أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الاستبداد والاستغلال والإرهاب!














المزيد.....

الاستبداد والاستغلال والإرهاب!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا أحرار العالم العربي والعالم، اتحدوا ضد الاستبداد والاستغلال والإرهاب! قياساً على النداء الذي كان كارل ماركس يوجهه إلى عمال العالم للاتحاد في وجه الاستغلال في القرنين التاسع عشر والعشرين، يبدو أن الأمر ينطبق على عصرنا هذا، مع توسيع في النداء، بحيث ينسحب كذلك على مصطلح الإرهاب، وهذا من طبائع الأمور في التاريخ البشري، ولعله من تراث البشرية الانتباه إلى الأحداث الكبرى وإلى ما يتكرر فيها، بالصيغة العامة المشتركة.


ففي التاريخ الإسلامي كذلك يوجد ما يشير إلى ما يُحال وينسب إلى النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "على رأس كل قرن يظهر من يجدد الإسلام". ولدى شعوب أخرى نضع يدنا على مثل ذلك. ونحن الآن (بكل ما يعنيه ظرف الزمان هذا الآن) نعيش في منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؛ وهي مرحلة معقدة أشد التعقيد وخطرة إلى درجة كبرى، ومن الطرافة أن تكون انطلاقة هذه المرحلة قد خرجت من أحداث عظمى حدثت في العالم العربي، بحيث إن إجماعاً أو شبه إجماع على تحديد العمومي بين تلك الأحداث قد نشأ في وسط من الباحثين العرب وغيرهم، ويقوم على اعتبار الأحداث المذكورة مؤشراً على تحول ما في تاريخ القرن الجديد، الواحد والعشرين، باتجاه (الربيع العربي).

فإذا كان لكل قرن من القرون خصوصية، فإن قرننا الحادي والعشرين هو قرن من ذلك الثلاثي الرهيب المحدد أفقياً وعمودياً بالاستبداد والاستغلال والإرهاب. وإذا كان الإرهاب قد وجد دائماً بوجود الاستبداد والاستغلال، فإنه بذلك قد اقترن بهيمنة نظم مجتمعية تحكمها طغم ما قبل سياسية وأخرى سياسية، أي في مراحل كانت فيها السياسة تقوم «على تدبير المجتمع» على نحو عقلاني ومثمر.

إن «الإرهاب» المذكور هنا كان قد اقترن في الظروف السابقة، بوجود مؤسسات لها ضوابطها وحدودها، بنسق يتيح للمجتمع - حتى في طبيعة الاستغلالية القاسية - أن يعقلن عنفه واستغلاله، لكن الأمر يتحول إلى جعل الإرهاب (الجديد المعيشي) إلى حالة لم يكن له وجود في اثناء المجتمعات القائمة على ذلك (الإنسان العاقل).

وثمة نقطة مفصلية حاسمة تحدث بأسباب وبدون أسباب، هي المرحلة التي ينفصل فيها الإرهاب عن المؤسسة التي انتجته، والتي قد تتمثل في الدولة «الفاشية» في أوروبا، والأمنية في العالم العربي (وقد عرفنا هذه الأخيرة بأنها تلك التي تسعى إلى إفساد المجتمع كله، بحيث يصبح الأفراد كلهم فيه فاسدين ومفسدين ومن ثم، فهم يوضعون في خانة الإدانة «تحت الطلب»؛ وخصوصاً حين تكتمل هذه اللاحقة الأخيرة (تحت الطلب). وهنا، نضع يدنا على أن ذلك أريد له ويراد له كذلك أن يكون طريقاً إلى وحدة المجتمع عبر عناصر الاستبداد والفساد والإفساد.

وهناك مثلاً السجون في معظم العالم العربي، التي امتلأت بالسجناء من رجال ونساء وأولاد صغار وكبار من المعارضات العربية، بل كذلك من الشعوب العربية. لقد احتفظ بهؤلاء جميعاً للقيام بمهمتين اثنتين لا تنفصل واحدتهما عن الأخرى، المهمة الأولى تقوم على اعتقال من يرفع رأسه، وزجه في السجون، لإضعافه وشل إمكاناته وطاقاته، وعزله عن الناس دونما لجوء إلى قانون يحترم إنسانية البشر. أما المهمة الثانية فتقوم على الاحتفاظ بكل من يدخل سجون الأنظمة العربية، الشمولية القمعية، بهدف إعادة بنائهم جميعاً (أي السجناء)، كي ينيط بهم مهمة أو مهمات تفصح عن نفسها بعد وقت أو آخر، كما هو الحال الآن وبالعلاقة مع "داعش".



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الاستبداد والاستغلال والإرهاب!