أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - المجتمع: الديني في مواجهة المدني














المزيد.....

المجتمع: الديني في مواجهة المدني


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في الصراع الدائر في مصر حول الموقف من المجتمع المدني، تعلن جماعة «الإخوان» أن مجموعة مسائل ينبغي إسقاطها من الدستور المصري الذي أدخلها «اليسار القومي» فيه وتتمحور حول قضية العلاقة بين الإسلام والمجتمع ومن ذلك علاقة المجتمع بالدين، والمساواة بين الرجل والمرأة، وذكر الدين الخاص بكل فرد في هويته. وموقع الشريعة الإسلامية في الدستور، والتأكيد على «أهل الذمة» واستنباط السلطة السياسية من مسوغات الشريعة الإسلامية... إلخ. وهم يقاتلون في سبيل ذلك، ومن ثم هم قاموا بما قاموا به من تظاهرات بكل مظاهرها، تأكيداً منهم وهذا أمر ذو أهمية مبدئية قصوى - على أن ذلك متحدر من حقوقهم وواجباتهم حيال الدين الحنيف، كما يفهمونه هم.

ولعلنا نلاحظ أن أفكار «الإخوان» بقدر ما هي حازمة صارمة فهي، كذلك في الوسائل والطرائق والأساليب التي يستخدمونها لتحقيق ذلك صارمة إلى حد التشدد والقطعية، ومعروف في تاريخ هذه المجموعات أنها تأسست بمساهمة كبرى من قبل حسن البنا قبل ثمانين عاماً. ولكن هذا المؤسس جرى تجاوزه من قبل سيّد قطب، الذي أضاف إلى ذلك أنه وضعه في سياق سياسي، مع أن ذاك المؤسس رفض في حينه ذلك، ومن المهم وضع اليد على هذه الإضافة، التي أخذت شخصية فكر سياسي أدخل منذئذ في حقل صراع المصالح وكذلك في حالة الاضطراب الخاصة بإدخال النسبي في المطلق، فأفسد هذا وذاك. ذلك لأن القياس بالمطلق وسحبه على النسبي يسيء إلى كليهما، ولا تزال أصداء المعارك الدينية المنهجية التي وضعها رهط من الكتاب والمفكرين والمشرعين في مصر وعلى امتداد عقود غير ضئيلة وغير هادئة.


لسنا الآن في معرض البحث المفصل في تاريخ حركة «الإخوان المسلمين» بمصر أو بغيرها. لكننا هنا نسعى إلى ضبط الجذور التي انطلقت منها تلك الحركة، ونحن هنا نضيف إلى ذلك أن تحويل الدين إلى حقل سياسي يمتلك شرعية إيديولوجية دون الشرعية المعرفية المؤسسة على المصداقية العلمية، أما ما سجلته حركة «الإخوان» في مصر على امتداد ثمانين عاماً من استمرارية، فهي قدرتها على عكس خيبات الأمل، التي أصيب بها (غلابا) الشعب المصري طويلاً، لقد حدث ذلك تحت قبضة الفقر والأفكار الماضية والاستبداد والإذلال في مراحل مصر الفرعونية القديمة وما بعدها. وبالمثل نأخذ طرفاً من ذلك يتمثل في البنية الأيديولوجية لشخصية المرشد، «مرشد الجماعة». أشير إلى ذلك إلى ذلك لأهمية وخطورة ما يقوم من علاقة التبعية المفعمة بعلاقة «السيد بالعبد».

إن ذلك كله تشكل ما يقترب منه على امتداد أربعة عقود ونيف في تاريخ سوريا، وهي المرحلة التي امتلأت بكل ما أنتجته مرحلة الحكم التي قاداها الرئيس حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، ولا نشك أن بعضاً من مظاهر هذه المرحلة برز فيما قبل الرئيس الأول، فمع القول بأن تاريخ سوريا الحديث منذ بدايات غزو فرنسا الاستعمارية لسوريا، لم يشهد نمطاً من الإسلام السياسي ذا طابع ملىء بالتشدد الفظ.

ولكن جاءت مرحلة الحكم باسم حزب «البعث»، ليجري عبثاً بالفكر السوري العربي، حيث أفسد فكر الحداثة يداً بيد مع هيمنة الشمولية والاستقرار بالسلطة والثروة والإعلام والمرجعية المجتمعية السياسية، القول بأن حزب البعث يقدر الدولة والمجتمع. وأذكر ما حدث معي، حين دعيت للمناظرة مع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، فحدث بعض الاضطراب، حين ظهر للأمن السوري أن الفكر «الإخواني» انغرس وتجذر في الحياة الثقافية السورية. فاتصل بي المرحوم محمود الزعبي رئيس وزراء سوريا في حينه، فقال لي: إن القيادات السياسية في سوريا أهملت الفكر العقلاني والحداثي، بحيث أتيح للإخوان المسلمين أن يتلقوا مزيداً من الانتشار. وتعقيباً على ذلك، أعلن الرجل قائلاً: سنسعى إلى إعادة الموقف لصالح العقلانيين والعلمانيين، فشكرته وقلت له: سنرى ذلك إن كان قابلاً للتحقيق. وبعد فترة قصيرة مات الرجل، وظلت العربة سائرة إلى الأمام، كما كانت بمزيد من انتشار الفكر «الإخواني» والطائفي، وهذا هو الذي لجأ إليه النظام مجدداً لإذكاء الفكر الطائفي.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!
- سوريا وحكمة «سنوحي»
- سوريا: الطريق من أوِله!
- سوريا: السياسي والاعتقادي
- جيوش العالم الثالث
- سُلّم الأخطار
- الثورة السورية والمشهد المصري
- الطائفية والثأرية... موقف واحد
- من مؤامرة كونية إلى ثورة
- اقتراحان لإخماد حرب القرن
- الثورة السورية... وذريعة «المؤامرة الكونية»
- طرق لابتلاع الثورة السورية
- العرب بين السياسة والدين
- الرئيس المستقيل من حزبه
- الإصلاح «المغلق»
- سوريا... إلى أين؟
- الثورة السورية... إلى أين؟


المزيد.....




- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - المجتمع: الديني في مواجهة المدني