أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أسئلة في التداول الراهن














المزيد.....

أسئلة في التداول الراهن


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعيش المواطن السوري، وكذلك العربي، أسئلة حارة ومربكة بقدر ما تتصل بما يحدث بسوريا، كما ينتج في الوقت نفسه آثاراً في العالم السياسي الفكري العربي، ناهيك عما يفرض نفسه على صعيد العالم. ويأتي ذلك عموماً ببداياته التي انطلقت منذ قريب الأربعة أعوام، في إطار من الصراعات المحلية والإقليمية والدولية وبكثير من الخسائر الكبرى التي ارتبطت بغياب الحلفاء في «العالم الثالث» وفي العالم «الاشتراكي» وكذلك بعودة وتائر التخلف والتخليف والفساد والإفساد أو الاستبداد إنها تفعل فعلها، ضمن حالة جديدة في العموم من الفوضى، مع أن هذا الكلام يحتاج إلى تدقيق وتعميق، خصوصاً على صعيد العالم الاشتراكي السابق، الذي لم يخل من هذه المظاهر التي عبرت عنها هيمنة المادة السادسة من الدستور (مثلاً في الاتحاد السوفييتي السابق).

المهم في ذلك أنه أثر فعلياً بعمق في العالم العربي، وخلخل البنية الاقتصادية والسياسية والمجتمعية والعلمية الاستراتيجية، ويأتي الاهتزاز العميق في العالم الاشتراكي مترافقاً مع بروز النظام العالمي الجديد، عالم السوق، ثم تأتي الحروب في مصر وسوريا والكويت والعراق، ويأتي معها استئساد النظام الأمني في كل كبيرة وصغيرة، لقد وجد العالم العربي نفسه وحيداً يتيماً حتى من الآمال الوهمية التي ظهرت في الاستراتيجيات العربية (ومن ضمنها السورية)، فالداخل العربي وجد نفسه تحت قبضة الدولة الأمنية الشرهة في القتل وفي تفكيك خطط التنمية وتحويلها إلى أيدي الفعل المدمر لهذه الأخيرة، يداً بيد، مع تهشيم المجتمع الراهن والمحتمل.


ويحدث الانفجار الذي خفي على «المستشارين والحكماء» الذين ظهر أنهم ثلاث فئات، لصوص، وجهلة وكتبة تقارير، وهذا في النهاية ظل قابلاً للابتلاع بقدر أو بآخر، لكن سدنة النظم العربية ظلت غير عابئة بذلك وبمعرفته وكان اشتغال هذه النظم قميناً بتدمير ما تحقق على مدى أطول من نصف قرن في البلدان العربية، مع اختلاف أو آخر، ولعلنا نضع يدنا هنا على أكثر الإشارات والعلامات التي تدل على خبث النظم تلك وغبائها وعبثها حيال ما راح يفتت كل ما هو عربي يصنع المال والخيانة على حساب الفقراء والمفقرين.

ورغم ذلك (ولا نقول: مع ذلك) اهتزت الرؤوس والأدمغة (من حلاوة الروح)، ومع هذا كان العالم على موعد مع ما كان في مرحلة النزع، لكنها مرحلة غابت منها إلى فرسان الماضي الوطني اليائس، وفي شباب الحاضر الفاقد لذاته عبر استبلاع طاقته وشرفه، وتحويله بقوة إلى حطام تاريخي تراثي، وكل ذلك عبر إبقاءه يتيماً رهن «منظمات» الدولة الأمنية، التي امتدت نهشاً وفساداً وإرعاباً، وأحياناً تجسساً على الأبناء والجيرة والقرابة.

هكذا استجاب الوجود الفيزيقي والمجتمعي لنهوض أولئك الشبان في وجه الجيل الذي هرم وتعطلت قواه بقوة، وظلت أمانيه دون «امتشاق السماء». نريد الآن أن نُمنهج ما أتينا عليه، حيث اندلعت أحداث العالم العربي قبل أربعة أعوام تقريباً، ولكن أين تدخل هذه الأحداث، في أي من المرجعيات التاريخية والسياثقافية؟ في المرجعية النهضوية، أم في المرجعية الثورية، أم في واحدة ثالثة يصبح ما يلتقي معها، أي مع النهضوية والثورية، حالة ثالثة تلتئم مع هاتين السابقتين، لكن دون أن تختزل إليها في التغييرية المفتوحة، والتي تتبلور في حال كونها على أهبة الاستعداد لتلقي سمات أخرى جديدة، كتلك الحداثية أو العقلانية أو الاستقلالية في موقفها من تلك السابقة.

الثورة الفرنسية الحديثة الأولى منذ مائة وخمسين عاماً، مازالت قيد البحث العلمي التاريخي، ولاشك أن هذا البحث هو الذي يكتشف مازال طي الكتمان بحيث تكتمل الصورة، وفي كل الأحوال فإن ما يحدث في سوريا والعالم العربي خطوة كبرى على طريق التحرر والتقدم والازدهار بحيث يستحق أن نوليه الاهتمام الواقعي والعلمي التاريخي.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - أسئلة في التداول الراهن