أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الثورة السورية والمجتمع المدني














المزيد.....

الثورة السورية والمجتمع المدني


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعاقب الأحداث الملتئمة تحت ظل الثورة السورية، لتدلل على أهمية مجموعة من العناوين، التي مرت في الحياة السياسية والثقافية، وتجد راهنيتها الآن في الحوار الذي أطلقته هذه الثورة.. ها هنا يبرز الحدث الذي ظهر في سوريا قبل بضع سنوات، واكتسب أهمية خاصة بين مثقفي وسياسيي سوريا، في فئات كثيرة منهم، بهذا نعني الحوار الذي انطلق بين هؤلاء، وكان للنظام الأمني فيه دور سلبي كابح. لقد وقف ذلك الأخير ضد الحوار المعني ومن موقع محدد هو التالي: إذا كانت جماعة المجتمع المدني قد ألحت على دور «المدينة» في المجتمع المدني، فإن ذلك يصب، في رأيه (أي النظام المذكور)، طالما أن المدن موجودة في سوريا منذ عهود بعيدة. ومن ثم، حين تصر جماعة المجتمع إياه على نفي وجوده الراهن حقاً في سوريا، فهم إما جهلة بالمعنى الحقيقي له، وإما يرغبون في تحويل الحديث عنه إلى مسوّغ للانطلاق إلى قضية أخرى هي التهمة بغياب الديمقراطية فيها.

كان ذلك كله قد قاد إلى وضع جماعة المجتمع المدني (هكذا أطلق النظام عليهم) في خانة المعارضة المعادية والتي تعمل لصالح دولة أجنبية أو أخرى، كان ذلك بمثابة تكثيف للهجوم على من انتقد من المعارضة غياب الديمقراطية وطالب بها. وهكذا جرى الانطلاق لدى النظام من فهم خاطئ وملفّق لقضية المجتمع المدني، للإعلان عن أنه هو وحده الذي يجسده ويمثله، بما في ذلك تجسيده للديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة، وكل ما يتصل بالمجتمع الفاضل.

وقد ظل النظام مصراً على أنه هو الذي يمتلك الشرعية الشعبية والبرلمانية وغيرهما رغم ما يتجسد فيه من قانون الاستبداد الرباعي (في السلطة والثروة والإعلام والمرجعية المجتمعية). وحتى فيما اقترفه من مذابح غير مسبوقة، ويلاحظ أن ذلك أسهم في بروز مسألة المجتمع المدني، خصوصاً بالعلاقة مع ما أسهم فيه من إثارة لمجموعة من الظاهرات الخطرة، في سياق الحرب الدائرة إلى الآن.

ونضع يدنا على واحدة من أكثر المسائل إشكالية وحساسية واحتمالاً للصراعات، ولكن كذلك للالتباسات الخطرة بين الأطراف التي تتصدى لها، نعني مسألة العلاقة بين المجتمع المدني والدين عموماً وفي صيغته الإسلامية على نحو الخصوص، ففي هذا المقعد من المسألة المذكورة، تظهر قصدياً أو عفوياً مثل الأسئلة التالية: ألا يمكن من أجل الأخذ بمفهوم المجتمع المدني أن يفضي هذا إلى الإلحاد مفهوماً وسلوكاً؟ ألا نرتكب خطأ فاحشاً، إذا وضعنا مفهومين اثنين في علاقة بينهما، تُفصح عن تحدّرهما التاريخي والبنيوي المختلف؟ ذلك لأننا هنا نضع المجتمع المدني في علاقة مع الدين إذ إن الأول يتحدر كما يقال من الغرب، في حين أن الإسلام يتحدر من الشرق؟!

في ذلك الحقل من الجدال الأيديولوجي النظري والعملي تتم عملية خلط بين المجتمع المدني والدين عموماً. فالأول يتصل بحقل سوسيو مجتمعي وسياسي، أما الثاني (وهو الدين) فيتصل بالحقل الأيديولوجي الاعتقادي، إضافة إلى أن الأول منهما يعامل الناس جميعاً في مجتمع ماهو السوري على أساس المساواة في الحقوق والواجبات، في حين ضبط العلاقات بين الناس انطلاقاً من حق الحرية في التعبير والعمل وعلى ذلك، يبرز حقل الدين بوصفه قائماً على مفاهيم ما ورائية ومفاهيم أخرى، وأما حقل المجتمع المدني فيقوم على التعامل بمفاهيم تخضع للإقرار والنقد والتغيّر وفق المتغيرات في حياة البشر في الأصقاع المختلفة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!
- سوريا وحكمة «سنوحي»
- سوريا: الطريق من أوِله!
- سوريا: السياسي والاعتقادي
- جيوش العالم الثالث
- سُلّم الأخطار
- الثورة السورية والمشهد المصري
- الطائفية والثأرية... موقف واحد
- من مؤامرة كونية إلى ثورة
- اقتراحان لإخماد حرب القرن
- الثورة السورية... وذريعة «المؤامرة الكونية»
- طرق لابتلاع الثورة السورية
- العرب بين السياسة والدين
- الرئيس المستقيل من حزبه


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الثورة السورية والمجتمع المدني