يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 16:31
المحور:
الادب والفن
القادة في شرقنا اللعين عقدوا حلفاً أبدياً مع الزمن لجلوسهم الدائم على
كراسي السلطة .
أهم بندين فيه : - ممارسة الاستبداد و عدم التهاون لقلب حياتنا نكداً ،
أو جعلنا جثثاً تتحرك بلا وعيٍ .
- و السعي الحثيث للنهب ، و التركيز على الهدم و الضيق و العوز ،
بدلاً من البناء و التنمية والترفيه و الرخاء .
يصرون على أنهم أبطالٌ لا يُشق لهم غبارٌ . رغم الهزائم المتلاحقة ، و الكوارث التي تحل بأوطانهم .
يتسللون إلى ذواتنا لإتلاف أعصابنا ، و تدمير طاقاتنا ، و زرع أفكارهم المسيجة لنتماهى في ذواتهم .
يسممون حياتنا لنتعثر ، و نعجز عن تخطي العقبات ، أو نتجاوز المآزق التي افتعلوها عمداً .
حكاياتنا معهم مجروحةٌ في ربوع أوطاننا النافرة ، و وعودهم لنا باستعادة الكرامة مخدرةٌ ، و أقوالهم برد الاعتبار مضللةٌ كاذبةٌ .
لا يسمون الأشياء بمسمياتها بل بأضدادها :
يسمون الفشل نصراً ، و الهزيمة فوزاً ، و الاستبداد تصوفاً وطنياً ، و النقد البناء خيانةً و عمالةً للخارج و إرهاباً .
كل شيءٍ للقائد ، و إليه يعود ، و منه ينطلق . حتى الوطن لصيقٌ به و باسمه مُطَوَّبٌ .
كلماتهم مستهلكة طالها العطب و الملل ، ضجيج إعلامهم جعجعةٌ بلا طحينٍ .
الندوات مسكنةٌ للألم ، و الخطابات استعراضيةٌ جوفاءٌ .
و المظاهرات تحت رعايتهم مترفةٌ بالعقم .
حتى الشباب من جراء تعسفهم شاخت أجسادهم و الخمول دب في أرواحهم ، و ذبلت الحياة في قلوبهم .
عقلياتٌ لا تتبدل ، و لا تأخذ العبر ، و لا تستخلص الدروس .
و خيباتهم تُستنسخ من بعضها لتولد ، و تعيد نفسها من جديدٍ .
هُزمنا أمام قادتنا و باعونا ، و هم هُزموا أمام قادة الدول العظمى الذين باعوهم و إيانا بثمنٍ بخسٍ .
لا يعترفون بالهزيمة ، و لا نخوة تسعفهم من الغرور ليتنحوا طوعاً ، فيحفظوا على ما تبقى من ماء وجوههم .
رحيلهم إما بالطوفان و تحويل البلاد إلى كومةٍ من الأنقاض . أو على قلوبنا جالسون كالقدور الراسيات راسخةً لا تبرح .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟