أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه














المزيد.....

الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بالقوة تستطيع أن تجبرني على الصمت, وحتى على شهادة الزور, لكن لا أنت ولا أنا بمقدورنا متابعة الخطوة التالية, لأن الطوق الذي أحكمته على رقبتي أو العكس سيجرّنا معا إلى الخلف أو نقطعه.
العلاقة التي تحكم بين شخصين,هي نفسها بين جمع كبير من البشر, بالإضافة إلى علاقات جديدة أو ثانوية, تخص العدد الأكبر من اثنين. خارج علاقات التكافؤ, لا توجد سوى متراجحة قلقة إما أو(أكبر|أصغر,حاكم|محكوم,ضعيف|قوي....الخ) بتسميات لا نهائية.
في النظرة من بعيد أو بالمقابل من المنظور الداخلي(الفردي) ترى المشكلة السورية في عمقها الأبسط والأوضح:حاكم_محكوم. لكنها على امتداد سوريا الجغرافي والبشري مركّبة وشديدة التعقيد وفي وجوه متعددة.
مشكلة الوطن هي الوجه الآخر وقفا العملة لمشكلة الفرد, يتعذر الخروج من أحجية الدجاجة والبيضة, والحل الواقعي والممكن في قبول تسوية؟ وتعود المشكلة من جديد تسوية بين من وكيف؟ المؤسسة العسكرية من طرف, والمؤسسة الدينية في المقابل, يختصران سوريا الفرد والوطن, بينها نسيج هجين في التعليم والإعلام والقضاء, أشبه ما يكون ببناء متداعي ويغصّ بالسكان, في تدميره كارثة مباشرة, وفي المحافظة عليه كارثة قادمة,وتلك محنة الديمقراطي السوري, ومبرر ميله إلى الصمت والإصغاء.
*
لنتجاوز مشكلة الوطن الأولية, باعتباره مطابقا للدولة العضو في الأمم المتحدة, بهدف الوصول إلى جوهر المشكلة:المواطن, الفرد, حامل رقم في أل 18مليون.
لا بد من توزيع العدد الإجمالي إلى مجموعات متفرقة, وهذا حاضر بقوة في اللاوعي السياسي السوري ويقوم بعمومه عبر التصنيفات العرقية والدينية والمذهبية, قبل وصوله إلى المستوى الواقعي المباشر:نظام حكم, معارضات, كتل صامتة, نخب وأفراد, مغتربون, مختلفون,...,وكل ذلك ما يزال في حيّز اللاتعيين.
طريق البحث عن حل مختلف عن طريق البحث عن الحق أو العدالة أو , ويختلف بدوره عن محاولات التوصيف والتصنيف, وكلها حقول برية ومجهولة.
في مختلف الحوارات أو الجدالات بتسمية أدق, التي سمعتها من شتى الأطراف السورية, لم اسمع وافهم سوى كلام مبعثر وتصورات ضبابية لا يجمعها منطق أو ينظم بينها مشترك سوى(العدوووو) ومشتقّاته في الداخل أو الخارج.
أمام السوري(بغضّ النظر عن موقعه) نموذجان شبيهان: العراقي أو اللبناني, القبول بالتعدد والتنوع وهو ما يكافئ القبول بالواقع, أو الخيار الأسهل والمجاني والموروث"الحل ألإيديولوجي"الشائع والعام: إنكار الواقع بالجملة واستبداله بالتصورات واللغة. في الحالة العراقية بعد حرب خارجية مدمّرة, العودة إلى المستوى الأول في العيش المشترك, وفي الحالة اللبنانية بعد حروب الداخل ودماره, العودة إلى المستوى الأول في العيش المشترك. مازال الحل الأيديولوجي القاسم المشترك بين السلطة والمعارضة, ويتمثل في التعالي والقفز فوق المشاكل والعقبات الكبرى بوجه دولة حديثة عمادها المواطن والقانون, مشكلة نظام الأخلاق والقيم, مشكلة الثقافة واللغة المشتركة, مشكلة التخلف الاجتماعي, مشكلة نظام الحكم...., وجميعها عناوين لأزمات ومشاكل مركبة وشديدة التعقيد.
مختصر القول للموالي السوري: أعداء الداخل والخارج, هم مشكلة سوريا والباقي تفصيلات. على نقيضه المعارض السوري يختصر المشكلة في كرسي الحكم.
منطقيا المعادلة بسيطة ومرعبة: يتعذر تحديد المشكلة بشكل معقول ومقبول وبالتالي لا حل لمشكلة غير واضحة.
*
تغيير التصورات والأفكار المسبقة أكثر صعوبة من تغيير المحيط أو حتى التكيّف معه, وهو ما يدفع الكثيرين إلى العيش في الأوهام, وإنكار الواقع غير المرغوب.
يتعذر تحديد عوامل التدمير الذاتي بشكل دقيق, كما يتعذر تحديد المصلحة الشخصية في غالب الأحيان, والأمر أكثر تعقيدا مع المصلحة المشتركة, وما أراه من موقعي كهامشي سوري أو آخر سوري لا فرق, لا يدعو إلى التفاؤل, بأكثر العبارات حذرا. الأحادية والتعصب وصعوبة تقبّل المخالف والمختلف, كلها مصادر دائمة للتدمير الذاتي والخارجي, موزّعة على كامل الخارطة السورية, وهي تعيق أي حل جذري كما تنذر بانفجارات يصعب التكهن بها.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل
- موقف الخسارة _ثرثرة من الداخل
- قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل
- الجوهرة
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل
- وردة الكينونة_ثرثرة من الداخل
- دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه