أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية














المزيد.....

سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المعالجة التي قدمتها المعارضة الثورية السورية منذ البدايات المتأخرة للمشهد، وعلى مدى ثلاث سنين، قد عقّدت المسألة، على الرغم من أن هذه الأخيرة (وهي تنحية بشار من السلطة)، كانت صحيحة وتجنّب البلد ما حوّله إلى حُطام، ربما لم يحدث مثيل له منذ عصور من الزمن. لقد كان ضرورياً التفكر في ما قد يجعل المسألة معقدة إلى درجة قصوى؟

جاءت الأحداث سريعة كالإعصار في شموله، ومقنعة في احتمال بقائها سلمية، وتأخرت القوى السياسية المجربة، لتتركها لأيادي شباب متوثب ومجموعات اجتماعية سحب منها العمل السياسي الفعلي على امتداد أربعين عاماً. وكان أفراد المعارضة تشكيلة من «أكاديميين ومتقاعدين سياسيين وغيرهم..». كان هذا هو الممكن.

وقد فاتحت بعضاً من المهتمين المتقاعدين بفكرة المنطلق للعمل، وكان الرأي أن يبدأ بالخطوات التالية: البدء بسحب السلاح من أي طرف كان، خصوصاً أن النظام هو الذي بدأ باستخدامه بعد أكثر من ستة أشهر. أما الخطوة الثانية، فيمكن أن تتمثل في إطلاق حرية السجناء من الأنماط الثلاثة التالية: السياسيين والناشطين في شكل حقوق الإنسان، وأخيراً سجناء الضمير. وفي سياق ذلك، تأتي الخطوة الثالثة، وهي التي تأتي في آخر المرحلة الانتقالية، فيمكن أن تكون التأسيس لمحكمة دولية- سورية تنجز المهمة الكبرى التالية: محاكمة مَن خطط لاستخدام السلاح، ومن أعطى الأمر باستخدامه، ومن اشترك فيما يتعلَّق بهذا كله وبما نتج عنه. وقد أشرت إلى ذلك في محاضرتي التي قدمتها في اللقاء الاستشاري الذي حدث في بدايات الأحداث، وحاورت فيه أصدقاء وزملاء وآخرين ممن كانوا خصوصاً ذوي خبرات سياسية وحزبية وذي توجهات معارضة وغيرها، فكان جواب هؤلاء واحداً في العموم الإجمالي ومختلفاً في التفاصيل.

كان جواب أولئك العام الإجمالي، هو التالي: أَتَريدُنا ننتظر طويلاً؟! فكان هكذا جواباً تعبيرياً متسرعاً عن الرؤية الساذجة للمعضلة السورية، إضافة إلى أن (الجواب) كان تعبيراً عن احتضار السياسة والحرية عن الشعب السوري على مدى أكثر من أربعين عاماً. وأخفق الأمر حتى الآن، إنها ثلاث سنين عجاف، رغم أنها تمثل تجربة مترعة بالعبر والنتائج. من أهم هذه النتائج، إمكانية الوصول إلى أن المنهجية التاريخية التعاقبية الميكانيكية تفرّط بجوهر التاريخية الجدلية المركبة باسم تعاقب مراحل ذي بعد واحد. من هنا، كان باسم تلك الجدلية أن تكون البداية في المعضلة التي نبحث فيها ماثلة في النهاية؟

والحق، إن الدفاع عن هذه الأطروحة يستند إلى ما أتينا عليه هنا، أي ذلك الذي نعبّر به، على الأقل، في النقاط النقدية الثلاث التالية: 1- في الحوار والمفاوضات التي تقوم بين طرفي المعادلة، المعارضة والنظام، تبرز أهمية الوصول إلى أفضل النتائج بأقل الزمن وأقصره.

2- وضوح مفاهيم المعضلة الكبرى الحاسمة يحول دون تشعيبها وربما كذلك الحيلولة دون إضافة جديد.

3- بلوغ أقصى الدقة والوضوح في النتائج، وذلك على نحو يحول دون المراوغة والمخادعة، أو استبدال مفهوم بمفهوم آخر.

تلك النقاط مفردة ومجملة تسمح بمواجهة ما لم يظهر في مرحلة أولى استفزاز أو سوء نية أو مشادة. ويمكن تعميق الوعي وضبطه بمساعدة لجنة أو أكثر لمراقبة المسار، كي لا تدخل في متاهة لغوية أخرى، فتحرف زيادة أو نقصاناً أو تجميلاً أو تقبيحاً. المنهج ودقته يحتاجان - خصوصاً في المحافل الدولية، وحيث يتصل الأمر بمسائل عظمى مثل تلك التي تتصل بمصائر التطور التاريخي لسوريا وللعالم العربي أجمع.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا ...
- محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت ...
- رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت ...
- إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف ...
- يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت ...
- الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية