يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 16:29
المحور:
الادب والفن
بئس الثورات التي تتدعي التغيير في ظاهرها ،
بينما في الجوهر تحاول العودة إلى الأصول الكهفية التي لازالت رواسب موروثاتها عالقةً في الأذهان .
ثوراتٌ تخلو من أي مشروعٍ فكريٍّ ثقافيٍّ اجتماعيٍ اقتصاديٍّ .
فغاياتها انتزاع السلطة ،
و افتراس العباد ،
و الاستحواذ على كل مقدرات الوطن و مخزوناته .
ألا ساء كل الحركات التي استوردت مشاريعها من الخارج ، و غذتها بتفتيت الوطن رهناً ،
و بهزيمة الشعب و تشتيته ، لئلا يستعيد أنفاسه ، و يفشل في الوصول إلى الضفة الأخرى ، و يعجز من إنتاج نفسه .
مهما حاول شطب تلك الإساءة أو محوها .
فشرخ النفس عميق الجذور ،
الثوار و المجاهدون مرتزقةٌ ، و فضاؤهم مخترقٌ
و على دعائم التبعية قائمٌ ، و لأوامر الخارج ممتثلٌ .
المناخ ليس له فصولٌ ، سوى فصل العنف السلطويِّ .
و الوضع هشٌ ، و الواقع ملتهبٌ يفجر حروباً تبتلع البشر و الحجر .
لا خيار للنخب السياسية إلا الخوض في مغامرات الجنون .
رغم المكابرة ، و عدم الاعتراف بالفشل ، و الرزوح تحت وطأة الهزيمة ، بتغليف السواد تزويراً للحقائق .
الفكر مختطفٌ محاصرٌ ، و الوعي ممزقٌ ، و الشعور بالعجز شبه دائمٍ .
ليس للنخب وجودٌ ، فحضورهم أجسادٌ بلا أرواحٍ أو عقولٍ .
و كل شيءٍ بالخارج مرتهنٌ .
و يبقى الجميع على ظمئه بترقب ما ينهمر عليهم من عصارة نتائج نهائيات مسابقة تناطح رؤوس الكباش ، لمعرفة تغيير وجه المنطقة من خلال تعديل الخرائط القديمة ، أو رسمها من جديدٍ .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟