أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»














المزيد.....

«داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد يعترض البعض على الترتيب الذي يضع «فوكوياما» بعد «داعش»، مُعلناً أن الأول منهما جاء بعد ثانيهما، انطلاقاً من أن فوكوياما ظهر قبل «داعش» وأسس لمجيئه ولظهوره في بنية النظام الرأسمالي الاستعماري الإمبريالي، ذلك الاعتراض صحيح، ولكن الترتيب الثاني (داعش) أولاً يقود إلى وضع اليد على صحته، انطلاقاً من أن هذا الأخير يمكن أن يلقي ضوءاً ساطعاً على ما أنجزه فوكوياما، الذي أتى ونظَّر للغرب في بنيته الأخيرة المعبَّأة بكل «معطيات العالم»، حتى حينه.

على هذا النحو، تمكن «فوكوياما» من تقديم أطروحته الأخيرة والدفاع عنها، حين أعلن أن البشرية بلغت قمة مسيرتها التاريخية، حين دخلت المرحلة الأميركية. فلقد أقصت هذه الأخيرة برأيه ما سبقها، وأدخلت العالم في مرحلته الأخيرة من تطوره. ومن ثم، فقد أصبح القطار التاريخي خصوصاً في «عربته الأميركية» المرجعية البشرية والمنقذة الأخيرة، ومن ثم غدا التاريخ العالمي ذا مرحلتين اثنتين حاسمتين، مرحلة ما قبل العولمة والمرحلة الأخيرة مرحلة العولمة، التي يُراد لها أن تكون نهاية التاريخ وغايته وأيقونته.


في هذا المقصد من المسألة، يبرز السؤال التالي: هل تطور التاريخ منذ بداياته وحتى بلوغه النظام العولمي المتصاعد، هو المرحلة التي أسست لـ«داعش»، وإذا عرفنا أن الاستغلال الإنساني وهدْر كرامة البشر وغياب العدالة وهيمنة الظلامية مع غياب التعددية والتسامح والإفقار والاستبداد والتهميش قدم ضبطاً لتقسيم العالم إلى فريقين، الفريق الذي يجسد تلك الأوضاع، والفريق الآخر المغاير، والذي يسعى إلى استيلاد عالم جديد يجد الإنسان فيه شخصه محققاً أو قابلاً للتحقيق، نقول: إذا عرفنا ذلك، فإننا آنئذٍ نجد (داعشاً) قد ولد في «أحشاء المرحلة الأولى بصفته إرهاصاً بذلك القادم البعيد».

وقد جاء «الربيع العربي»، بعُجره وبُجره، ليفضح أسطورة النظام العولمي كمخلِّص للبشرية لا بديل عنه، وليظهر هذا الفضح بصيغته الأكثر شجاعة وحيوية، مما جعل ذلك الربيع يبدو حقاً أنه أحد طرق الوصول إلى الحرية والكرامة والتقدم، وهذا يظهر تماماً في تكالب قوى الشر هنا وهناك وهنالك، على إسقاطه. ما يحدث في سوريا سيمثِّل مخزوناً غنياً هائلاً للمؤرخين أولاً، وللخلاص من ثلاثية الفساد والإفساد والاستبداد ثانياً، ولعل ذلك سيجيب عن أسئلة وإشكالات هائلة ستبقى برسم من سيتصدى لذلك راهناً ولاحقاً.

ها هنا نكون قد ولجنا الحقل الأكبر الذي يتمثل بالحاضنة الكبرى لكل النيران المنطلقة الآن في العالم العربي، نعني المجتمع والسلطة والدين. وفي سبيل ضبط ذلك عبْر خطاب عربي منهجي صارم، نرى ضرورة النظر إليه في ضوء ثلاث مداخلات. أما الأولى منها فيقدمها ما أعلنه كارل ماركس، بأنه كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان. أما المداخلة الثانية فقد قدَّمها الباحث الأميركي «ميشال بوغنون» في كتاب (أميركا التوتاليتارية)، حين كتب بوضوح دقيق فيه: العولمة هي «السوق المطلقة» ما بعد الحداثة، التي بتنا نعيش مظاهرها الكاسحة ليس في الغرب وحده، وإنما كذلك في بلدان عربية. وتبقى المداخلة الثالثة، المحددة بكون الدين، الذي يُراد له أن يكون حقاً وفعلاً، أفيون الشعوب، وذلك من مجموعات من السياسيين والمثقفين الراديكاليين.

أما تلك الأخيرة من المداخلات الثلاث، التي كرَّسنا لها قسطاً وافراً مما كتبناه، فتكمن إشكاليتها – على صعيد الإسلام وغيره وبأيدي الكثير من الباحثين والأكثر من المؤمنين، في النظر إلى «المطلق اللاهوتي» و«النسبي المجتمعي»، على أن أولهما يأتي ضمن رؤية النسبي له، لكنه هو يقدم على رؤية ذات بعد مباشر وشخصي غالباً. ومن شأن هذا أن يجعل التواصل مع المطلق قابلاً للتحقق لدى نخبة أو نُخب فحسب من البشر. أما غير ذلك فهو أمر يقوم على أن النظر إلى المطلق يدخل في إطار البسطاء والرعاع من القوم.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي


المزيد.....




- شيرين تختتم مهرجان -موازين- بعد غياب طويل والمايسترو يشارك ص ...
- أول صحفي غربي يدخل إيران منذ بدء الصراع مع إسرائيل.. إليك مش ...
- -قد يتسبب بكارثة مشابهة لتشيرنوبل-.. تحذيرات روسية من استهدا ...
- كاميرا CNN ترصد حجم الدمار داخل مقر التلفزيون الإيراني بعد غ ...
- تهديد إسرائيلي مباشر.. هل حسمت تل أبيب أمرها باغتيال خامنئي؟ ...
- مجلس أوروبا ينتقد ألمانيا بشأن -قمع التظاهرات المؤيدة لغزة- ...
- استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بي ...
- قاعدة 50+1 -درع- الأندية الألمانية ضد سيطرة المستثمرين!
- إسرائيل: دمرنا ثلثي منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية
- عواقب صحية خطيرة لإدمان المواد الإباحية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»