أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - ثلاثة أعوام على المخاض السوري














المزيد.....

ثلاثة أعوام على المخاض السوري


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في15 مارس 2011، كان موعد مخاض سوريا قد أعلنَ عن نفسه بكثير من الفرح والأمل، ودونما توعّد لأحد بمكروه. بالعكس من ذلك، كانت ثمة دعوة للقاء على كأس الكرامة والحرية والعدالة، وعلى التوافق حول وسائل مشروع ثوري نهضوي ديموقراطي وتعددي مدني. لقد شعر الناس بما يجعلهم بشراً بعد عقود تتجاوز الأربعة، ولن أنسى ما حييت ما قلته للرئيس الراحل حافظ الأسد، إجابة على سؤال طرحه عليّ، حين قدِمْتُ إليه زائراً بناء على دعوة بزيارته. كان السؤال هو التالي ما الذي يحدث في البلد؟ كان السؤال هذا الذي طرح عليّ كأنه لامس ما قد يكون الرئيس سمعه بطريقة نقل ما من أحدهم ممن كانوا موجودين في بهو جامعة دمشق منتظرين الدخول إلى قاعة المحاضرات. كانت العبارة التي قيلت وسُمعت هي: اليومَ ربما بنا بصدد انقلاب في سوريا! ها هنا وجدتُ نفسي تحت ردود فعل ما قرأته - في حينه- عن الرئيس الجزائري بومدين والرئيس عبدالناصر في آخر حكميهما بأنهما حاولا إعادة النظر في استراتيجيتهما الوطنية الثورية، بسبب الإخفاقات التي مر كل واحد من الزعيمين بهما. كما استعدتُ ما وقر في ذهني من قصة الزعيم السوفييتي «أندروبوف»، الذي قيل إنه مات مسموماً، خوفاً من دور إصلاحي يمكن أن يقوم به.


إن تلك الأفكار أفضت بي إلى ذكر ما أردته إجابةً على حافظ الأسد. قلتُ مجيباً: ما يوجد في البلد يا سيادة الرئيس هو هيمنة وسيطرة ما أصبح سيّد الموقف في النظام السائد في البلد، وهو الذي أزعم أني اكتشفته بوصفه قانوناً عملياً، وهو قانون الاستبداد الرباعي، أي الذي يقوم على أربع، هي الاستئثار بالسلطة وبالثروة وبالإعلام والمرجعية السياسية المجتمعية المتمثلة بالقول بأن «الحزب القائد» - أي حزب «البعث العربي الاشتراكي»-، هو الذي يقود الدولة والمجتمع وبزعامة وقيادة «القائد الخالد حافظ الأسد».

كان الرئيس الأسد يتتبع كلامي بكثير من الدهشة والفضول وبشيء ثالث أتفكر به واضعاً عدة افتراضات قد يصح أحدها للإجابة عن فضولي السياسي والمعرفي الممكن. وكانت ثمة لقاءات وحركات أتيحت لي أن أقوم بها في إطار مشروع الإصلاح، ولكنها لم ترقَ إلى مستوى العمل الجماعي والمنظّم. ولم يُسمح إلا بهوامش من العمل يُسمح بها في سبيل الإصلاح. أمّا اللوحة الممثلة للواقع السوري فقد امتلكت فيها هذه الهوامش نسبة ربما لم تتجاوز الخمسة بالمئة سقطت الطبقة الوسطى، وتحولت إلى أكوام من الشحاذين، في حين أن طبقة الكادحين من كلتا الطبقتين العمال والفلاحين جرى سحقهما. والشيء المهم والبارز جداً راح يتبلور في أن شِتات الفقراء والمعوزين والمهانين والمذلّين المنتشرين في الوسط المجتمعي السوري العام، أخذوا يُحوّلون إلى فئات تقوم في خدمة الأعلين، بحيث ارتفعت نسبة المذلين المجردين من معظم ما كانوا يمتلكونه، ليشكلوا مع الآخرين سيلاً من العاطلين عن العمل.

كما أن سقوط ما كان يؤلف الطبقة الاجتماعية (ما بعد المتوسطة)، جعل كثيراً منهم يتحولون إلى مرتشين وخدم لدى الأعلين، وجهاً لوجه أمام من أصبحوا كل شيء ومع شعور أولئك الدّونيين بخط عمومي ناظم، هو خط المذلة والعجز مع تدخل فظيع من قبل «الدولة الأمنية» المنتشرة بإطلاق في الكل وبالكل.

ذلك الناظم أسهم إسهاماً عميقاً في توحيد المجتمع السوري تحت قبضة البحث عن الكفاية المادية، هذا هو واقع الحال، الذي أسس لانتفاضة سلمية للشعب السوري. ومع سلمية هذه الانتفاضة وتحريم النزعات الثأرية والطائفية والتقسيمية من قبل المنتفضين خرج النظام بعد مرور ستة أشهر على سلمية الانتفاضة هذه، ووجه السلاح الناري بكل أنواعه ضد المتظاهرين، بحيث تحولت سوريا الآن إلى تعبير عن عارٍ لم يرتكب مثيله له في التاريخ.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - ثلاثة أعوام على المخاض السوري