أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


سنة 82 قرأت قصة موت معلن لماركيز, وما أزال أعتبرها من أهم ما قرأت.
بعد حرب تحرير الكويت تغير فهمي لقصة موت معلن وازداد إعجابي بها, بالتزامن أحدثت سنوات 91_92_93 تغييرا شاملا في حياتي, القيم والمبادئ والأفكار الأساسية التي شكّلت عالمي الداخلي انهارت بالكامل, ترافق ذلك مع فشل المشاريع الشمولية التي تختلف بالتسمية والشعارات, وتشترك في تغييب الفرد والاستمرار في إنكار وجوده, عبر ضخّ ثقافة الموت في حلقة جهنّمية مغلقة.
استبدل المجتمع بمكوّناته(الجنسية والطبقية والفكرية والعرقية والدينية والطائفية والسياسية) بعدّة عبارات أيديولوجية جوفاء: شعب, أمة, وطن, جماهير...., تغلغلت الأيديولوجيات إلى جميع مفاصل الحياة من الدين إلى الاقتصاد مرورا بالفن والأدب والسياسة, ثم تقنّعت المشكلات العامة باللغة, حتى غرقت البلاد بأسرها في عدمية مطلقة يتعذر الفكاك منها, إلا بالكسر العنيف والحروب الأهلية والخارجية.

في اعتقادي تؤسس"قصة موت معلن" لحساسية جديدة في العلاقة بالوعي والمعرفة, وتمثل النقيض مع الأدب البوليسي, الذي يقوم على وهم امتلاك"خزانة الأسرار" حيث يتشارك الكاتب وقراؤه,بالإضافة إلى متعة التطهر, التواطؤ المضمر بأنهم من القلّة العارفة أو الخيّرة..., في قصة موت معلن عكس ذلك, بدلا عن أوهام الاكتشاف العبقري والبطولي, يلزم فقط الحد المعتدل والطبيعي من اليقظة والانتباه للحيلولة دون وقوع الأسوأ, والنجاح في صياغة القرار المناسب.

*
بصيغها القديمة ما تزال, إرادة السيطرة والثروة والجنس, المحددات الأساسية للسلوك البشري, كثيرا ما تتقنّع بلبوسات مختلفة قد تصل إلى النقيض التام, كما يحدث في الانعطافات الحدية السياسية والاقتصادية وحتى الفكرية والنفسية, لكن الاتجاه الوحيد الذي يستمر ويدوم و يبقى في تحقيق السيطرة والحصول على الثروة وفي الإشباع الجنسي. في قصة موت معلن إعادة تذكير بالحقائق الأساسية, المتوافرة على السطح وفي العلن, على العكس من أوهام وتوجهات الخيميائيين والباحثين عن الأسرار القدامى والجدد(وهم يحتلّون جميع مفاصل الفعل السوري).
يلزم الفصل بين ما حدث وما سيحدث, وبين الرغبة في تغيير المعطيات الواقعية والخارجية, وهو نفس الفارق بين الفكر الواقعي والهوى الأيديولوجي.
سوريا اليوم على مفترق طرق, يتعذر البقاء في نفس الوضع, كما يتعذر تغيير الماضي, والمشكلة المعضلة تتمثل على مستوى الداخل في غياب التواصل والحوار, وخارجيا في التقاء إرادات ومشاريع لم تكن يوما بهذه القوة والجبروت, ومضيعة للوقت الجدال في عدالتها أو أحقّيتها, كما الجدال حول تقرير ميليس بعدما أكتسب قوة الوثيقة بحكم الأمر الواقع.
لا يرى الإيديولوجيون على اختلاف مشاربهم الفكرية, سوى مدنهم الفاضلة في دول ومجتمعات, حتى أطفالها مفخخين بالعداوات والضغينة, ويرفضون ما عدا الحلول الكاملة والنهائية ولا زمتهم المطلقة نكون أو لا نكون.
*

قصة موت معلن حدثت في العراق صورة طبق الأصل, في سوريا نفس الحكاية تتكرر على مسرح جديد, وأنا الآخر السوري ليس لدي ما أضيفه, سأكتفي بترديد لازمتي القهرية" نحن لا نتبادل الكلام" حيث تبدأ بعبارة:

كانت الحكاية تصلح لكل شيء
سوى أن تعاد مرة أخرى .
وتنتهي بعبارة:

خرج رجل تحت الضوء
وخرج في أثره رجل آخر
أدرك الأول أنه صار هدف للثاني
صار يتسلى بالمشاهدة
ويكثر في اختبار المنعطفات
زادت خبرة الثاني في الوصف
وزادت رغبة الأول بالمتابعة
في البداية كان يمكن إيقاف اللعبة الخطرة
أن يتوقف الآخر عن الادعاء بالمعرفة
وأن يكف الأول عن دعواه المعاكسة
لم يحدث شيء من ذلك
المرأة التي استبعدت منذ البداية
بقيت في الفراغ الصامت
بعدما يعود الفائز من المعركة
تكون المرأة في الحكاية
والطريق الطويل المضجر
عليه أن يقطعه وحيدا هذه المرة.


وهذه المرة استبدلت كلمة المطر بالضوء, وأهديها لصديقي ياسر اسكيف

وأدعوه إلى كأس, ونتحدث عن الشعر والعشق, وخصوصا صديقتي الجديدة
الجوهرة ووردة الكينونة وزهرة الخليج....التي أعادت تذكيري بأن الحياة لم تبخل عليّ يوما لا بالهبات ولا بالمآسي, وسنشرب اليوم بصحة الجميع وليس فقط الذين يحبوننا والذين نحبهم,وسنحلم بأن يتم عرض قصة موت معلن السورية هذه المرة بشكل إبداعي, بدون عنف ودماء, الدم يغسل بالماء والعنف يداوى بالمحبة فقط.

اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوهرة
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل
- وردة الكينونة_ثرثرة من الداخل
- دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل
- ظلال منكسرة_ثرثرة من الداخل
- الغضب والعزلة
- الأوهام_ثرثرة من الداخل
- مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا
- العين الثالثة_ثرثرة من الداخل
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد
- الزيارة
- الذكاء العاطفي السوري(الكنز المفقود)
- محنة النساء في سوريا


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل