أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من سوريا إلى أوكرانيا














المزيد.....

من سوريا إلى أوكرانيا


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سقط القناع الذي ترتديه الدبلوماسية الروسية، فها هنا تواجه كل شيء عدا الكرامة الإنسانية ومنظومة حقوق الإنسان، فسوريا التي تعيش منذ ثلاث سنوات تحت قبضة السلاح الروسي تدرك تماماً أن هذا السلاح سيصدأ في خزائن تجار الحروب، لأنه يستمد وظيفته من هؤلاء التجار. وها نحن الآن مع بروز صراع أوكرانيا ضد طغمة المخدرات والسلاح، نكون قد وضعنا يدنا على فساد مزاعم هذه الطغمة بأنها مكمن الحق والحقيقة حين تعلن سيادتها على الشعب الأوكراني. وبالضبط تكمن صدقية ما أعلنته السعودية في قولها بأن روسيا تتخذ موقفاً فاسداً وظالماً وخاطئاً حيال سوريا. وكثير من الفضل في فهم ذلك ونشره في بلدان العالم يأتي مما يستنبطه الرأي العام الدولي من الموقف الروسي الفاحش حيال أوكرانيا الآن. ما الخطأ والخطر اللذان ترتكبهما جمهورية أوكرانيا، حين تطالب باستقلالها عن روسيا، وحين تلجأ إلى تحقيق ذلك على أرض الواقع؟ والدلالة التي نستخلصها من ذلك حيال الوجه الراهن الآخر الذي نواجهه على الصعيد السوري، تبرز في الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي تستخدم في الحرب الظالمة ضد الشعب السوري، ويتحدر الكثير منها من روسيا ومن مواقفها الدبلوماسية والسياسية الطائشة والاستفزازية والخاطئة، إضافة إلى ما يمكن اعتباره وقاحة سليطة بحث من يمتلك حداً من العقلانية والكرامة والحكمة. لقد لاحظنا في كتابات سابقة كيف يستخدم الدبلوماسيون الروس مواقعهم في المنظمة الدولية، دون التبصر والتفكر فيما يجيبون عنه ويفكرون فيه بلؤم وتشفّ وروح ثأرية فاحشة. هم يرفعون أيديهم ليعلنوا رأيهم بلغة تهدف إلى النيل من كرامة المظلومين أصحاب المشكلة.

ها هناك يُصدح بكلمة واحدة هي (فيتو)، دونما إيضاح أو تلطيف أو مخاطبة ينضح ببعضها التفهم أو الاحترام.

في هذه الأيام تبرز معضلة ذلك الشعب المظلوم الأوكراني، ليلاحظ من يأتي على ذلك أن ثمة علاقة عميقة تكمن بين الشعب المظلوم هذا، الأوكراني وبين الشعب السوري، الذي كان خرج عام 1946 من صراع بينه وفرنسا، وصمم على تأسيس مشروع وطني تعددي حداثي. لم يستطع الاستمرار في ذلك، لقد سقط المشروع المذكور، وتفككت دولة الوحدة بين سوريا ومصر، وحل الانفصال بين البلدين. لكن لم تقم حروب بينهما بعد ذلك، إنما جمهورية أوكرانيا الآن وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1989. انفتح الباب أمام عودة الجمهوريات التي كانت ملتئمة في اتحاد واحد، إلى سابق عهدها. والآن وبعد تحرك أوكرانيا باتجاه الاستقلال، لماذا يأخذ الطاقم الحاكم في روسيا موقفاً عدائياً من أوكرانيا الطامحة إلى الاستقلال؟

لا شك أن علاقات واسعة كانت قد نشأت بين الدولتين سابقاً، ولكن إذا كانتا قد اتفقتا على التوحيد، فإن فسخ هذا الأخير يبقى حقاً من حقوق كل منهما. إذن، لماذا إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا؟ ها هنا تكمن الفكرة الظالمة والقائمة على الفساد والإرهاب، وعلى سحق القانون الدولي الملزم للفريقين.

حين نهض أطفال ويافعون في درعا قبل ثلاث سنوات، ليطالبوا بـ«الإصلاح» أو «بإصلاح» يأتي في سياق مشروع وطني مفتوح، وقف من لا يستجيب لحيثيات هذا المشروع، وقد قلنا في حينه، إن جماعة تغادر بيتها في سفر إلى بلد آخر قصد العمل أو السياحة وغيره، ثم يعودون راجعين إلى بلدهم ومنزل سكنهم، ألا يلاحظون أو يشمّون أو يكتشفون أن عليهم واجباً بحكم البُعد عن بلدهم وبحكم تغير الأشياء سلباً وبسبب الإهمال بمقتضى الحال الطبيعي أن يفتحوا الأبواب والنوافذ لإدخال الهواء النظيف والإصلاحات اللازمة الخ.

لم يستوعب الروس وغيرهم ذلك، فاستوعبوا الثورة السورية مؤامرة أو جريمة، كما اعتبروا المطلب الأوكراني حالة من الخيانة أو التدمير! إن العودة إلى القوانين الناظمة للمجتمعات إذا ما غُيبت وهيمن الإجرام في الحياة العامة، لا سبيل إلى الوقوف دونما إنجاز ما يجب إنجازه.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من سوريا إلى أوكرانيا