أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


أرغب بمتابعة التدخين بنفس الدرجة والشدة التي أرغب معها بممارسة اليوغا.

التعارض الوجداني يذكّر بصراع الأضداد أو الديالكتيك, أو ما يشير إلى الرغبة في الحصول على أشياء متناقضة والوصول إلى حالات نموذجية في الفكر والسلوك, من العسير تحقيق ذلك ومن العسير التخلّص من الرغبة الجامحة في التميّز. الاعتراف بالخطأ, الاعتذار, تحمّل المسؤولية طوعا, كلها ممارسات تشير إلى مرتبة متقدمة في التحقق الشخصي, تنطوي على إدراك الوجود الهش والمتناقض دوما للعواطف والانفعالات التي تسحبنا بعيدا, وتفعل فعلها في الواقع الخارجي والداخلي, وتشكل جوهر الواقع النفسي في حركيته وإبداعه كما في تخثّره وجموده.
بدلا عن درس اليوغا الذي تأجّل بسبب الكسوف, سأدخن وأثرثر وأنتظر حدوث المعجزات.وذلك ما حصل بعدما اصطحبني عديلي كامل إلى حماة.
يوجد ما يدفعني إلى السكر الشديد والهروب بعيدا عما يؤلم ويحزن, لكنها حيلة لا تجدي فيعود الأسى اشد وطأة في اليوم التالي, فكرت في التوقف عن الشرب وفي قبول واقع أخلاقي سياسي اجتماعي يصعب قبوله, فكرت ورغبت وحاولت تحقيق مصالحة فعلية بين الضمير والواقع والرغبات, أحاول تقبل سوريا اليوم, عبثا.
أرغب بالعيش في مكان لا يعرفني أحد, بعيدا عن ثقل الواجب وما ينبغي, لو تمكنت من ذلك سأرغب بتغيير المكان الجديد أيضا, هذا ما أعرفه بالعمق, لذلك لا أسعى لمغادرة اللاذقية, مع أني لا أحبها ولست متعلقا بها وخاصة مشروع شريتح, ليس لي مكان خاص بي, غرفة أرتبها كما أريد, كتبي ,حماقاتي, غرفة لا يتهددني الشعور المرعب, أن يأتي ما يسمى مالكها, ليقول أنه سيزوج ابنه أو, والمعنى الوحيد لقوله, انه سيطردني خارجا, إلى أين هذه المرة؟ هذا هو الجديد الكريه.
بدأ الأمر بلعبة, بسبب الضجر وعدم وجود رغبة بشئ محدد, فكرت في نفسي لماذا لا أحاول النظر من ذاك المكان. هكذا رأيت القفا المعتم وكنت كمن ينظر إلى حياته من خارجها. لا هو خائف ولا حزين ولا يشعر بالسعادة أيضا. لم أقدر على رؤية كل ما يراه الآخرون عندي, لكن الجدار ارتفع في الجهة الأخرى, تغير لونه وشكله, ثم أدركت أنني تغيرت. أنظر إلى الستارة من الداخل, ولا أعرف إن كانت اللعبة يديرها آخر وينتظر أن تنتهي الحركة, هكذا دخلت في قفص متحرك له اسم و تاريخ ميلاد. كل لحظة في شوارع اللاذقية عبث ولا معقول أكثر من الكتب والنصوص.
*
وجدت نفسي دائما في منتصف الطريق, انفر من البداية ولا أرغب بالوصول, في الجامعة تعلّمت التدخين بدراية وقصد, وما تزال السيجارة الصديق الأقرب, بنفس الوقت أكره عادة التدخين, اكره جميع العادات, العادة تحوّلني إلى تابع فاقد لحريته, ليحضر الندم, الشعور الكريه المعذّب بصورة لا ترحم. أقبلت على جلسات اليوغا بشغف, أريد تقوية الأنا, اكتساب ما يلزمني من الصبر لتكملة بقية حياتي, التقّبل, قبول ضعفي وتشوّهاتي النفسية والخلقية, لأتمكن من قبول الغير, صرت اعرف أن الحب والعشق هناك فقط, في النهايات أو البدايات القصوى.
في منتصف الطريق أدور حول نفسي, حول الأشياء والأشخاص أيضا, في ساحة الشيخضاهر وفي مشروع الزراعة وفي الضواحي, أفتش عن الحب عبثا. لا أستطيع نزع الفكرة من رأسي, وأكيد من الخيبة بعد خطوتين.
أنا حسين من بيت ياشوط, لا هاتف يرنّ ولا رسالة تصل, لا أحد ينتظرني اليوم ولا أحد سينتظرني غدا, سأدخن وأتابع جلسات اليوغا واقبل الدعوة إلى كأس بلا شروط, أصدقائي تفرقوا وماتوا وهرموا, أصدقائي سفلة وغاضبون مثلي.

على هذه النافذة اتكأ هوميروس
ترى بما ذا كان يحلم؟ وماذا كان يريد؟
هل تعذب كثيرا, بكى..
على شرفتي أنتظر الغروب
ثم الغروب الذي يليه
ابني قصورا في الهواء, واغضب
أتشاجر وأقاتل وأختلف وأتسامح
ودائما أعود إليها
كأس وسيجارة وذاكرة حطّمها الغباء
*
قبل ثلاثين سنة كتب صديقي رياض الصالح الحسين:
يا سوريا السعيدة
كمدفأة في كانون
يا سوريا التعيسة
كعظمة بين أسنان كلب
يا سوريا
نحن أبنائك الطيبون
الذين أكلنا خبزك وزيتونك وسياطك
لن نتركك تضيعين
كأغنية في صحراء....

لكنه مات ككلب في مشفى حكومي وسوريا ما زالت تطلق اللصوص والقتلة والمجانين بلا توقف بلا تبصّر بلا أمل.
*
هذا اليوم الثاني من رمضان, سيكون الأخير للبعض, والجديد للبعض, والمكرر للأكثرية الساحقة, وفريدة السعيدة ستبقى كعادتها وعلى عادتها, لا تحب الكلام ولا ترغب في الكلام, هي تركت منذ زمن بعيد مال قيصر لقيصر ومال الله لله, وما زلنا معا نتنقل بين الحارات والبيوت, غريبين مشردين تحت سمع الله وبصره.

في بيتنا الذي غادر ناه
كان خيار القاتل أو المقتول
وبيتنا الذي نسعى إليه
بلا سقف

ماذا سنفعل يا فريدة؟
اللصوص ازدادوا خبرة وعددا
ونحن سحقتنا المحن
هل سنسمي ما يحدث تجربة جديدة؟

ماذا سنفعل يا زوجتي الحزينة
الأخوة أشرار
والغرباء أشرار
واللصوص سرقوا كل شيء

لا تمسحي الدموع
هي في القلب
أرجوك
اتركي كل شيء على حاله
واسمعيني لمرة فقط
أنت وأنا بلا ظل.

سأبدأ من اليوم في ترتيب مجموعتي الأخيرة" بيتنا", سأجمعها في مئة نسخة بالتمام والكمال كما حدث لشقيقتها" نحن لا نتبادل الكلام", لن أمررها على الرقابة ولا على اتحادات ومؤسسات السخافة في بلدي, لن أمررها كذلك على أي من دور النشر, سأجنبها أي مهانة محتملة, فشهاب الدين ألعن من أخيه كما يعرف أذكياء سوريا, النساء قبل الرجال, واليوم سأدخن وأحضر جلسة اليوغا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل
- ظلال منكسرة_ثرثرة من الداخل
- الغضب والعزلة
- الأوهام_ثرثرة من الداخل
- مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا
- العين الثالثة_ثرثرة من الداخل
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد
- الزيارة
- الذكاء العاطفي السوري(الكنز المفقود)
- محنة النساء في سوريا
- نساء سوريا الغبيات
- على هامش مهرجان جبلة الثقافي
- المهرجان والوعد
- الليبرالية تحت الشعار
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل