أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - العين الثالثة_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

العين الثالثة_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


3 ثرثرة من الداخل_الآخر السوري
3
العين الثالثة

بعدما كشف فرويد البعد المخفي والأعمق في مسألة الصدق والكذب, بإرجاعه إلى الحياة النفسية للشخص واللاشعورية بمعظمها, لم يعد ممكنا الاطمئنان ليس لما يقوله الآخر عن نفسه وحياته فقط, بل طال التشكك الذاكرة و معها مجمل الأفعال الإرادية.
هكذا إذن... سيبقى المعنى والواقع والحقيقة و"ما حدث فعلا", ضرب من التأويل, ننحرف عنه في الحماس الزائد, كما في إهماله.
في عصر العلم تعرض الوعي لزلزالين, نقد الماركسية من جهة والتحليل النفسي من الجهة المقابلة. لم يتوقف الأمر عند اعتبار الشروط الاقتصادية عاملا أساسيا في التأثير على الوعي وتزييفه بل طال التشكك البنية الفوقية بكاملها حسب التعبير الماركسي الشهير, كذلك فعل التحليل النفسي, بإعادة الوعي والتفكير والقيم والإبداع إلى المناطق اللاشعورية وتحت الشخصية غالبا, الأثر الذي تركه التراث الماركسي مع نقيضه التحليل النفسي, يظهر بوضوح أكبر في بلادنا وثقافتنا العربية. تم إهمال الظاهر والملموس وما يمكن قياسه ومقارنته, لصالح فرضيات واعتقادات تزعم معرفة المخفي وبواطن الأمور,جذر نظرية المؤامرة ونبعها الدائم. رمينا الطفل مع الغسيل الوسخ وتحوّلنا بالجملة إلى كهنة ومنّجمين وخبراء استراتيجيين, وهنا أقصد السوريين أساسا, والأكثر تواضعا بيننا تحوّلوا إلى كتاب سير لا يقرأها أحد, وأنا من هذا اللفيف الذي يعرف أنه لا يعرف, وكل ما لديه حواسّه ووعيه الفردي البسيط في مزيج مع تجربة العيش الفقيرة والمنهوبة إلى الحدود القصوى.

*
بعد اشهر من وصولي إلى دمشق, تلقّفت النسخة الشعبية من الماركسية بشغف: البنية الفوقية ( وعي وأخلاق وسلطة وكافة المؤسسات القائمة) انعكاس مباشر للبنية التحتية(الثروة وبقية وسائل وقوى الإنتاج) وطالما التناقض موجود بين البنيتين سيبقى مصدرا مستمرا للاضطرابات الاجتماعية, والسبيل الوحيد لحل التناقض العتيد في دكتاتورية البروليتاريا وأداتها الوحيدة كذلك هي الثورة. مع التوابل المعروفة: الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية, والدور الأساسي للثوري هو المشاركة في العملية التاريخية, التي تتمثل بالنظام الاشتراكي, إلى آخر الاسطوانة المعروفة.
بعدما امتلكت المعرفة الكلية والجواب السحري, بقي العمل لتحقيق ذلك, والترجمة المباشرة والواضحة: الأعداء في الخارج والخونة في الداخل, وهم بطبيعة الحال وفقا للحتمية التاريخية, عابرون وسوف نرميهم في مزابل التاريخ.
بعد عشر سنين, وفي اللاذقية أثناء تحوّلي من العدمي إلى المنشق إلى الخائن, سأتلقف من جديد النسخة الشعبية للتحليل النفسي: الكبت الجنسي مع تجارب الطفولة المنسية, سبب القلق و الانحرافات الشخصية المختلفة, والسبيل الوحيد لتصحيح الخراب الداخلي في عملية تحليل نفسي ناجحة, يتخلص فيها اللاوعي من أوساخه.
بعدما تكشف حلم الاشتراكية عن مسلخ بشري هائل, صرت شيوعيا سابقا. وبعد انتحار رالف رزق الله, أستاذ علم النفس والقارئ العميق لفرويد, لم أعد راغبا بالتحليل النفسي, وفقدت معرفتي وأجوبتي, وصار الطريق مفتوحا أمام الشاعر الفاشل, وباقي الصفات المنتهية بسابقا, وآخرها الليبرالي الذي سيترحّم في حسراته على أيام زمان بكل بؤسها وشجونها.

من حذائي المثقوب
يبدأ التاريخ والجغرافيا
أنا الأمير السعيد
أضع رجلا فوق رجل
وأطلق قهقهتي
إلى وراء الكون
دائما
أستيقظ في منتصف الكابوس
لاهثا
خلف أعصابي التالفة
*

انتهى العشق. الله والعرق والموت, الاكتمال الوحيد في اللاذقية.

المشكلة مع الحياة, أنها لمرّة واحدة, بائسة, غنية, مليئة, غبية..لمرّة واحدة.
عماد, ياسر, جميل, عيسى, نور, مصعب, محمد, صلاح, إسماعيل, غسان,مروان, عدي, مجد, ماجد... الكأس يستردّ ما أضاعه الندماء, هم وهي العين الثالثة.

تقول معلمتي يمكن فتح العين الثالثة, هي لا تقول كلمات القطع والبتر والحتميات الغبية: يجب, يلزم, عليك...

وحدهن نساء سوريا الذكيات, يضئن العين الثالثة, لشخص وحيد و مفلس ويائس أو لبلاد مثل سوريا ليمكن القول: تلك البلاد التي أحببناها.

*



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد
- الزيارة
- الذكاء العاطفي السوري(الكنز المفقود)
- محنة النساء في سوريا
- نساء سوريا الغبيات
- على هامش مهرجان جبلة الثقافي
- المهرجان والوعد
- الليبرالية تحت الشعار
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة
- رالف
- ظل أخضر
- أبواب متقابلة
- ورق الخريف_ أشباه العزلة
- لا يوجد طريق لا تمشي عليه امرأة عاشقة
- الفصل بالفأس بين الديقراطية والثقافة الليبرالية


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - العين الثالثة_ثرثرة من الداخل