أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الإحجام من الزواج خوفٌ من المسؤولية ، أم خجلٌ .














المزيد.....

الإحجام من الزواج خوفٌ من المسؤولية ، أم خجلٌ .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


الزواج مؤسسةٌ نسجت من خيوط الود ، و بنيت من دعائم السكينة و الطمأنينة ، و نشئت من أواصر المحبة ، و ارتكزت على أعمدة الرضا و القبول المتبادل .
و الزواج علاقةٌ ثنائيةٌ رائعةٌ تجمع بين زوجين يشتركان معاً في بناء أسرةٍ من العدم . يساهمان في تنشئة مجتمعٍ ما كان بالإمكان أن يوجد لو لا تلك العلاقة البديعة التي انبثقت منها الحياة ، و استمرت في التدفق دون توقفٍ بفعل التكاثر و انجاب النسل .

كما هو مطلبٌ فطريٌّ جسديٌّ روحيٌّ ، و حلمٌ ورديٌّ يتمناه كل ذكرٍ و أنثى .
يأنسان بعضهما و يحتميان ، و تستقر نفسيهما .
الشهوات تخرس منتهى الخرس بعد الجعجعة ، و تصمت الرغبات شبعاً . بهما معاً يسد الفراغ ، و يكتمل النقص . و ببعضهما يتممان ، و الوجود البشري من الانقراض يصون .

لا ينفر من الزواج أو يحجم من تلك العلاقة الحميمية أو تأجيله إلا من كان مكرهاً . و ذلك لمسوغاتٍ يحتضن المنطق بعضاً منها ، و يغض العقل الطرف عن بعضها الآخر .
فعلى إثرها يفقد الكثير من الجنسين حظهم في الزواج .
دخلٌ منخفضٌ لا يتحمل الأعباء الزوجية التي ترهق الكاهل و تثقله .
و المهور في التدرج على سلم الغلاء صاعداً إلى الأعلى . مع ارتفاع سقف الطلبات .
و البطالة سيفٌ محمولٌ على الأكتاف تهدد طالب الزواج ، فتنحر العلاقة الزوجية ، و سدٌ يعرقل ديمومتها . و إحباطٌ يضيق الخناق خوفاً من مستقبلٍ ضبابي الملامح .
و فرص عملٍ ضئيلةٍ لا يقنصها إلا صيادٌ ماهرٌ ، أو محسوبٌ على أحد أصحاب الشأن .
أما فرض آراء الأهل فلا يزيد إلا عرقلة الوضع سوءاً ، و يخذل الحلول التي ترضي الجميع .

نعم الزواج المبكر ذنبٌ عظيمٌ يتحمل وزره الأهل ، و عنفٌ موجهٌ ضد الزوجين . لكن العزوف عنه سخطٌ ينهمر عليه من المجتمع ، و التأخير الممل قلة تقديرٍ للذات ، و فقد الثقة بها . و ربما تهب عليه عاصفةٌ من العقد النفسية .

غير أن الضوء يجب أن يسلط على فئةٍ من الشباب الذين بلغوا العقد الثالث من العمر ، أو تجاوز الحد المسموح به للزواج ، فحازوا على شهاداتٍ جامعيةٍ ، و نالوا حظاً وفيراً من المراتب العليا في الوظائف و المناصب . و نجحوا في جمع ثروةٍ طائلةٍ تكفي لنكاح مثنى و ثلاث و رباع و خماس و سداس .
لكنهم يفشلون في العثور على شريكٍ مماثلٍ بالفكر ، أو التوافق في الصفات . مع انبثاق معضلةٍ تهدد الحسم في الاختيار للتصارع العنيد بين العاطفة و العقل .
كما فقد الثقة بعفة الفتيات لفساد خلقٍ ذاتيٍ ، أو سماع إشاعات أغلبها باطلةٌ لا يستند إلى أدلةٍ دامغةٍ تلطخ سمعة الفتاة أو إحدى قريباتها . و ناهيك عن التعثر في العثور على من لا علاقة سابقة لها إلا ما ندر . طبقاً للمثل القائل : ( ما من غصنٍ إلا و هزه الريح ) .
صفاتٌ عالية الجودة للجمال و الرقة و الافتتان – التي تأخذ اللب – يضع طالب الزواج نصب عينيه ، فضلاً عن مستوياتٍ أرقى في الحسب و النسب و الشهادات و الثقافة التي قلما تجتمع كلها في شخصيةٍ واحدةٍ . و إن وجدت ففرصة الفوز بها ضئيلةٍ مهما كان المتسابق بارعاً في فنون الصيد و الاستحواذ على الألباب .
و إن التقيت بأحدهم يقول بملء فيه : ( إن قلبي لا يخفق إلا للرقيقة الناعمة ، و لا تفتح شهيتي إلا لملامسة خصلات الشعر الذهبية ، أما غريزتي فلا تلتهب إلا للاستمتاع بالنظر للعيون الخضر ، و ربما تتهيج للزرق أيضاً ، و لا تروقني المصاهرة إلا مع عائلةٍ ذائعة الصيت لأرفع بها هامتي . )
لذا فالزواج مؤجلٌ ، و الموعد متمردٌ ، و في طيف الأمنيات هائمٌ قد لا يقبل أبدً .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما أن تكون فاسداً ، و إما الإقالة من الوظيفة .
- رياح الساخطين الإيرانيين ، لا تشتهيها سفن أصحاب العمائم .
- عامٌ لم يتصرف على هوانا ، و مضى . و المقبل سيتصرف على هوى ال ...
- الحب ألذ جنونٍ ، و ألطف سلطانٍ
- هشاشة مجتمع المخيمات بؤرةٌ لانحراف المراهقين .
- نفحاتٌ من همس الصحافة ، و أتون السياسة .
- حقوق الإنسان كذبةٌ صبيانيةٌ .
- عن العنف المزدوج ضد المرأة .
- حروبٌ ترسم ملامح عهدٍ جديدٍ .
- إمبراطورية الغرائز ، و وأد الطفولة .
- الجلسات الحميمية تزيد الود ، و تعزز الوصال .
- الهجوم على سياسة السيد البرزاني حجةٌ واهيةٌ و نفاقٌ
- لوحةٌ سياسيةٌ ، ضبابيتها ستنقشع قريباً .
- العبادي و مطرقة الحشد الشيعي .
- ليلةٌ تنزف الرعب .
- لا ضمير للسياسة .
- المهم أننا سنصل .
- كفاكم هرطقةً و سذاجةً .
- سحقاً لك يا شرقُ .
- هل الانتحار جبنٌ ، أم شجاعةٌ ؟


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الإحجام من الزواج خوفٌ من المسؤولية ، أم خجلٌ .