أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الجوهرة














المزيد.....

الجوهرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1363 - 2005 / 10 / 30 - 12:13
المحور: الادب والفن
    


ليست وردة الكينونة فقط, هي من لحم ودم
تحزن وتحلم, وتعرف أكثر من أي وقت مضى
أننا جميعا نذوي ونموت تحت سقف الحاجة
وبعدما يمرّ البستانيّ
يوزّع الماء والهواء بالتساوي
ربما لا يلتفت
إلى الوردة التي علقت
على حافّة الحجر أو الحذاء

فاض كأسي على الطاولة والأوراق
بدل أن أتبلّد معك يا هيا
احترقت
يا لبؤسي...
صرت ارغب في الفوز على أصدقائي

من شرفتي أرى الأمس
متواريا بين الكلام
وخضرة الشجر
من شرفتي أراه
غضا بضّا حييا, أراه

سو سنة الجبال
وصوت الريح في الوادي
هيا كان اسمها
وكان شكلها في استدارة المعنى

كل امرأة أحببتها
رفعتني فوق السماء
وكل امرأة غادر تني
سقطت معها في هاوية بلا قرار

الوردة في الأعلى
والطير في محاذاة الوادي
الصخرة أمي وأبي
حين لا سؤال ولا جواب

الجوهرة بعد الكلام
الجوهرة في الضوء القريب من الموت
تضيء لمرة واحدة
تضيء بين الغيوم

هل رأيتك؟ هل رأيتني
على سفح وادي الذهب والأحلام
تدحرجنا مثل أغنية
الظباء بين العشب
وماؤنا جامد كالصخر

لا تتركيني
لا تهجريني
النهر الخالد بين فخذيك رويته وسقيته
بدمعي وأحلامي
كما يليق بخاسر يشبه التمثال

لن تنتظري عودتي
لا تنتظري عودتي
ورق الجوز والصفصاف تساقط اليوم
ورق التوت سقط أيضا

الجوهرة أراها كل يوم
أنت تعرفين وأنا كان عليّ أن أعرف
نحن الآن, شجرة على ضفة النهر
وغصن تطرده الرياح الموسمية

الذروة الأعلى
بين الساتان والجوخ والحرير
تعبث بنا, بالعين بالصدر بالمفرد الواحد
هي له بلا شرح,
قاربين يتجاوران في بحر هائج

بما ذا أخطأت يا إلهي
هل ناصبتني العداء وجعلتني خصما!
هل أحببتها أكثر مني!
لن أسامحك ولن أغفر لك
الغراب في أعلى الصنوبرة
ونحن الشقيقان الشقيان
في اقترابنا نحترق
وفي ابتعادنا نحترق
يا لشقائي بعد اليوم...


مساء الغد سأغني
مساء بعد الغد سأغني
وأما اليوم الذي يليه, صدقا لا أعرف
في غيابك لا شيء يدل على الماضي
وكل شيئ يذكّر بك .

مرت الفراشة والسنونوة
مر النهر والغزال والعقرب
وكان الكهل المسكين ينحدر من أعلى الجبل
مروا جميعا كاللصوص.

الجوهرة بيننا
الحدود والنار والدم بيننا
طراوة الشفتين حين لا كلام
وحين الظبي يقفز فوق الغيم
ولا يبارح الأصابع

من شرفتي أرى الأمس
من شرفتي أرى الغيم
من شرفتي
يمكن لصبي أن يقفز
يمكن لمركبين أن يعبرا
إنها تمطر على شرفتي وعلى البحر
إنها تمطر في اللاذقية

منذ الأزل
جلست أصغي وأتحدث
لوردة يحملها الطير عاليا في الهواء
وبعدما تتدحرج
فوق الصخور
فوق الغابات والأنهار
والصحاري
يتوقف قلبي عن النبض
وتتفتح وردة الكينونة

سيكون لها كل الأسماء
هي النقطة في آخر الوصية
هي بحّة الصوت
وهي الرعشة في أول الكلام


الذين نحبهم
والذين علّقنا حياتنا على عودتهم
وصاروا الماضي الجميل
تذكّرهم يا جبل..يا هواء
تذكّريهم يا ريح الخريف
بدل أن أتبلّد معها...احترقت
بلا كلام
دون زيادة أو نقصان.

27|10 اللاذقية
حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل
- وردة الكينونة_ثرثرة من الداخل
- دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل
- ظلال منكسرة_ثرثرة من الداخل
- الغضب والعزلة
- الأوهام_ثرثرة من الداخل
- مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا
- العين الثالثة_ثرثرة من الداخل
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد
- الزيارة
- الذكاء العاطفي السوري(الكنز المفقود)
- محنة النساء في سوريا
- نساء سوريا الغبيات


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الجوهرة