يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 15:37
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مثلما الناس يتشابهون في الشكل لا في المضمون ، و في الصور لا في الجوهر .
و أن الضمائر في النفوس مغايرةٌ ، و الذمم في الصدور متفاوتةٌ ، و الكثير من القلوب خلت من النزاهة في أسواق المزاد ، و بيعت بأبخس الأثمان ، فتلونت بألف صبغةٍ كالحرباء .
و أناسٌ يلبسون ثوب التقوى و هم أشرارٌ ، يرتدون رداء الورع و هم قتلةٌ سفاحون .
في أوقات الجد تسقط الأقنعة ، و تتمزق الأثواب . فتظهر العورات كما يبان المرج بعد ذوبان الثلج .
مساجدٌ تضج أصوات المبتهلين إلى الله لنصرة الظلم و الباطل على الحق و العدل .
و آخرون قلوبهم نقيةٌ كنقاء غاندي ، و صدورهم من الغل و الحقد خاليةٌ .
ألسنتهم لا تنطق إلا بالحق و الإنصاف ، و ذممهم ناصعةٌ كبياض الثلج .
كذلك الجمادات و النباتات أصنافٌ و فصائلٌ قد تتشابه في الشكل ، لكن التمايز في الصفات يغلب عليها ، و في الخصال لا تتوحد .
زخات قذائف الحقد الشوفينيِّ على أشجار زيتون عفرين نتائجها ترتد خافقةً مخزيةً ، للحساب الخاطئ على أن كل الأشجار أغصانها واحدةٌ ، و من ذات النوع .
فأغصان زيتون أردوغان عنوانٌ للحقد ضد شعبٍ لا ذنب له سوى أنه أراد أن يرفع هامته ليستنشق نسائم الحرية كغيره من الشعوب و الخلق . ملطخةٌ بدماء الكراهية ، ملوثةٌ بلحم الأطفال المطحون .
بخلاف أغصان زيتون عفرين – التي تلاصقت أوراق أفنانها حجاباً سميكاً لتصون الأرض التي حمت جذورها ، و روتها من مائها – لتصد هجمات الغزاة و ضربات من صنعهم .
فحساب بيدرهم الحاقد لا ينطبق على حقول أشجار زيتون عفرين ، و أغصانها البارة ، و الوفية كوفاء نيلسون مانديلا و نقاء مبادئه حينما رفض تسلم جائزة أتاتورك ، مجيباً على سؤال أحد الصحفيين : ( حاول أن تكون كردياً و لو لساعةٍ واحدةٍ ، ثم أخبرني عن شعورك ، و ستعلم لماذا رفضت تسلم الجائزة ؟ )
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟