أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - السوق العولمي والعنف «الداعشي»!














المزيد.....

السوق العولمي والعنف «الداعشي»!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسابق صُناع القرار الآن في الغرب، الأميركي والأوروبي، على ذرف دموعهم، تعبيراً عن شعورهم بالخوف الرهيب مما يعيشونه في العالم الراهن، ويزداد الطين بِلّة حين يسهم الإعلام العالمي في مضاعفة ذلك الشعور في صفوف الشعوب بآخر وسائط الإعلام العالمي تقدماً وتطوراً. ويبدو الأمر كأن العالم توحّد في رعبه من الحاضر، ومن قادم الأيام القريبة، وفي دعواته لملاحقة المجرمين المعروفين والمفترضين. أما المفارقة في ذلك فتفصح عن نفسها من خلال ما يصرح به أصحاب القرار صباح مساء من ضرورة الإسراع في اجتثاث الإرهابيين بكل أطرافهم وفي كل أنحاء العالم.

ويقع الناس هنا وهناك في حيْص بيص، متسائلين تساؤل العارف: ألم يكن أفضل لأصحاب القرار أولئك وأقل تكلفة وأعمق نتائج، أن يكونوا قبل سنين وعقود قد اتخذوا قراراتهم بالتأسيس لعالم أو لعوالم نظيفة يسودها العدل والحرية والمساواة ومن ثم خالية من «الثأرية» التاريخية خصوصاً بصيغتها الأكثر خطراً، التي هي الإرهاب! والحق، أن ذلك القول يحتاج إلى بعض التعديل النظري التاريخي القائم على أن الأمور لا تتعلق بالرغبة الذاتية والمؤسسة على السّبق التاريخي عبر اكتشافه والعمل بمقتضاه. فهنالك المصالح والرغبات العفوية المتوافقة مع هذه الأخيرة، إضافة إلى عوامل الجشع والأنانية والاستجهال وغيرها التي تسعى إلى لجْم النزعة الإنسانية لصالح رؤية تاريخية محدودة وضيقة ترى الأنا دون النحن. إنها نزعة خاسرة أمام آليات التغير التاريخي.


وتأتي الأدلة الفاقعة في وضوحها لتعلن أن ما غُيّب طويلاً من مخاطر محاصرة بني البشر في لغتهم وكرامتهم خصوصاً، يظهر فجأة بعد أن يكون الأمر قد حُوّل من قانون تاريخي إلى «دسيسة» رخيصة ثمنها إشباع نهم من لا يشبع خصوصاً من أجسام بني البشر أولئك. وقد يكون ذلك أحد العوامل التي دعت الفيلسوف الألماني هيجل لنحت تعبير «مراوغة التاريخ».

لنلاحظ، السوق التي وجدت قبل آلاف من السنين، تلتقي تماماً مع أقذر وأخطر ما أنتجته هذه الآلاف من السنين بصيغة ربما هي الأخطر مما نشأ في التاريخ بالنسبة إلى البشر. فقد بلغت هذه السوق الدورة الكونية، التي أفضت بها إلى أن تُعرّف بكونها «السوق المطلقة»، المتماهية مع النظام العولمي الرأسمالي الليبرالي، ثم الاستعماري الإمبريالي، فالعولمي الراهن، نعم، ها هنا يصبح المبدأ الوحشي في حز رؤوس البشر متماهياً مع السوق إياها. ومن ثم، فكلما ارتفعت قيمة الأشياء «السوقية» هبطت قيمة البشر.

أهكذا الأمر، وما زلتم يا بني السوق تعلنون، الآن خصوصاً، بالتصدي لـ«داعش»! كيف ذلك يا أبناء السوق العولمية؟ عليَّ أن أُدعِّم زعمي هذا بأقصوصة طريفة: يحدثنا الدكتور هشام نشّابة في نص نشره في عمل جماعي شارك فيه عدد من الباحثين بعنوان: «النهوض العربي ومواكبة العصر» ما يلي: «قلت لمستمعي في إحدى الجامعات الأميركية: يقول ستيفن جران: إن من الخطأ أن يُحشر أي إنسان عند قدم الجدار لأنه عندئذ يتصرف بلا وعي ولا رادع وهذا تماماً ما أدى إلى ظهور الإرهاب، وعندما عرضت هذا التحليل في الأوساط الأكاديمية الأميركية، وجدت تجاوباً مشجعاً.. ولكن جاءني من همس في أذني: أنصحك بأن لا تؤكد كثيراً على فكرتك هذه، فإن الإدارة الأميركية تعتبر كل من يطرح موضوع أسباب الإرهاب، معادياً لأميركا».

لكن الجديد، الذي قد يمكنه تعميق الإشكالية في عصرنا هذا يتمثل في أن غضّ النظر عما يحدث عالمياً، قد يدمر المصالح المسكوت عنها، والاستجابة للنظر فيه تؤسس لعالم أفضل من حيث الكرامة والعدالة: إذن، إمّا العصر معدَّلاً، وإما القبر!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - السوق العولمي والعنف «الداعشي»!