أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - طريق الاستباحة الشاملة!














المزيد.....

طريق الاستباحة الشاملة!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعاظم الأحداث في العالم العربي على نحو كارثي وغير مسبوق. وفي الوقت ذاته يتعاظم الإصرار من قِبل أطراف دولية داخلية وخارجية لا على الحفاظ على هذه الحالة الراهنة فحسب، بل كذلك على توسيعها وتعميقها، كما لو أن هنالك من يسعى إلى تخريب كل شيء، قبل أن تنشأ مبادرات أو أخرى لتطرح الأمر ضمن استراتيجية ما للسلام. وإضافة إلى ذلك، يلاحظ الباحث المدقق أن بلداً أو آخر يعمل على خريطة العالم لمصلحته، حتى لو استخدم في سبيل ذلك أعمالاً تفضح عن نفسها بمثابتها استفزازاً فظاً لأطراف قريبة منها أو بعيدة، ضاربة عرض الحائط بالثوابت القانونية والدبلوماسية والأخلاقية. وإلا، لماذا لجأت إيران إلى الهجوم على السفارة السعودية في طهران!


قد تكون الإجابة عن ذلك ما أخذ يجتاح العالم العربي، خصوصاً من استفزازات حربية خطيرة، أقر أصحابها أنفسهم بالاعتذار عنها، إضافة إلى آخرين أدخلوا بلدهم في صراع ينهي هذا البلد إلى مِزَق وطوائف. وطرف ثالث أخير يأتي من بعد آلاف الكيلومترات ليقصف بلداً ذا سيادة حققها منذ عام 1946!

حقاً، نحن نعيش عصراً لهزيمة التاريخ في شق كبير منه، وهزيمة أخرى للحضارة العالمية! والأمر الفاحش الذي يطفو على السطح راهناً لا يتمثل في أن أطرافاً من «العالم الشرقي» فحسب تتقاتل بحماقة وأنانية، في استهانة لبلادهم واستباحة لأهلها، بل الأمر أكثر مكراً ومرارة حينما نمس الطرف الآخر من العالم، أعني الغرب في قسم منه ليس ضئيلاً (هناك غربان اثنان، غرب الحضارة الملطخة بالدم والاستعمار، وغرب الشعوب التي دفعت ثمن «تحضرها» غالياً). في ذلك الغرب إياه لم يكن ظهور من فككه وعرّاه أمام القاصي والداني عبثاً ومصادفة، بل جاء ليعلن من مِنْ الطرفين في الغرب نفسه هو الذي استباحه وعمل دون كلل على تحويله إلى «عبيد للحضارة»، بدلاً من أن يكونوا «سادة لها وفيها»، مع أن من أصبح سيد الموقف مالاً وسيطرة وقدرة، كان له أن يصبح مسيِّر الموقف وسيده. ها هنا، ظهر أن الغرب المعني هو ذلك الذي يتضامن مع من يعمل على تدمير الشعوب، سواء أكان في «مضايا» أم «دوما» أم «تعز».

وكان كارل ماركس هو مَن وضع يده على تلك الثنائية الغربية، وعلى ما يتصل بها مشرقاً، حين قال: كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان! وذلك ما نكتشفه عبر أحداث العالم العربي في تشابكها مع العولمة، ويتضح على يد الباحث الأميركي ميشال بوغنون، والذي يقول في كتاب «أميركا التوتاليتارية» ما نصّه: العولمة هي السوق المطلقة! وإذا كان الأمر كذلك فإننا نكون قد وضعنا عالمنا على بحار هائجة من الدم.

أما المؤسسات والمنظمات الدولية التي جاءت عقب الحرب العالمية الثانية، فعلينا -والحال كذلك- أن نضعها في موضعها الراهن: إنها تنهج وتنظر للعولمة المطلقة التي غطت مغارب العالم ومشارقه، فهي مهيأة لاستبدال «أسلحة كيمياوية» بـ «فتيشات فلينية»، ولاستبدال «لحم البشر» بـ «لحم القطط والكلاب»!

وهكذا، وحيث يكون الأمر الجلل الراهن قد أصبح عالمياً أو قريباً من ذلك، فإن أول الضحايا هي البلدان العربية والوجود العربي، ما يعني أننا إذا واجهنا هنا شكسبير الإنجليزي وعبد الرحمن الكواكبي السوري، وآخرين، فإن المعادلة تأخذ الصيغة التالية: أن نكون أو لا نكون! إن استباحة العالم العربي لا تقابلها ولا تعادلها إلا واحدة من اثنتين، الكرامة أو المذلة!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصل السيلُ الزُّبى!
- المشروع النهضوي.. مواجهة حاسمة!
- المواطَنة السعيدة
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - طريق الاستباحة الشاملة!