أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ابن الكل_ ثرثرة من الداخل














المزيد.....

ابن الكل_ ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 08:21
المحور: الادب والفن
    


_الآخر السوري
2
ابن الكل

قبل العاشرة صرت"كما يريد الآخرون" بلا زيادة أو نقصان, كهل في هيئة طفل.
ماذا يعني أن يولد المرء لأم وأب لا يمتلكون المال ولا الجاه ولا الثقافة, في بلاد تحكمها سلطات مطلقة والبقية رعايا مجردين من الحقوق؟ توريث الخيبة والفشل.
كان الحل الذي اخترته بدون وعي, لتجنب مختلف أشكال الاعتداء, كالضرب والتحقير والهزء, التفوق الدراسي من جهة, وفي السلوك المذعن لما يريده الكبار. وعكس الممارسة لمن هم دون أو أضعف. النمردة والخنوع وجها عملة واحدة.
صرت ابنا لأساتذتي أكثر من أهلي الفعليين, لقد شكلوا باختلافهم النماذج والقدوة ومصدر التجارب والمعرفة, وهذا أحد منابع الفصام وتفكك الشخصية عندي. حكايات الأنبياء والقديسين فتحت نافذة للخيال وبابا للانسحاب من الواقع الاجتماعي لم أخرج منه بعد.روايات جرجي زيدان نقلتني من السحر والأساطير إلى التاريخ, وبالتزامن مع بلوغي الجنسي وهبتني النساء أجنحة أ تجاوز بها قسوة العيش وطاقة للتحمل والانتظار, وكن وما زلنا الداء والدواء بنفس الدرجة, وفي المقدمة فريدة السعيدة.
الشخص الشيوعي كان أول تمثيل للآخر, المختلف والهامشي ألتقي به, رافقت جميع من أطلقت عليهم تسميات شيوعيين, مشاعر متناقضة, رهبة وخوف وإثارة, وحكايات تختلط فيها المكبوتات بالأوهام وإسقاط المكروه وتمثل البطل, لكن نموذج الشيوعي في سبعينات القرن الماضي, بتلك الجبال الجرداء, كان مثالا نادرا في التصدي للسلطات الدينية والسياسية, وفي احترام الصغار والمحرومين حقا وفعلا.
قبل أن أغادر بيت ياشوط, كنت قد استبدلت الدين بالشيوعية, والكلمة تطابق الحلم.
*
رؤية التجارب والعلاقات من خارجها تختلف عنها من الداخل, مثل السمك لا يمكنه أن يعرف أو يشعر بوجود الماء. عبارة وسط اجتماعي فضفاضة وتشير فقط إلى جملة من العناصر والمتغيرات, يمكن إدراك وتحديد جزء منها في أحسن الأحوال, ولا بد من استخدام الكثير من العبارات المشابهة فقط لغياب البديل الأنسب. بعدما ابتعدت مسافة كافية عن حياتي الماضية أمكنني أن أرى بشكل مختلف الأهل والأصدقاء والأساتذة, وحتى الفتاة التي كنت أتحرّق لرؤيتها وللحديث معها تحوّلت بنظري إلى قروية ساذجة, تسعى خلف زوج تظنه مناسبا. انفصلت عن طفولتي ومراهقتي بعد أشهر من وصولي دمشق, وبدأت بكراهية أجزاء مختلفة في نفسي. صرت شيوعيا لا أعرف كيف ولماذا.
عندما أخبرني زميلي السابق بعد سنين, عن قول زميل آخر لا أعرفه, حسين هو أفقر وأجحش طالب في جامعة دمشق, لم اغضب ولم أنزعج, ربما كنت كذلك.
كيف يعيش المنتصر والناجح والسعيد؟وكيف يشعرون, ما هي الأسباب التي تقف خلف النجاح والسعادة؟ هذه الأسئلة عاشت معي طويلا, حاولت الوصول إلى السعادة بشتى السبل وفشلت, لست فخورا بأحد ولا بشئ, وكل ما يصدر عنّي بذلك الاتجاه دفاعي محض.
بين تشرد بداية الجامعة وتلف كليتي اليسرى, أكثر من عام وأقل من اثنين. تقلبت فيها من ثوري متطرف إلى عدمي فاقد الإيمان والثقة بالنفس والآخر. وحتى اليوم لا أعرف نظرة أصدقائي وزملائي لي,لا في تلك الفترة ولا الآن, وما يدفعني إلى المبادرات الفردية في الكلام والكتابة, أو المشاركات المختلفة هو الضجر , والسعي للخروج من الضيق النفسي والروحي.
لقد جربت كل ما أتيح لي, وما منعني عن القمار والمخدرات الفقر ثم المرض.
من لم يتعرضوا للألم النفسي, لا يعرفون أن العمر بطوله تنويعات على إيقاع واحد, حتى ليكاد يكون مجرد يوم يتكرر حتى النهاية.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد
- الزيارة
- الذكاء العاطفي السوري(الكنز المفقود)
- محنة النساء في سوريا
- نساء سوريا الغبيات
- على هامش مهرجان جبلة الثقافي
- المهرجان والوعد
- الليبرالية تحت الشعار
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة
- رالف
- ظل أخضر
- أبواب متقابلة
- ورق الخريف_ أشباه العزلة
- لا يوجد طريق لا تمشي عليه امرأة عاشقة
- الفصل بالفأس بين الديقراطية والثقافة الليبرالية
- قوس قزح على الأرض


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ابن الكل_ ثرثرة من الداخل