أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طيب تيزيني - تفكيك جذور الإرهاب














المزيد.....

تفكيك جذور الإرهاب


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 09:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صار الحديث عن «الإرهاب» خطاً ناظماً للإعلام العربي والدولي، مع اهتمام بقدر ما، بالجذور الكامنة وراء ذلك.


ولكننا نرى أن تلك الجذور بدأت في التكون والتبلور والتجسد في المراحل التي كان الغرب فيها يودّع العصور الوسطى، ويتجه نحو العصور الحديثة، ولنقل إنه مع القرن السابع عشر كانت إرهاصات من محاولات وعمليات التغيير تغذّ السير باتجاه مجتمعات تُخلف البنى الإقطاعية وراءها، لتدخل غمار مجتمعات رأسمالية طامحة إلى إعادة البناء في داخلها وكذلك خارجها، وهذا راح يظهر لاحقاً: لقد حلّت شيئاً فشيئاً غبن رأس المال على أنقاض غبن الأرض، مع ظهور حيثيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وضعت التفاوتات الجديدة، واحتمالات مواجهتها في أُطر تاريخية مفتوحة وقابلة للكفاح والتغيير، إضافة إلى تكون صيغ جديدة فعالة من الوعي بما يحدث، وبكيفية مواجهته في مجتمع جديد، هو المجتمع المدني.

ونحن إذ وضعنا يدنا على بدايات الانقلاب المجتمعي التاريخي، فإننا نلاحظ أن ذلك راح يأخذ مسارات قوية في مواجهة «الاستغلال الجديد»، خصوصاً أن هذا الاستغلال اكتسب طابع الشمولية، بعد أن كان يتلبّس الحياة الاقتصادية الرأسمالية، بنحو خاص.

وتحول ذلك بصيغة جامحة إلى حالة من الوجود المجتمعي النازف، بحيث راحت «حقوق الإنسان» تتكسر تحت ضربات الرأسمال والعلاقات المجتمعية، وجاء الرد على ذلك، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث نجحت الدعوة فيها، وفي العالم أجمع في تأسيس رادع عالمي لذلك.

فكان نشوء «بيان حقوق الإنسان» عام 1948 وبعد حربين عالميتين ماحقتين، وإذا كان الاستغلال الاقتصادي والعنف (الإرهاب) السياسي قد تابعا تعاظمهما في البلدان الكبرى والمزدحمة بمشكلات العنف والقتل ضمن بنيات سكانية متصارعة إثنياً وطائفياً وعرقياً، كما كان الأمر في الولايات المتحدة الأميركية، فقد كان من الممكن أن تقوم هذه الأخيرة بمجازر عرقية داخلها وخارجها، بطرق إجرامية مرعبة.

كان بيان حقوق الإنسان ذاك رداً ساحقاً على ما جرى، حين «هدمت سلطات الولايات المتحدة..

حقوق المجموعات غير المحصّنة»، إن ذلك الحدث الأميركي بما جسّده من «منهج مرعب»، يأتي متقاطعاً مع ما حدث ويحدث من أحداث إجرامية في العالم الغربي، هو الذي كان من وراء نشوء «البيان» والمادة الأولى فيه: «لا يجوز تعريض أي إنسان للتعذيب بكيفية وحشية فاحشة»، وعلينا أن نضيف أن تلك الأحداث المماثلة سابقاً ولاحقاً في الغرب كانت وما تزال أرضاً حاضنة لإرهاب إجرامي في فلسطين وفي بلدان عربية وعالم ثالثية، يروح ضحايا له مئات ألوف القتلى من أطفال ونساء ورجال.

ومن إشكاليات الموقف أن الإرهاب «الداعشي» الراهن الذي يستمد من تلك الأحداث في الغرب والشرق سابقاً ولاحقاً، ما يستطيع استقطاب الكثير من الشباب في العالم، بحيث يتحولون من قتلة إلى ضحايا.

وهذا ما أعلنته صحيفة «التايمز اللندنية» بتاريخ 12/19 من هذا الشهر ديسمبر من عام 2014، حين كتبت: «إن داعش يستقطب الشباب البريطاني من عمر 20 إلى 35 سنة، ليس في سبيل المال والزواج فقط..نعم ليس فقط»! وكما نلاحظ، لا يضيع شيء مما حدث في التاريخ الغربي الحديث، ومما حدث ويحدث في البلدان العربية والإسلامية حيال مُضطهدي ومظلومي وكادحي العالم وخصوصاً العربي والإسلامي.

إن كل شيء يشير إلى دفع الثمن، الذي يضع العوالم أمام مصائر واحتمالات تاريخية «مناسبة». إن «داعش» في وحشيته ظاهرة مثيرة للفزع، ومواجهته بجذوره الاقتصادية والسياسية والثقافية الدينية والأخلاقية أكثر ضرورية وشرعية، وقد يبدأ ذلك بإسقاط الاستبداد.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طيب تيزيني - تفكيك جذور الإرهاب