أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - الحقيقة الدينية














المزيد.....

الحقيقة الدينية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل شهر ونصف الشهر تلقيت دعوتين اثنتين من بيروت، بحيث تتمم الثانية منهما الأولى، أما المؤسسة الداعية فهي «ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار». وكان موضوع الدعوة الأولى عن «الحقيقة والأديان»، بينما كانت الثانية حول «أزمة المواطنة في الخطاب الإسلامي المعاصر». وتأتي دعوة ثالثة تلقيتها أثناء وجودي في بيروت حول «داعش والأديان»، وهي من «مؤسسة الإمام الحكيم».

بدأنا اليوم الأول بموضوع «الحقيقة والأديان»، والذي قد يكون مدخلاً نظرياً ومنهجياً، بالاعتبار التأسيسي الابيستيمولوجي لمسائل كبرى من الفكر الديني المعاصر. وأمام حشد من الباحثين والمفكرين، تناولنا المدخل بخصوصيته الاصطلاحية الفلسفية، وقدمنا لذلك بأن أخذنا بالمقابل خصوصية «الحقيقة الدينية اللاهوتية» ونمط التناول البحثي الإنساني لها. فجاء الأمر مجسداً في «ثنائية المطلق والنسبي»، بحيث يكون المطلق مطلقاً في الحاضر والراهن والمستقبل كما في الظاهر والغائب، في إطار الحيثيات الدينية والفلسفية التي حدد البشر بها تلك الثنائية. وحيث حاولنا تفكيك البحث في هذه الأخيرة، لاحظنا أن ذلك قد يقود إلى نتيجة يمكن أن تكون ذات تأثير هائل الدلالة على نمط النظر البحثي العلمي والإيماني فيها، كما في النتائج التي نستنبطها من ذلك. وظهر هذا على صعيد تناول الخلافات والصراعات التي نشأت وتنشأ بين المؤمنين في إطار الأديان «السماوية الماورائية». ونكاد نرى أن المشكلات الكبرى المتصلة راهناً بهذه الأديان والتي تثار لدى جموعٍ من المؤمنين وبصيغة المفاهيم والمصطلحات والمشكلات المستخدمة راهناً في حقلٍ راهنٍ مفعم بالاضطراب وغياب التسامح ورفض الآخر، إضافة إلى الدعوة للتكفير ولاستعداء فرقاء على فرقاء، بحيث أن مخاوف ومخاطر عظمى في العالم راحت تنتشر رفقة تحذيرات وتهديدات متحدرةٍ من مجموعات على مجموعاتٍ أخرى. لقد ظهر خطاب الثأر والقتل وحز الرقاب، إضافة إلى الإقصاء والتهميش.


وإذا كنا الآن لا نقف طويلاً أمام الأسباب المجتمعية والثقافية والاقتصادية الكامنة وراء ذلك، فإننا نتناول تلك الأسباب من المنظور المنهجي الفلسفي. ويتجلى ذلك في حيثيات ما أوردناه وفي أسبابه المذكورة في سياق تفحّص الثنائية بين «المطلق والنسبي» وفي ما تفتحه من مسارب قد تفضي إلى صيغة تطفئ لهيب ما أتينا على ذكره في إطار الإرهاب الراهن، مما قد يفصح عن إشارات منهجية أولية تفيدنا في النظر إلى الظاهرة الداعشية راهناً ومستقبلاً.

إن الإشكالية المعنية هنا تتجلى في ضبط ثنائية المطلق والنسبي وفي استخلاص ما يمكن من نتائج ملزمة للجميع. وهنا نواجه مسألةً ببعدين اثنين، واحدٍ منطقي وآخر إيماني. أما البعد الإيماني فيفصح عن نفسه بضبطٍ قاطع للعلاقة بين البعدين المذكورين ينطلق من أن المطلق بصفته كذلك، أي مطلقاً، يمكن انزياحه باتجاه النسبي والتأثير فيه. فهو يحدد ويُضبط بذاته، ومن حيث هو.

إن المؤمن يتلقف الرسالة وفق الحدود التي تسمح بذلك، ويتمثل أولها في القدرة العقلية الفهمية والمعرفية حيال الأشياء والموضوعات كلها، أما ثانيها فيتمثل في منظومة مصالح المؤمن ورغباته وبنيته المجتمعية. بينما يتمثل الحد الثالث في القوة التي يتمتع بها أو التي لا يملكها ولا يُسمح له أن يملكها. وإذن فالمؤمن يتكون بإيمانه بالرسالة الإلهية التي يتلقفها من المطلق الإلهي والتي يدركها ليس من حيث مصدرها الإلهي المطلق، وإنما من حيث هو، أي المؤمن. مما يضعنا أمام نتيجة كبرى هي التالية: الإنسان يصير مؤمناً ضمن الحيثيات الثلاث المذكورة، مما يعني أن المسألة تتصل بهذا المؤمن في تكوّنه العمومي والخصوصي، وستتكون لدينا نتيجة نرى أنها حاسمة في النظر إلى مسألة الحقيقة الإيمانية التي يكوّنها هذا المؤمن، مما ينتج ما أتينا عليه تحت خانة «الإرهاب ورفض الإقرار بالآخر».



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - الحقيقة الدينية