أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طيب تيزيني - أرقام اللاجئين ومحنة السوريين














المزيد.....

أرقام اللاجئين ومحنة السوريين


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 08:23
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    




هل هنالك مَنْ يُشكِّك في أن العالم الراهن هو الأكثر امتلاءً وغلياناً بكل أنواع الانتهاكات والجرائم والموبقات والرذائل وأنماطها في هذا القرن والقرن السابق عليه، إذا لم نقل في كل أو في معظم القرون السابقة ربما باستثناء الأزمنة السحيقة السالفة عليها والموصوفة بالوحشية الفاقعة، مع الإشارة إلى أن تلك الوحشية كانت سابقة على نشوء «الإنسان العاقل»، تلك هي المسألة في شِقها الأول. أما الشق الآخر منها فيتمثل في فرادتها وفي الوسائل المستخدمة فيها، تلك الوسائل التي تجسدت في الثلاثية التي أنتجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا يد اقترفت! إنها ثلاثية تحطيم الأخضر واليابس أولاً. وإنها، ثانياً، تقتل الأطفال، والنساء والرجال، مستخدمة في ذلك كل طرق تفكيك الحياة وسحقها بكل الوسائل التي أنتجها التاريخ البشري الطويل. ويتجلّى ذلك في أخطر وسائل تدمير الحياة وأكثرها بربرية، من الغازات السامة والحرب الكيماوية إلى إنتاج مزيج من الشرّ الصُّراح والمفضوح، وهو مزيج الدم الثاني بدموع القهر النافرة من العيون المرهقة المحطّمة. أما الشق الثالث من ثلاثيتنا فيتمثل في العار المُشين، الذي يغطّي شرف البشرية ومُثُلها.

نعم، لقد أطْلعتْنا المفوضية العامة للاجئين بجنيف قبل حين على أن أكبر نسبة من ستين مليوناً من المهاجرين والنازحين والهاربين، بسبب الحروب التي شرّدتهم، هم من سوريا والعراق، وأن أكثر هؤلاء من السوريين. لقد انساح هؤلاء في أرض الله الواسعة، المفتوحة والمغلقة، باحثين عن مأوى يحافظون فيه على كرامتهم المستباحة، ولقمة عيشهم المسروقة، وأمانهم المسلوب منهم تحت وقع السلاح، ومحققين بذلك المثل الإنساني الحصيف الذي يعبّر ببلاغة عن واقع الحال والقائل عبْر أسلاك الموت: السلاح بأيدي أوباش التاريخ بيجْرح!


ذلك هو الوجه الأول: أما وجهها الثاني، وهو ما لم يدركه القتلة، ولم يكن لهم أن يدركوه، فهو ذاك الذي سيفاجأ به هؤلاء عاجلاً أم آجلاً: إن الرسالة الحضارية، التي تتلبّس أولئك المهاجرين والنازحين والهاربين ستدعوهم بكل الحب والجد وحيثما كانوا، إلى الجد في إعادة نشر الحضارة التي افتتحوا بها التاريخ، مع غيرهم من الشعوب منذ قرون، وذلك بابتداع ما مكّن الإنسان العاقل من صنع الحياة وجعْلها في متناول الجميع في الشرق والغرب، كما في الشمال والجنوب. وهنا يصح أن نستعيد ابن خلدون وهيجل، اللذين أسهما في فضح أعداء تلك الحضارة، أو في فضح ما ظل خبيئاً، حيث ظل غير ذي بال من قِبل الكثير ممّن أبقوه خارج الاهتمام: ابن خلدون في تأكيده على أن الظلمة والجَهَلة ستذهب ظلاماتهم وجهالاتهم مع الريح، بل إن «لها يوماً»، وهيجل الذي كشف الغطاء عما أطلق عليه «مراوغة التاريخ».

في هذا وذاك يتضح أمامنا ما هو أهم في تناولنا للمأساة السورية المريعة، التي طالتْ أجيال سوريا كلها، إنه التناول الذي يشترط الانطلاق من ثلاث منظومات منهجية حاسمة، تلك هي التي تلح على أنها الحكم المنهجي في تناول ما نحن بصدده. أما أولاها فتؤكد قطعاً على رفض النزعة «التقسيمية» سليلة الاستراتيجية الاستعمارية، في حين تنطلق ثانيتها من إدانة قاطعة للنزعة «الطائفية» الغريبة عن تاريخ الشعب السوري وراهنه، وأخيراً يجري التأكيد على النزعة الثالثة، التي يعمل صُنّاعها على تعميمها بحجة تعقيد المواقف كلها، ونعني بها الدعوة إلى «الثأرية»، وحيث تدخل تلك المنظومات المنهجية في عمق الواقع السوري، فإن الحلّين السلمي والسياسي يكونان أمامنا.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟
- «الخوري».. فارس كبير ضد الطائفية
- من المجتمع السياسي إلى الطائفية
- الاستبداد والاستغلال والإرهاب!
- واشنطن أمام فلسطين و«داعش»
- «داعش» ومصالح الغرب


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طيب تيزيني - أرقام اللاجئين ومحنة السوريين