أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الإرهاب يواجَه بالفكر














المزيد.....

الإرهاب يواجَه بالفكر


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 06:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في معمعة الصراعات القائمة في العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط، ومن ضمنه العالم العربي عموماً، تظهر كتابات في مختلف الحقول الكتابية وتحديداً منها ما يتصل بواقع الحال الراهن، قد يقف المرء أمامها موقفاً نقدياً يتصل بها مضموناً وتعبيراً إصلاحياً ولغوياً. وهذا وارد بل محتمل كثيراً، خصوصاً مع عملية التدفق في المشكلات المعرفية، كما في الخطاب السياسي الأيديولوجي في العالم العربي الراهن. وينبغي الإضافة بأن ذلك راح يخرج من الحدود العربية، ليعمّ العالم أجمع تقريباً. وفي مثل هذه الحال، يتعين على الباحثين والمهتمين، في هذا الحقل، أن يشتغلوا عليه في ضوء البحث العلمي باللغة الوطنية، كما على صعيد الترجمات من اللغات المختلفة. وهذا العمل، بشقيه المذكورين، يكتسي أهمية خاصة في التأسيس لخطاب سياسي كما لخطاب ديني وآخر فكري وغيره.

وسنتناول الآن مثالاً حياً مما يُطرح في السوق العربية المُسوقة لتلك النماذج من الخطاب العربي الراهن، ولما كان الخطاب الديني هو الأكثر حضوراً وإشكالية وربما إنتاجاً معقداً وذا حساسية بالغة، فقد كان مهماً أن ندقق فيما تبثه خصوصاً بعض قنوات التلفزة العربية، انطلاقاً من أن هذه الأخيرة تدخل في حقل الإعلام المشاهد والسمعي، وهو الأكثر وصولاً للناس وتأثيراً فيهم من موقع مقولة «الإعلام الجماهيري الجمْعي»، أما المثال المناسب ها هنا فهو مأخوذ مما بثته قناة عربية على لسان أحد الإعلاميين، فلهذا الإعلامي قول يُبث في مناسبات متعددة وربما في أوقات مختلفة، هو التالي: الفكر الإرهابي لا يواجه إلا بالفكر.

وفي مناقشة ذلك القول يظن أنه يأتي رداً على أقوال كتّاب يؤكدون على أن لذلك الفكر وإنتاجه -أي الإرهاب- هنالك حاضنة ينشأ فيها ويتبلور ويتعاظم خطره، وقد يتحول إلى قوة تدمر الأخضر واليابس. والحق أن ذلك ليس خطأ، وإنما الخطأ الخطير يقع في النظر إلى تلك الحاضنة على أنها ذات مرجعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية وطائفية فحسب، دون النظر إلى مرجعية حاضنة الإرهاب، تلك على أنها هي وحدها العامل الوحيد في إنتاجه، بل أحياناً قد تنشأ حالات فظيعة من الفقر والإفقار والإذلال والضنك والجوع، تُسوّغ وتُشرْعن بخطاب أيديولوجي فاقع يقدم على أنه إملاء ديني لا يأتيه الشك، وفعلاً في هذه الحال، قد تكون تلك العوامل أسباباً مباشرة لنشوء الإرهاب بزعم كونه عاملاً لاستعادة الحقوق المهدورة! وهذا ما نلاحظه لدى فئات رثّة، في تلك الحال المعقدة والمباشرة في إذلالها للبشر. قد نقول بـ«خاضنة للإرهاب» في الحال المذكورة، ولذلك، نرى أنه لا يصح القول بأن تجاوز الإرهاب المتولّد عن الحاضنة المذكورة للإرهاب، لا يتم إلا بمواجهة فكرية له، من حيث الأساس، إن القول المحتمل ها هنا يسلك طريقاً آخر، هو: أن تفكيك الحالة المعقدة والمباشرة في إذلالها للبشر هو الحافز الأول والأعظم لمواجهة المطالبة بتجاوز ذلك والعمل على هذا المجال، أولاً، ومن ناحية ثانية، إن العيش في أجواء الفقر المدقع والحركان قد يؤسس للمطالبة إياها وللتغرير ببعض اليائسين، إذ تتمثل هذه المطالبة العملية على أفكار ضابطة لها بحدود أولية من الشعور بالقهر والمذلة والاستغلال، دون اشتراط ذلك بأفكار تنظيرية ذات مرجعية ثقافية متخصصة.

ومن هنا، فإن مواجهة الإرهاب تحتاج الأمْرين كليهما، الأول المتمثل بوعي مطلبي مباشر يتصل بالخبرة والعمل ومواجهة القهر، وهذا يمتلك احتمال تحقيق هذه المطالب، دون امتلاك وعي نظري بها، والثاني الذي يبنى على الأول بالتأكيد على أن الوعي لا يأتي في المدارس فحسب، بل يتكون أولياً في سياق العمل، وهذا لا يقتصر على النخبة وإنما يقتضي مشاركة العامة في إنتاج الوعي في الممارسة الحية، وهذا يوسع دائرة الصراع بين الاعتدال والوسطية وبين الاستبداد والاستئثار بالرأي وبغيره.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!


المزيد.....




- الاستخبارات البريطانية تلجأ إلى -الدارك ويب- لتجنيد جواسيس م ...
- السعودية.. ضبط رجل وامرأتان لممارسة الدعارة والأمن يكشف تفاص ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يسقط مبادرة دولية لوقف إطلاق النار ...
- ماكرون: إسرائيل تدمر مصداقيتها بسبب عملياتها العسكرية في غزة ...
- نهاية -صادمة- لـ-أسورة المتحف المصري- التي شغلت الرأي العام ...
- تحليل لـCNN: السعودية تلجأ إلى باكستان -الحليف النووي- مع تر ...
- غزة في مواجهة -الروبوتات المفخخة-: سلاح إسرائيلي يثير الرعب ...
- -هجوم المعبر-.. القتيلان جنديان وإسرائيل تنتقد الأردن
- بعد هجوم الدوحة.. هل دخلت -معادلة الردع العربي- حيز التنفيذ؟ ...
- ترامب لرؤساء شركات الـ AI: أنتم تتحكمون في العالم


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الإرهاب يواجَه بالفكر