أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


"أنت أيضا تقول تأخر الوقت
تعذب نفسك بما تعرفه أكثر من أي شيء".
لا شك أن الوجه الأبرز للعبارة أو الدلالة الأولى لها تشير إلى شخص يتقصّد إثارة مكمن الوجع, ربما للتلذذ أو لتجاوز البؤرة المؤلمة, أو لضرورات فنية أو حتى للخداع والزعبرة. وفي قراءتي المحايدة أجدها تعبيرا لشخص ماسو شي, في المقام الأول, وبهذا أتفق مع صديقي أبو النور بأن ثرثرتي من الداخل وحتى كتاباتي السابقة, تشير إلى شخص ماسو شي, وإضافتي البسيطة بأنه يعرف ذلك وقد عمل على احتياز الشعور بذلك(بالتعبير المميز لوجيه اسعد), وبالتالي حدثت النقلة الأولى وتم تحويل الحالة من المستوى اللاواعي والمكبوت إلى الوعي والشعور, وصار الطريق مفتوحا للشفاء, وللعودة أو الارتقاء, إلى الحالة السوية.
وتبرز مشكلة جديدة:هل يريد ذلك حقا؟ على فرض إمكانية العيش في الوضع السوي وتلبية متطلباته تكيّف, تقبل الدرجة الطبيعية من التوتر الوجداني, احترام السلطة والمجتمع والعائلة والزواج...!؟ جوابي لا أعرف..
في عائلتي الأبوية كانت العلاقة الأساسية: سيد وتابع, آمر ومأمور..ولا وجود لشيء آخر, في المدرسة ثم الجامعة وبعدها في كافة العلاقة الاجتماعية والسياسية والثقافية, بقيت العلاقة طبق الأصل, فقط تغيرت التسميات, لا أريد أن أكون سيدا على أحد, ولا أستطيع تقبل الأوامر من أحد, هكذا وجدت نفسي وأنا اطرق باب الأربعين. أتعايش مع زوجتي وأصدقائي وعائلتي كما أتعايش مع أمراضي وأوهامي. ولحسن الحظ صار لدي كمبيوتر وانترنيت وصار لحياتي معنى.

أنا نفسي لا آخذ ما اكتبه على محمل الجد, هلوسات, قصور في الهواء, صداقاتي
خارج الحدود, آراء مجانية, كله لأقدر على التعايش, لأحتمل بقية العمر,مع أو بدون فريدة, في العزلة أو في الثرثرة, المهم أن يبقى الكأس والانترنيت, وذلك الخيط الواهي مع الحياة...

تركت على غبش الزجاج
ملامحنا المشتركة
ليتقّوس البهاء فوق الألم
بينما أختصر الوداع
إلى شنطة على الكتف
واللاذقية في حقيبة اليد..
كلّ الكلام الذي غطّاه الغبار
خطواتك المنسية على الدرج
من يأتي
ليضع وردة
في الفراغ كان مقعدا
لعاشقة ومجنون....

*

مرة فكّرت بشكل جدي بالانتحار, كان ذلك في أواخر الثمانينات, أطبق اليأس من جميع الجوانب,بقيت الفكرة موجودة وأتشاغل عنها بالشراب والتدخين وأبنية الخيال. ظننت أن الألم يمنعني عن التنفيذ, وفي الحلم رأيت ذلك ممكننا بدون ألم, خفت وفكرت بالظلام الأبدي الذي أقصده,لا أتذكر أنني عرفت تلك الدرجة من الخوف في حياتي, لأيام بقيت منشغلا بذلك الحلم, إذن أنا لا أرغب بالموت, وكل ما في الأمر احتجاج على ظرف أو مناخات مكروهة, بعدها حوّلت ذهنيا فكرة الانتحار إلى احتياطي دائم, أستخدمه عند الضرورة وبشكل ذهني مجرد.
متلازمة العشق والموت,كانت على الدوام تسحرني, ربما لأني أعيش في الخيال أكثر من الواقع الصلب والملموس, لطالما حلمت وحتى في هذا العمر المتقدم_لا اعرف إن كانت حال الآخرين كذلك_ بحبيبة نصفها قدّيسة ونصفها عاهرة, تأخذ من جميع النساء اللواتي عرفتهن, مع من قرأتهن في الكتب والأغاني, كل الصفات المتفردة, لتكون المرأة الأولى بحق, تلك التي لا يمكن لأحد أن يخطئها, ولا أن يرغب بأخرى بعدها. لا يشغلني إن كان ذلك الحلم طفاليا, أم هو تعبير عن انحرافاتي وتشوهاتي الباطنية, طالما هو سند دائم بعد عدّة كؤوس, أعبها عادة بين جمع من الذكور, بدون حتى رائحة امرأة.
كيف إذن أحب المرأة وأفضّلها وأعتبرها الحل الفردي والمشترك,وأطالب بثقة وإيمان بتأنيث سوريا, وأنا على هذه الدرجة من الخلاف مع نساء سوريا ومن وصفتهن بالغبيات...! ذلك ما أظنه التحويل القهري للرغبة, وهي النتيجة نفسها التي وصلها قبلي جميع الرجال الذين أبعدتهم نساء زمانهم عن جنانهن.
لهذا السبب يا صديقي أرى الكأس امرأة والسيجارة امرأة والبحر امرأة... وحتى الموت حين رغبت فيه, كان المرأة الأولى التي أنتظرها منذ ألف عام.

اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل
- موقف الخسارة _ثرثرة من الداخل
- قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل
- الجوهرة
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل
- وردة الكينونة_ثرثرة من الداخل
- دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل
- ظلال منكسرة_ثرثرة من الداخل
- الغضب والعزلة
- الأوهام_ثرثرة من الداخل
- مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا
- العين الثالثة_ثرثرة من الداخل
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل
- ثرثرة من الداخل(2) تحت الشخصية
- الآخر السوري_ثرثرة من الداخل
- لو أن الزمن يسنعاد


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل