أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - النزيف السوري والتدخل الدولي














المزيد.....

النزيف السوري والتدخل الدولي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتوالى الانكسارات والمؤامرات والتدمير في سوريا.. وأما أهل الوطن فيدورون على أنفسهم ووراء تجار الحروب المجرمين، يستجدونهم بقية من وطنهم، وقد غدا الأمر مُهدداً بإغراق البلد بكل أنواع السلاح وبشكل وحشي مرعب، فالإنسان مهدد بقذيفة أو بانفجار، ناهيك عن الاحتمالات المفتوحة لخطفه واحتجازه في سجن، بحيث يتبين عليه أن يتخذ درجات الحذر والحيطة، وهو في هذا وذاك يسمع سلسلة مفتوحة من وعود جديدة للقاء بين الأطراف المعنية، بهدف عقد مؤتمر جديد أو مشاورات مستجدة! مع إشارة تكاد تكون دائمة ويُعلن فيها أن نتائج «إيجابية» لذلك المؤتمر ولتلك المشاورات غير مضمونة بعد، ما يدعو المستمع والمتابع هذين لمزيد من عدم الاطمئنان إلى كل ما يتابع وما يُسمع!


أما الظاهرة التي تستفز السوري فهي تلك التي تقترن بأخبار الزائرين لسوريا والعابرين فيها، دون تدقيق ودون توقف بحيث يصبح السؤال طبيعياً، فيما إذا كانت سوريا قد أصبحت المسرح الذي يُمارس فيه كل أنواع التراجيديات والهزليات وما بينهما. فسوريا تحولت أو حُولت إلى مسرح من الصراع الذي ربما يتضمن كل أو معظم أنواع التدخل في الوطن الآخذ في النزيف، فروسيا وأميركا وإيران.. إلخ، نسمع بها الآن في سوريا أكثر مما نسمع بغيرها! لماذا ذلك، خصوصاً أن تلك الأطراف لا تنسى مصالحها العالقة في تاريخ سوريا الحديث، ولا تنسى أن هذا البلد هو بمثابة «نجمة الصبح» بالنسبة إلى العالم العربي.

والأمر أصبح كما بدا لكثيرين واضحاً حيث تتم عملية جديدة من تطور المصالح الاستراتيجية الخاصة بالغرب والشرق، وتحديداً في سياق تعاظم هيمنة النظام العولمي عالمياً، وتنامي الشعور والوعي بضرورات التغيير الوطني الديموقراطي في العالم العربي، وفق فواعل القرن الحادي والعشرين واحتياجات هذا العالم على نحو يلبي احتياجات أبنائه. وقد يقود التحليل التاريخي والسياسي إلى وضع الافتراض بأن الغرب الماهر بحذق وحزم في الاستيلاء على ما ليس له، على الأقل (هكذا يفكر دهاقنته) لأنه يرى أن ما يريد أن يضع يده عليه في بلدان التخلف والاستبداد والتهميش، هو بمثابة حفاظ عليه، وتجنيبه الانتهاك والسرقات. ولما كان تاريخ أولئك الدهاقنة الغربيين حافلاً بالصراعات معه -وهو القوة الاستعمارية الناشئة النهمة- فقد تعين على هؤلاء أنفسهم أن يصنعوا أو يكتشفوا الطرق المناسبة لتحويل خيرات الشرق وثماره وإبداعاته من أيدي أصحابها إلى أيديهم.

هكذا بمثل هذا الطريق يزرع نبتة الأيديولوجيا التكفيرية بمستلزماتها وباحتياجاتهم هم أنفسهم الذين كانوا وربما ما يزالون دهاقنة «الاستعمار الجديد»، والنظام العالمي الجديد الذي أكسب مصطلح «العولمة» بما تعنيه لدى مثقفيها وخصومهم المشتركين من أمور أولية تحت مصطلح «السوق المطلقة».

إن نشوء وانتشار أيديولوجيا الظلامية والاستفرادية والتكفيرية التوحشية في الحياة الذهنية العربية والشرقية الراهنة عموماً، يقودنا إلى محاولة إعادة مسار بعض النظم العربية إلى سياقاتها، التي اتسمت بعلامات فارقة تتكثف في اللاءات التالية، وفيما يقترب منها أو يشير إليها: لا للحرية، ولا للديموقراطية، ولا للدولة المدنية، ولا لحقوق الإنسان، وإنما لنمط من نظام الحكم، الذي يأخذ ما يأخذ مما تعنيه تلك اللاءات، ويعيد تأهيلها في إطار قانون الاستبداد الرباعي، المنطلق من الاستئثار بالثروة الوطنية أولاً وبالسلطة ثانياً، وبالمرجعية المجتمعية لهذا القانون والمتمثلة في أن الحزب الوحيد والحاكم تتم قيادته من قبل قائده وقائد المجتمع ثالثاً، ومن الاستئثار بتكوين وتوجيه الإعلام العمومي والخصوصي رابعاً.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستشراق بين الأنا والآخر
- «داعش» وتحديات التاريخ
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - النزيف السوري والتدخل الدولي