ، كي لا يجهزوا على الإرادة الشعبية ، و يطفئوا شعلة الأمل مجدداً .
و في رحاب العراق عموماً انتهت جولة المرشحين اللاعبين لتبدأ جولات مدربيهم و صولاتهم . فهذا قاسم سليماني بدأ جولته على التو ، لجمع الكتل الشيعية و رميها خلف هادي العامري الإيراني الهوى و المرآة العاكسة لسياسة المعممين في قم . فهل سينجح في مساعيه للإبقاء على بغداد طهران الثانية ؟ أم إن الصدر سيسحب البساط تحت قدميه ، و يعيد إلى الذاكرة ان العامري يحتل المركز الأول على قائمة الإرهاب أمريكياً و أوروبياً . و أن العراق يجب أن يستعيد صحته من السطوة الإيرانية ليغدو بلداً علمانياً مدنياً منسلخاً من الطائفية ، داعماً العبادي ليستأنف دورته الثانية كما تشتهيها أمريكا و السعودية ؟ لازال الوقت في أول بزوغه ، و الصراع لم يبدأ بعد . الحسم يأتي من الخارج ، و صناعة القرار ليست من اختصاص العراقيين ، و عليهم محظورٌ .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شتاءٌ يغرد خارج وقته .
-
لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
-
بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه
...
-
صمت الليالي .
-
لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .
-
متى تثقب أعينهم الأكمة ، ليروا ما وراءها ؟!
-
بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .
-
نحن من طوانا الدهر ، و التاريخ من صفحاته حذفنا .
-
لن يستطيعوا محو ذاكرتنا .
-
الحرب في سوريا لازالت في بداية شوطها الأول .
-
الجهل كبرياءٌ هزيلٌ ، بلا تخومٍ .
-
مجنماتنا لا تتوارث سوى التصفيق و الزغاريد .
-
الخبيث المراوغ .
-
في سوريا كل شيءٍ مستباحٌ .
-
عفيفٌ يغلي غيظاً .
-
الرؤوس الكبيرة تتناطح
-
اليقظة المتأخرة خيرٌ من السبات الأبديِّ .
-
الصمت أرحم من المواقف الكيدية .
-
تحرير عقول الرجال أولى .
-
انتهازيٌّ من الطراز الأول .
المزيد.....
-
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا
...
-
أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق
...
-
الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي
...
-
موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق
...
-
الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC
...
-
بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى
...
-
كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول
...
-
واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ
...
-
البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|