أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طيب تيزيني - سوريا وعار المنظمات الدولية














المزيد.....

سوريا وعار المنظمات الدولية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 07:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما يعتصر سوريا الآن من كوارث وآلام ومجازر، يُعتبر من قِبل مرجعيات دولية، حالات غير مسبوقة في هولها وإجراميتها، خاصة عندما تستهدف الأطفال تحديداً، وكثير من المعمرين ومن النساء، نجد أنفسنا أمام كائنات بربرية متوحشة، وإذا أضفنا إلى تلك المواصفات بعضاً مما تبثه أجهزة إعلام وناشطون هنا وهناك عما يحدث في سوريا، فإن حالات من القلق والخوف الهائلة تنتاب أعداداً متعاظمة من أولئك الأطفال والمعمرين والنساء إلى درجة الفوبيا (الرعب الفظيع). ومؤخراً تصل أخبار تعلمنا أن أطفالاً يموتون من الجوع والرعب والبرد، العار والشنار يا أيها القابعون في مؤسساتهم الدولية.

لم نُجب عن مهمات أولئك بشيء من التفصيل، ولكننا نعلم علم اليقين النقطة الحاسمة التي تلتصق بهم، إنها حماية البشر والدفاع عن حقوقهم في أثناء توزيع الموت يميناً وشمالاً على أيدي قتلة ظالمين محميين من قِبل مجموعة من الدول الفاشلة التي تتستر وراء مصالحها، وتعلن عن أسمائها باسم حماية القانون الدولي.


لقد استخدمت تلك الدول ما يغطي جرائمها باسم قانون (الفيتو) الذي وضع لحماية العدل، وليس من قِبل هذه أو تلك الدولة.

لقد جاء «الفيتو» تلو «الفيتو» من قبل دول يقوم نظامها السياسي على مبادئ الاستبداد والاستئثار بمعظم الثروة والسلطة والإعلام والمرجعية السياسية الشمولية.

أليس مبعثاً للاستفزاز أن يُضرب بالحائط بمصالح الشعب السوري لنتصور أن ضرورات الحياة تتوقف لدى أكثرية عظمى من هذا الشعب لمصلحة قتل وسحق مئات الألوف من هؤلاء، وتهجير ملايين آخرين لمناطق مختلفة من بلدهم ولبلدان متعددة خارجة.

وجاءت صواريخ «سكود» لتليها حرب كيماوية، وبعد ذلك لتلقى براميل متفجرة على الأفران والمنازل والمدارس، إضافة إلى بيوت العبادة كلها، وفوق ذلك كله لتسحق آثار الشعب السوري الحضارية، فيقف السوري ويتساءل بمرارة غير مسبوقة: هل في أيتام متيمون؟

دخلنا في العام الجديد ليبقى شهران اثنان على مرور ثلاث سنوات وحرب الإبادة تدور رحاها، لنكتشف أرضنا وقد زُرعت بلحم الشهيد من كل الفئات والطوائف والأعراق، ناهيك عن كل العسكريين والمدنيين، والسؤال الأعظم يفصح عن نفسه بكل الأسى البربري الذي يواجهنا بالتساؤل التالي: مَنْ الذين خططوا لهذا التسونامي، بعد أن ظهر في معظم الأوساط السورية؟ لماذا هذا كله؟ لمصلحة مَنْ هذا؟ ألم يكن العرض الذي قدمه معظم الشعب مناسباً لشفاء غليل سادة الموت والحقد والذبح، لِمَ لمْ يحاسب مَن فجّر الموقف في أوائل الحدث الجلل قبل ثلاث سنوات. إنه العار الثالث يأتينا بعين العار، ويسائلنا عما إذا لم نتعلم شيئاً من مُثل الحرية والعدل والكرامة، وكذلك من آيات الحب والتآلف والعيش المشترك.

لقد كاد الكثير أن ينسوا ذلك كله، ولم يتمكن فريق من العلماء المؤرخين الأجانب أن يصلوا في التاريخ العالمي إلى ما يقترب من الدماء السورية التي سفكت، خصوصاً أن الباعث على ذلك لا يقترب من نقطة دم تفجرت في رأس طفل أو امرأة أو شيخ أو رجل. ويبقى السؤال التالي الساذج الذي ينزف دماً: ما الذي أنجزه الرئيس في الولاية الأولى والولاية الثانية؟



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري
- سوريا والحرب النفسية
- حرب على قاعدة الحرب!
- سوريا وحكمة «سنوحي»
- سوريا: الطريق من أوِله!
- سوريا: السياسي والاعتقادي
- جيوش العالم الثالث


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طيب تيزيني - سوريا وعار المنظمات الدولية