أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا: الحل السلمي والسياسي














المزيد.....

سوريا: الحل السلمي والسياسي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تلقيتُ دعوة من وزارة خارجية كازاخستان لتقديم مداخلة أولية حول الوضعية المأساوية والخطيرة في سوريا، فكان ذلك، حيث أنجزت هذه الدعوة في الأسبوع المنصرم وفي مدينة أستانا عاصمة الجمهورية الكازاخية، كان تجمعاً من الباحثين والمثقفين العرب والكازاخيين المهتمين بالشأن السوري. وقد خرجت من ذلك بنتيجة تتمثل بجدوى ذلك اللقاء، لما أحدثه من حوار عميق وشفاف، ومن رغبة في تنظيم مثل هذا اللقاء في بلدان عربية، وأخرى في بلدان أوروبية وغيرها.


كان المنطلق المنهجي لتلك المداخلة قد حددته بضرورة الفصل النسبي بين مسألتي الحل السلمي والحل السياسي في المسألة السورية، وفي التمييز المنهجي والعملي بينهما، وقد انطلقت في ذلك من الإشارة إلى ضرورة التصدي لذلك، بعد أن لوحظ أن هنالك خطأ في معالجته من قبل مرجعيات سورية وعربية ودولية، فكل أو جلُّ المعالجات والمداخلات في المسألة انطلقت من الخلط بين الحلين السلمي والسياسي بصيغة النظر إليهما بمثابتهما حلاً واحداً هو الحل السياسي، مما أحدث اضطراباً في المسألة، إضافة إلى إنتاج صعوبات منهجية وعملية في تمثلهما وتقديمهما للناس، وخصوصاً المقاتلين منهم.

وقد انطلقتا من أن هنالك مصطلحين اثنين ومرحلتين اثنتين تحكمان الإجابة عن الإشكالية السورية الراهنة المعقدة: إنهما مصطلحا الحل السلمي والحل السياسي، وإنهما كذلك درجتان اثنتان من سيرورة هذه الإشكالية، فمصطلح الحل السلمي إنما هو ضبط للمرحلة الأولى من الحل المقدم ها هنا، وفي هذه الحال يتم الحديث عن ثلاث خطوات متتالية متعاقبة، بقدر ما هي تعبير عن التأسيس للنوايا الحسنة من قبل الفريقين أو الفرقاء المتنازعين لجعل الحل قابلاً للتطبيق.

أما الخطوات الثلاث فهي سحب السلاح وحظره وتحري دماء السوريين أولاً، وإخراج السجناء السوريين من سجونهم بعد أن حشروا فيها لأسباب تتصل بمجريات الحدث السوري الهائل، ثانياً، والبدء بإجراءات إعادة النازحين والمهجرين من السوريين إلى بلدهم ومدنهم وقراهم، ثالثاً.

وفي سياق ذلك وبعده خصوصاً، يبرز الحل السياسي، فهذا الأمر يبدأ بالدعوة إلى عقد «مؤتمر وطني» تشترك فيه كل الأطراف والأطياف السورية عبر لجان مصغرة مناسبة تتألف من هؤلاء جميعاً. ثم إن مبدأ التعددية التشاركية لابد أن يكون، والحال كذلك، مبدأ ناظماً لكل نشاط يتصل بهذا المحور السياسي، وكذلك للمحور الآخر، السلمي.

ها هنا تبرز مهمات حاسمة في التأسيس لمجتمع مدني عصري ولنظام سياسي جمهوري رئاسي أو برلماني، مع الإشارة إلى أن هذا الأخير (البرلماني) هو الأكثر تعبيراً عن ذلك النظام، أما البدء ببناء الدولة فيه فيمثل إطاراً أكثر رقياً وأكثر قدرة على إنجاز المجتمع الجديد.

مبدأ التداول السلمي للسلطة يمثل تعبيراً مباشراً وعميقاً عن ضرورة الحراك السياسي المفتوح في المجتمع، ويبقى القول بأن فصل السلطات ودمقرطة المجتمع، مع خط ناظم لتحديثه، يمثل ركائزه الكبرى، إنما مع تركيز على التحفظ على «الإسلام السياسي» وعلى مبدأ «دين الرئيس» بقدر ما يكون الدين بكل صيغه موضع احترام وإقرار بحرية التدين للجميع (والإسلام والمسيحية مثلاً لا يتناقضان مع ذلك). لقد جرب الشعب السوري تجربة مهمة عام 1958 حين سُحب منه حق التأسيس للأحزاب السياسية، وللمجتمع السياسي عموماً، مما أدى إلى نشأة نظام شمولي التهم حركة هذا المجتمع، حيث أدخله فيما هو داخل فيه الآن وفرض عليه الدخول في حرب طاحنة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا: الحل السلمي والسياسي