أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الحب ألذ جنونٍ ، و ألطف سلطانٍ














المزيد.....

الحب ألذ جنونٍ ، و ألطف سلطانٍ


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5738 - 2017 / 12 / 25 - 15:56
المحور: الادب والفن
    



الحب شهابٌ يتسلل إلى خلجات القلب خلسةً ، يمنح دفئاً لا عهد لجوف الصدر به البتة .
يناول النفس جرعةً من التخدير لأمدٍ طويلٍ بلا صحوةٍ .
يداهم الروح ليغوص في غورها ، فينتشي ألذ نشوةً ، و أعنف وجعاً .
يغزو الفكر بوابلٍ من التشتت الذهنيِّ ، و انعدام التركيز .
يظل حياً في ثنايا الأفئدة مهما رموه بقذائف الاعتراض ، أو أمطروه بسهام عدم الرضا ، بل يخضل منها عشقاً و كلفاً .

و هو حجابٌ يمنع من الرؤية السليمة للعيوب و النقائص . كما يسد الأذن لئلا يسمع ما لا يحظى باستحسانه . لذا فقد قالوا : ( حبك للشيء يعمي و يصم ) .
و في ذات السياق يؤكد الفيلسوف اليوناني إفلاطون : ( الحب أعمى ) .

لا يطرق الحب الأبواب زائراً عارضاً ، و لا يستأذن بالدخول ضيفاً ، بل يخلع الأبواب مداهماً كمستعِمرٍ مستبدٍ – مرحبٍ به – ليذيق المستعمَر المستعبد ما طاب و لذ من صنوف السعادة و البهجة ، و ألوان انشراح الصدر على طبقٍ من أرق المشاعر ، و أنقى الأحاسيس و أعظمها لطفاً ، و أكثرها صفاءً و نبلاً . مقابل عذابٍ يفتت الصخر الصلد .

لكن الحب يموت شوقاً إذا خاصمه الفراق ، و يقتله عطش الحنين إذا عاداه الهجر ، و ينتحب حسرةً إذا تعذر عليه اللقاء بمن يعشق .
و من أجل هذا فهو للوقت كالسياسيِّ المخادع حين اللقاء ، يختصره بالتسلط على الذاكرة فيضللها باستبدال الساعات بالثواني . إذا استغرق اللقاء يوماً كاملاً يخيل أنه لحظةً ، أو لا تتجاوز لحظتين ، و ذلك من فرط المسرة و الابتهاج .
و في الافتراق كالحكام ينتهج نهجاً انتقائياً في القوانين و الدساتير المطاطية ، فيعكس نظريته باستبدال الثواني بالساعات ، و يختزل الأيام بالشهور و الأعوام .

و في تقييمه مكارٌ يجعل العار فضيلةً ، و القبح وسامةً . فالمحبوب ملائكي الطبع و لو كان مجرماً شريراً ، و هو الأجمل بالكون كله ، لا شبيه له في الحسن و البهاء بكل الأصقاع .
فقد سألوا عاشقة هتلر ( أيفا براون ) : كيف تحبين شخصاً دموياً كهتلر الذي تسبب في زهق أرواح الملايين من الأبرياء . و أنت بهذه الرقة ، و هذا الجمال ؟! . فردت : ( لا يعنيني ماذا يكون ، و ما يفعل ؟ ، المهم إنني أحبه ..) .
كما أن الحب مخادعٌ يسرف في إضفاء الجمال على أشياء تخص المحبوب ، و لو أنها توازي مثيلاتها بنفس الدرجة من السحر و الإشعاع .
فهذا أحد المحبين و العشاق يقول : ( إني أرى الشمس على حيطانها أحسن منها على حيطان جيرانها ) .

و الحب ساحر يحول الضعيف فارساً مغواراً ، لا يشق له غبار، حين التوجه للقاء الحبيب .
يقتحم المخاطر بقلبٍ أشد من النار ، و أقوى من الحديد .
و مضللٌ يجعل البخيل الشحيح مسرفاً باذخاً ، يرخص أثمن الأشياء هديةً ، لتنال إعجاب المحب .
فَهَمُّهُ الأوحد إقحام روحه في القلب و إسعاده .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة مجتمع المخيمات بؤرةٌ لانحراف المراهقين .
- نفحاتٌ من همس الصحافة ، و أتون السياسة .
- حقوق الإنسان كذبةٌ صبيانيةٌ .
- عن العنف المزدوج ضد المرأة .
- حروبٌ ترسم ملامح عهدٍ جديدٍ .
- إمبراطورية الغرائز ، و وأد الطفولة .
- الجلسات الحميمية تزيد الود ، و تعزز الوصال .
- الهجوم على سياسة السيد البرزاني حجةٌ واهيةٌ و نفاقٌ
- لوحةٌ سياسيةٌ ، ضبابيتها ستنقشع قريباً .
- العبادي و مطرقة الحشد الشيعي .
- ليلةٌ تنزف الرعب .
- لا ضمير للسياسة .
- المهم أننا سنصل .
- كفاكم هرطقةً و سذاجةً .
- سحقاً لك يا شرقُ .
- هل الانتحار جبنٌ ، أم شجاعةٌ ؟
- المعلم برسالته يخترق جدران كل الأزمنة .
- النفوس اللئيمة تفتقد الوفاء .
- يضعون الكرد دائماً في قفص الاتهام .
- يومٌ ميمونٌ ليس كغيره من الأيام .


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الحب ألذ جنونٍ ، و ألطف سلطانٍ