لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .

يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 20:43
المحور: ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    

لم نكن نكذب على انفسنا ، حينما أدركنا أننا مدينون إلى جذورنا الطبقية المعدومة . في قاع مجتمعٍ مظاهر الاستغلال كانت متفشيةً فيه .
و لا زالت بالعسف و الجور تزدهر .
اهتدينا إلى فهم أسباب الظلم ، و صراع تعدد الطبقات .
فكان التزامنا بقضايا تناصر المسحوقين ، و قلوبنا كانت تترنح لتساند الكادحين .
- و لم لا ، إن كنا نحن منهم ، و إليهم انتماؤنا ؟ - علاوةً على التمسك بنهجٍ كنا نعتقده مخلصنا من عسفٍ سياسيٍّ ، يضطهدنا قومياً ، و يسلب حقوقنا إثنياً .

إلى أن انهارت منابع تلك القناعة ، و جفت مناهل أفكارنا تلك .
مرت عقودٌ ثلاثةٌ ، خلالها كثيرون تحجرت مسالك تلك القيم لديهم ، و عن التدفق توقفت ، رياح الخديهة عصفت بأفكارهم ، فانجرفوا مع التيار .
و لم يعد للكادحين في عقولهم وجودٌ ، و قضاياهم برفقة النسيان رحلت .
أما قلوبهم فلم تعد تنبض إلا لمصالحهم .

عمالٌ زنودهم تكدح إلى حد تقوس ظهورهم ، و هم يلتقطون بذور حياةٍ قبس بريقها على الانطفاء عصيةٌ ، لبناء جنةٍ للمستضعفين على الأرض ، تتوهج عدلاً و إنصافاً بلا حورياتٍ .
مقابل قوةٍ خفيةٍ تلتقطها في الظلام بعيداً عن الأنظار دون أن تبذل أدنى جهدٍ . لجعل الحياة قطعةً من الجحيم ، و أحرزت فوزاً ساحقاً في ذلك .

قوةٌ فاسدةٌ تعادي السواعد التي ترفع المطارق للبناء و الرفعة بنهب الثروات و ابتلاع الموارد الطبيعية .
كادحون يدفعون عجلة التنمية إلى الأمام ، و مستغلون بائعوالذمم يعترضون طريقهم لشل الحركة ، و إعادتها للوراء ، بتعميق روابط التبعية ، و نهب قوتهم اليوميِّ ، و التلاعب بحقوقهم من خلال مخالفة القوانين ، و انفصالهم عن القضايا الوطنية ، لتكريس الاضطهاد ، و شرعنة الاحتلال ، فتحويل الوطن إلى لقمةٍ سائغةٍ يتقاسمونه مع الغرباء و الوافدين خارج الحدود .

للكادحين نقول : بوركت سواعدكم ، و تعاظمت قوة زنودكم .
و للمستغلين نقول : ألا شلت أياديكم ، و خارت قوى الفاسدين و أوباش الأنظمة .
و سحقاً للمحتلين ، و لهم عاجل الفناء .

#يوسف_حمك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل