أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - التخلي عن المشروع الديموقراطي!














المزيد.....

التخلي عن المشروع الديموقراطي!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يعني التخلي عن المشروع الوطني الديموقراطي؟! سؤال يمثل محور الأسئلة الراهنة الأخرى، التي تستمد شرعيتها المجتمعية ومصداقيتها العامية، وبوضوح ودقة أكثر إذا كان المجتمع السوري كغيره من المجتمعات يطرح أسئلة أخرى، فالسؤال المذكور الآن هنا يتصل، بوضوح جارح شفاف بالحفاظ على سوريا موحدة متماسكة عبر سكانها جميعاً، فهؤلاء اللاعبون في المسرح السوري الآن بكل انتماءاتهم العائلية والطائفية والإثنية، إضافة إلى مواقعهم الفئوية والمجتمعية والطبقية وغيرها، أي أيضاً أولئك المعفيين أو المقصيين والمبعدين من الفعل المجتمعي، وبكل أنماطه ومستوياته وضروراته نعني بما فيه العمل الضروري للحياة اليومية، ولكن الذي أصبح أكثر ندرة (في أوساط الدولة الفاشلة راهناً كما في أوساط المجتمع السوري القائم، إذ في هذه الحالة يدخل في الحساب أولئك الملايين من الشعب السوري الذين تحولوا إلى عاطلين عن العمل، وراحوا يتجهون إلى التسول والحرمان وقاع المجتمع لقاء الكرامة والشرف.

وتصبح المسألة أكثر هزلاً، حين ينتقل الأمر من المستوى الوطني إلى المستوى القومي.


إن حديثاً عن انتقال من الدعوة إلى وطن عربي واحد، إلى دعوة إلى ما قبل الوطني الملوث بالطائفية والجريمة أمر يضع أمام الباحثين في التاريخ السياسي حالة معقدة بكيفية فائقة معقدة، ومن ثم فإننا نواجه صيغة من صيغ التصدع العربي تحت قبضة "مؤامرة" مُحكمة مدججة بسلاح الآخر، الذي تم شراؤه بمال الشعب المهان لتهيئة الخروج إلى مرحلة ما قبل الوطنية، بكل تشطيباتها واستجاباتها المحبوكة من التخلف والتخليط والطائفية والثأرية المشتبكة بنزوع إلى قتل "الآخر" للخلاص منه ومن أحلام الموت المنبعثة منه ضده، كما يخمنه، والحق إن ما حدث من تلك التحولات لم يكن مجرد انهيار وخروج عن الطريق التي سلكتها وظهر أنها مجرد ارتكاسات اعتقد أنها التعبير "العصري" عن التقدم، لقد كان ذلك أيضاً بل بالدرجة الأولى أوهاماً اعتقد أنها تحولات كبرى في تاريخ المجتمعات العربية، ومن ثم علامات فارقة في مسيرة المشروع العربي الحديث، بدءاً من القرن التاسع، وانتهاء بما حل بتلك المسيرة من تهشم: لقد سقط الرهان على قبول الآخر الداخلي، وعلى إمكانية إنجاز الانتقال إلى الوطني والقومي: إنه انهيار يقتص من قوى الطائفية والانعزالية: فلا وطن ولا وطنية، ولا قوم ولا قومية، وهذا ما أعاد ترتيب الأشياء تاريخياً إلى منطلق المسألة في القرن التاسع عشر وما قبله.

بيد أن الموضوعية تقتضي منا التأكيد على المهمات الكبرى التي أنجزها أطراف من الغرب فيما قبل التاسع عشر والتاسع عشر وما بعده: اقتسام العالم استعمارياً ثم إمبريالياً، كان عاملاً كبيراً في إعاقة العملية وعرقلة احتمالاتها في حالة من حالات التطور والحداثة، والتقارب باتجاه الممكن من التمركز التوحيدي: إن التاريخ مراوغ ويبقى من وراء مصرين على أوهام هشة من التطور والحداثة إضافة إلى ذاك التمركز التوحيدي، وحيث يكون الأمر قد استوى على هذا النحو، فإن العمل على «شطب» هاتين المهمتين التاريخيتين من حساب التاريخ العربي يمكن أن يأخذ طريقين اثنين، تمثل أولهما في تدمير الداخل العربي والسوري من ضمنه، أما الطريق الثاني فيتبلور في العمل على زعزعة أركانه الداخلية والخارجية عبر مشاريع استعمارية واستعمارية جديدة، يمثل المشروع العولمي عربياً أحد صيغه، دون أن نهمل ما أصبح واحداً من تعبيرات النظام العولمي في دوره الكبير، نعني مشروع الشرق الأوسط الجديد والدور الذي أنيط بإسرائيل في التمكين لهذا الأخير.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا


المزيد.....




- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها
- مسؤولون: الأسلحة الروسية تعزز دفاعات إيران ضد الغارات الإسرا ...
- هل يؤثر وضع تركيا الداخلي على زيارة أردوغان لواشنطن؟
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - التخلي عن المشروع الديموقراطي!