أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجيب - محنة النساء في سوريا














المزيد.....

محنة النساء في سوريا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مع أنوثة تغمرها مركبات النقص
ورجولة أكثر ضررا
يتوافد السوريون الجدد
يجادلون في كل شيء
وأغلبهم لا يحسن القراءة
هم إخوتنا وأبناء جلدتنا
أمر عادي بعد اليوم
أن نتشارك على دفن الجثة
بعدما طبقت رائحتها الآفاق.

المناخ السوري العام بمحاوره الأساسية, السياسي والاقتصادي والثقافي والأخلاقي, ذكوري بتطرف, نموذج الأب (السيد والسادي) يحكم العالم الخارجي للفرد ويشوّه عالمه الداخلي, على النقيض منه نموذج الأم السلبي التام, أو نقيضه الأسوأ( الأم الخصّائة). وذلك هو المرجع المشترك للسلوك والأفكار والقيم, ويحمل ما يكفي لتبرير وتفسير الانحرافات المختلفة وتعبيرها الأقصى في شيوع العنف وثقافة الموت.

يحتاج الفرد الإنساني في رحلة الرشد و النضج الوجداني والعقلي والاجتماعي إلى شروط عدة, أبرزها النموذج الملائم(شخصية الأم والأب وبدائلها) على الصعيد الفردي, والمناخ العام الأخلاقي والثقافي والسياسي(دولة قانون ومجتمع متسامح) على الصعيد الخارجي والمشترك, وهو شبه مفقود كما ندركه في لحظات التأمل الذاتي وفي المنعطفات الحادّة.
تصوري العام للوضع السوري لا يتطابق مع الواقع الفعلي, توجد اختلافات مهمة وكثيرة بلا شك, لكن يبقى التصور الشخصي مرجع أساسي للموقف الفردي بمجمله, وتصوري الشخصي هو السبب في محاولة ابتعادي المستمرة عن إطلاق الأحكام , سوى ما يخص ممارسة العنف في الفكر والسلوك, أرغب بتجنبها في حياتي الشخصية وأعمل على تفكيكها وتجاوزها ككمارسات اجتماعية وثقافية.
في عبارة" نساء سوريا الغبيات" عنف مضمر و صريح كذلك, ولا تغيره الرغبة في تغيير و تجاوز الواقع القاسي والمؤلم الذي تعيشه نساء سوريا, أعرف وأعترف, هو نقص في مقدرة التعبير بصيغ أكثر ملائمة وتفهما.
*

يغطّي المسكوت عنه وغير المفكر فيه, معظم جوانب الحياة في سوريا, وفي المركز منه وضع المرأة وحياتها العاطفية والجنسية بشكل خاص, وينعكس ذلك الجهل أو التجاهل على كافة مظاهر الحياة. ليس بوسعي أكثر من فتح الباب, وهذا ما أحاول عمله بعد فتح مغاليق حياتي سوى ما بقي بعيدا تحت الشعور أو خارجه, وموقفي من المرأة هو نتيجة لحياتي الشخصية بالدرجة الأولى والثقافية بالدرجة الثانية, وأعترف أن خرابي الأعمق سببه المرأة, ووجودي الواقعي حتى اليوم بكل ما فيه سببه المرأة أولا, وطرق استجابتي ومبادراتي في هذه البلد التي أحبها وأكرهها بنفس الدرجة. ما علينا...
يتم الاعتداء على المرأة بطريقتين تفضيان إلى نفس النتيجة: حرمانها من الحقوق الأساسية.
في الأولى بمنظور التبجيل والتقديس والمدائح, وبصيغة أخرى أسطرة المرأة, فيتم حرمانها من الحق في الخطأ, والنتيجة المباشرة حرمانها من العيش والتجربة, وفي الطريقة الثانية عبر الشفقة وما تحمله من تعالي وتمييز عنصري صريح واحتقار مضمر, فيتم حرمانها من الثقة بالنفس والتقدير الذاتي الملائم, والنتيجة المباشرة الشعور بالدونية وما يلازمه من احتقار الذات والآخر.
في كشف المسكوت عنه والمكبوت والمهمل والمنبوذ بالتزامن مع فتح مفاهيم: الشخصية والوطن والدين لتتسع للمختلف والكافر والخائن, كما هو متحقق في البلاد المتحضرة, نصف الطريق إلى تأنيث سوريا وهو طريق الإبداع والحب.
غياب المرأة السورية سبب الغباء العاطفي العام والسائد, والحضور الفعلي للمرأة السبيل الوحيد لتجاوز ذلك, كيف ومتى وبأية صيغ؟, ذلك ما أجهله وأنتظر تحقيقه.
العقل ضيق..الروح ضيقة.. الجسد ضيق.. البلاد ضيقة..البيت ضيق ...العالم ضيق..
ما الذي يمكن فعله, وما الذي يمكن قوله..في هذا الظلام البهيم.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء سوريا الغبيات
- على هامش مهرجان جبلة الثقافي
- المهرجان والوعد
- الليبرالية تحت الشعار
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة
- رالف
- ظل أخضر
- أبواب متقابلة
- ورق الخريف_ أشباه العزلة
- لا يوجد طريق لا تمشي عليه امرأة عاشقة
- الفصل بالفأس بين الديقراطية والثقافة الليبرالية
- قوس قزح على الأرض
- الأقرب من الألم..الجزء الثاني لأشباه العزلة
- عشب أزرق
- أوهام يقودها رجل
- انكسارات الظل_
- يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_
- أبراج العدم


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجيب - محنة النساء في سوريا