أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - من هو الديمقراطي السوري














المزيد.....

من هو الديمقراطي السوري


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أعيش تجربة جديدة ومختلفة في لبّ الجوهر, دفعتني إلى إعادة النظر في أبسط مسلّماتي وأكثرها بداهة, يمثّل هذا السؤال مدخل لأسئلة كثيرة, أغلبها بدون أجوبة ناجزة بالنسبة لشخصي على الأقلّ.
بعد عام 2000, لم أقرأ في مقال أو نص ولم اسمع رأيا شفهيا أم كتابي, يرفض الديمقراطية بالمعنى العام أو كشعار, وبالمقابل لا وجود(على حدّ علمي) لجمعية أو حزب أو تجمّع ولا حتى لشخصية عامة في سوريا, تنتهج الديمقراطية كموقف نهائي ونمط وجود, يصلح معها وصفه من الخارج (السوري أو سواه) بالديمقراطي ونضع نقطة على السطر, كما يمكن العمل و القول بسهولة حيال الإسلامي أو القومي أو اليساري بتلويناتهم وتنويعاتهم المتعددة.
لهذا السبب ونتيجة حوارات وجدالات بالأصحّ أشارك بها منذ عشرات السنين, تبدأ وتنتهي في حلقة دورية, تستبدل الحركة بالاهتزاز والفعل بالصوت, أعيد طرح هذا السؤال على نفسي أولا.
حول صيغة السؤال الناقصة, اكتفيت بالجزء المذكر من اللغة, ولا أمتلك أكثر من الاعتذار للمرأة السورية, على ممارسة هي إقراري بواقع الحال ومنه بدايتي.
أيضا اخترت الديمقراطي مع انتباهي لرديفه الليبرالي, لأتجنب حساسية البعض, ولأتجاوز إشكالية أثارت الكثير من اللغط والهذر في سوريا حول علاقة الديمقراطي بالليبرالي والفصل السحري بينهما.
أيضا وجدت في طرح السؤال بصيغته المباشرة والبسيطة, المدخل المناسب إلى الواقع السوري الثقافي والسياسي, وأظنه يؤمن حماية مناسبة من الوقوع في الشرك الأيديولوجي, في حال انزياحه إلى الماضي أو المستقبل, وأظن في الإغراء الأيديولوجي لوحده, احتمال راجح لتضليل وتزييف ليس الحوار السوري بل مختلف أشكال الشراكة أو المشاركة, وفي هذا الجانب أعاني من جنون الارتياب قولا وفعلا, فأنا أعتقد أن اللغة المشتركة تحجب وتضلل أكثر مما تبين وتوضح, ولا أعرف خيارا آخر سوى تكرار التجريب وتصويب الخطأ.
يوجد خوف مزدوج مع اللغة, مرة تنفصل عن الواقع الفعلي للأفراد وللمجتمعات, وتشكل واقع آخر نفسي أو ثقافي, ومرة تغطيّ عليهم وتحجبهم بدل إضاءتهم.
لهذا سأحاول ربط كلامي مع تجربتي الملموسة بشقيها المعيشي والثقافي, وسأحاول التعبير ببساطة ووضوح وإيجاز, قدر استطاعتي, كما سأؤجل معالجة بعض الأسئلة إلى متابعات لاحقة:
هل للديمقراطية منظومة أيديولوجية مثل بقية العقائد؟
هل يوجد الفرد الديمقراطي في مجتمع وثقافة غير ديمقراطيين؟
هل يوجد الديمقراطي السوري في السلطة؟ وفي الطيف الأوسع الموالاة؟
هل يوجد الديمقراطي السوري في المعارضة؟ أم كمستقل؟
هل يوجد الديمقراطي السوري في النخب؟ وهل يوجد في الأكثرية الصامتة؟

*
منذ ثمانينات القرن الماضي أحمل شعار الديمقراطية, وبقيت طويلا أشارك اليسار السوري الاعتقاد السطحي, بأن الديمقراطية هي مفصل وجزئية صغيرة في المشروع اليساري المستقبلي بإطلاق. وأعرف الآن أن نصيبي من الأخلاق والممارسة الديمقراطيتين لا يختلف عن أغلبية سكان سوريا.
أعتقد بوجود ترابط جوهري بين الديمقراطية وحقوق الإنسان على المستوى الاجتماعي, وبين الديمقراطية والصحّة النفسية على المستوى الفردي.
احترام حقوق الإنسان على مستوى الدولة ونظام الحكم يشترط وجود: قضاء مستقل, إعلام حر, أنشطة اجتماعية وسياسية مستقلة عن مؤسسات الدولة وأجهزة الحكم, ويشترط أولا فرد محمي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل غير منقوص وغير مجتزأ, والصيغة الأشمل لاحترام حقوق ونظام الحكم الديمقراطي في صندوق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة. ومن جهة الفرد الديمقراطي أعتقد بوجود تلازم بين الصحة النفسية واحترام حقوق الآخر المختلف قبل الشبيه. وبتعبير علم النفس:من يحتاج لأن يكون سيدا أو مسودا هو شخص مريض.
*
سأكتفي بالعبارة الفضفاضة: الديمقراطية كممارسة وفكر ونظام أخلاقي يتصف بالشمولية والإطلاق, منجز حديث لا ينفصل عن الصناعات الحديثة وبقية المنجزات الحضارية, في مقدمتها وسائل التواصل والاتصال القائمة اليوم. وبعبارة أكثر جرأة ووضوحا: الديمقراطية مهارة فردية واجتماعية يتم اكتسابها بالتعلّم والتدريب مثل قيادة السيارة والعمل على الكمبيوتر.
وهنا سأستخدم معيار"برمجيات اللغة" وأشكر صديقي الأيهم صالح الذي اكتسبت منه هذا المعيار في أطواره الأربعة:
1-لا مهارة في اللاوعي
2- لا مهارة في الوعي
3- مهارة في الوعي
4- مهارة في اللاوعي

الأطوار الثلاثة الأولى يمكن للفرد اكتسابها وبمجهود ذاتي في جميع دول وشعوب العالم, وأما الطور الأخير فهو منجز يشترط السياسي والاجتماعي, قبل الفردي,
أعتقد أنني أشارك الكثير من السوريين في الطور الثالث: ديمقراطي في الوعي, وعند أول منعطف أو جديد أوهزّة قوية, يخرج الديكتاتور الصغير بقسوته وغروره, وهو لا يعرف بوجود آخر ليعترف به.

اللاذقية- حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل
- موقف الخسارة _ثرثرة من الداخل
- قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل
- الجوهرة
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - من هو الديمقراطي السوري