أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - عفيفٌ يغلي غيظاً .














المزيد.....

عفيفٌ يغلي غيظاً .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


كان الوقت ظهراً ، بعد أن أثقل التعب كاهلي ، و أنا أقوم بجولةٍ في أحد أسواق المدينة تلك .
آثرت الجلوس على مقعدٍ مخصصٍ للاستراحة ، فاسترد قسطاً وفيراً منها .

لم يمض إلا بضع دقائق حتى علا صوتٌ ساخطٌ فيه نبرات الصدق ، و الثقة بالذات .
تجمهر الحاضرون حول الصارخ إلى أن بدا و كأنه مهرجانٌ ، أو احتفالٌ مهيبٌ تعطشوا لإحيائه .

لم أنهض من مقعدي ، فصوته كان يخترق أسماعي بيسرٍ ، ويعشعش في أذني بوضوحٍ .
يبدو أن أحد أدوات الفساد و التجبر و الخداع استفزه إلى حد الغليان ، فتلظى و امتلأ غيظاً ، فانفجر في وجهه يقول :

عالمي نقيضٌ لعالمك تماماً .
أنتمي إلى عالم المهمشين الذين يحلمون بزمن النور ، يتطلعون لإرساء مبادئ النبل و الفضائل .
نذرنا أنفسنا للقيم السامية ، و اقتحمنا دروب الحياة الوعرة ، لتبلغ القامات السمو ، و لترتقي كرامة الجموع الغفيرة .
احترفنا الحياة كداً نزيهاً ، و عطاءً نبيلاً ،
أوقدنا شموع البهجة بالأفكار التي تفتح باب الآمل ،
نحن مثلٌ يحتذى بنا في الخلق القويم ، و لا وجود لنا في مواطن الشبهات و الرذائل .
فوق الشبهات نحن ، صادقون في أحاديثنا ، و العفاف سمةٌ أساسيةٌ لأخلاقنا .
حراسٌ أمناءٌ لمنع هدر كرامتنا ، كما حرصنا للمحافظة على كرامة غيرنا .

لا نعد لأحدٍ وعداً إن لم نستطع الوفاء به ، و إن أحرزنا مركزاً لم نستغل سلطتنا سطوةً ، و لا الدعس على رقاب الآخرين .
الممتلكات العامة أمانةٌ في أعناقنا ، لا نهدرها ، و حرامٌ علينا اختلاسها .
العمل المشروع هو وسيلة عيشنا ، كما المسند الحصين لقاماتنا الإنسانية .
نموت حسرةً لما حل بالوطن ، فنخشى كثيراً من عواقب ما تخبئه الأيام القادة ...

أما عالمك أيها البائس الذليل ، فعالمُ دنسِ أشباه الرجال الذين جعلتهم كوارثُ الوطن و مصائبه حكاماً مستبدين بفضل الصدفة ..
أدوات النصب و التجبر و الفساد أنتم ،
أعداء الوطن و المواطنين الذين دنستم كرامتهم الإنسانية بالرذيلة و الوضاعة ،
و مرغتم جمال الحياة بالخديعة و الفحش و النجاسة ...
رموز الرثاثة من كل القيم و دماثة الخلق ، مروجو الفتن أنتم ، و صانعو ثقافة الكراهية و انحطاط القيم ، و كبار مبدعي التزوير و التضليل ...
و عصاباتٌ منفلتةٌ من عقالها للاستعلاء على الغير ، و الاستيلاء على ذائقتهم ، و التغول عليهم ....
خامدو الضمير أنتم ، ضئيلو الذوق ، مستفزو السلوك ...
مبتزون في التعامل و الطعن من الخلف ، متواطئون مع رجال الأمن ، و مستغلو المناصب في مضايقة العباد و تهديدهم بما يخدم أغراضكم الشخصية الدنيئة بدلاً من فك أزماتهم ....
عالمكم مشينٌ مخجلٌ عابثٌ ماجنٌ ....
و الأنكى أنه لا محاسبة للمتورط منكم كي يصبح عبرةً لغيره في الاختلاس و الفوضى ، و قدوةً للخداع و المحسوبية و الختل ....

موقفه الرافض للقهر و التبعية و التقليد و الكراهية و الفساد انتشلني من التعب و عناء التجوال .
فنهضت من مقعدي خفيف الحركة ، رشيق البدن ، صافي الذهن ....
و انصرفت لاتمام ما كان يجب علي إنجازه .
و هو مازال هائجاً حانقاً يسخط في وجه المرتزق ، و كل من على شاكلته من السفلة الذين جيء بهم القدر الغبي ، ليكتموا أنفاسنا ، و يسدوا علينا فضاءات الحرية ، و أبواب المستقبل .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤوس الكبيرة تتناطح
- اليقظة المتأخرة خيرٌ من السبات الأبديِّ .
- الصمت أرحم من المواقف الكيدية .
- تحرير عقول الرجال أولى .
- انتهازيٌّ من الطراز الأول .
- القضية الكردية لب مشاريع التسويات الدولية .
- الحب ذاته عيدٌ .
- ليس بالحاضر تحرق الشجون .
- الاسلام و التمثيل بالأحياء و الأموات .
- الشوفينيون لن يستطيعوا إطفاء شمعة الكرد ، و إن بغوا .
- كسر إرادة الكرد ، و تقويض عزيمتهم محالٌ .
- غصن الزيتون أطهر و أنقى من أن يلطخ بالدم ، و اللحم المطحون .
- الإحجام من الزواج خوفٌ من المسؤولية ، أم خجلٌ .
- إما أن تكون فاسداً ، و إما الإقالة من الوظيفة .
- رياح الساخطين الإيرانيين ، لا تشتهيها سفن أصحاب العمائم .
- عامٌ لم يتصرف على هوانا ، و مضى . و المقبل سيتصرف على هوى ال ...
- الحب ألذ جنونٍ ، و ألطف سلطانٍ
- هشاشة مجتمع المخيمات بؤرةٌ لانحراف المراهقين .
- نفحاتٌ من همس الصحافة ، و أتون السياسة .
- حقوق الإنسان كذبةٌ صبيانيةٌ .


المزيد.....




- كوسوفو.. اختتام فعاليات المهرجان الدولي للجداريات
- مطاردة أشبه بالأفلام… لصّان يسرقان مركبتين وشاحنة ويُجبران ا ...
- تايلور سويفت تُعلن عن ألبومها الجديد -The Life of a Showgirl ...
- هل هناك إشارات صهيونية في أدب كافكا؟
- تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأص ...
- سوزان بريسو تروي عن طه حسين الذي غيّر حياتها وألهم العالم
- -كانت تدغدغني-.. شاهد حشرة تزحف على جينيفر لوبيز خلال عرضها ...
- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- رواية كردية شهيرة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - عفيفٌ يغلي غيظاً .