أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المواطَنة السعيدة














المزيد.....

المواطَنة السعيدة


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من قرن أخذت مسألة «المواطَنة» عدة مسارات في العالم العربي، لبحث العلاقة القائمة بين الأفراد في مجتمعهم وبين نظام السلطة القائم.

ومع تفكك الإمبراطورية العثمانية، التي ألحقت ذلك العالم بها على امتداد أربعة قرون، ذاب الثلج وبان المرج. لقد راحت عناصر الدعوات إلى الانفصال عن هذه الإمبراطورية من أكثر الشعوب التي ألحقت بها، ومنها الشعب العربي، تأخذ طريقها باتجاه العالم الجديد (أوروبا الحديثة)، فهذا الأخير الذي دخل حقول الحرية والحداثة والتقدم المجتمعي والقانوني وغيره، راح يبدو أمام العوالم الأخرى، خصوصاً تلك التي تنتمي إلى الشرق، بهويات متعددة، منها ما يدعو إلى الحرية والخلاص من الاستبداد والجهل والتخلف.

ومعلوم أن القرن التاسع عشر صار شيئاً فشيئاً ساحة يتبارى فيها دعاة شرقيون حول ما عليهم أن ينجزوه على طريق الانتقال مِمّا قبل «التحضر والتحديث والتعصرن» إلى هذه الوضعيات الجذابة والملفتة، خصوصاً حيث تجلّت في «العالم المتقدم».

واللافت أن التنبه إلى ذلك راح لدى هؤلاء يظهر ذا أهمية خاصة بالنسبة لقضايا خاصة ومحددة، ومنهم القابعون من العرب تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، في المراحل الباكرة والمتأخرة من تفككها.

ودفع الشعب العربي ثمناً لغياب الحرية السياسية والمساواة القانونية، وكان الضغط شديداً على دعاة هذه المفاهيم والقيم من العرب خصوصاً، فتلك فاعلية استفزت الاستبداد العثماني. ونذكر هنا فقط المفكر الحلبي السوري عبد الرحمن الكواكبي الذي عاش آخر عمره في مدينة إسطنبول التركية، حيث مات مسموماً، وبذلك دفع حياته ثمناً لشجاعته المستنيرة آنذاك. وقد ألف كتابه ذي الأثر الكبير حتى الآن، وهو «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، والذي ضبط فيه مفهوم الاستبداد، وحدّد العلاقة بين الاستبداد والدين، إضافة إلى مسائل أخرى تمس عصره، بل وضمنه فصلين أخيرين هامين: الاستبداد والترقي، الاستبداد والتخلص منه. وهنا وضع الكواكبي يده على ما يتصل بالاستبداد والدين، مبيناً أن الكثر مِمّا كُتب في حينه حول ذلك كان قد تمثل في تحويل الدين إلى مطية للوصول إلى السلطة «المشروطة» بممارسة الاستبداد بأنواع كثيرة له. ومن ذلك أن «الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني». وبهذا فتح باباً راهناً منذئذ إلى الآن، حيث تبرز في عصرنا المسألة إياها، بحيث تقود لدى كتاب متعددين إلى قضية «الوطن والمواطن والمواطنة». ونلاحظ أن ذلك يشكل الآن أحد السجالات من كلا الطرفين، بعض رجال الدين وآخرين ينتمون لحقول القانون المدني والدولي والسياسي وغيره.

وظل الأمر مفتوحاً أمامنا: ما الموقف من ذلك في مرحلة يغيب فيها الحوار الجدي، وتفتح فيها احتمالات للظلامية والاستفراد بالحقيقة والحقوق المدنية لكثير من المجموعات والأفراد في العالم العربي؟

لقد رأى البعض أن مقولة «المواطنة» إنما هي مفهوم، بل فكرة مستجلبة من الخارج، ومن ثم لا مكان لها في المنظومة الفكرية العربية الإسلامية، والتي يراد لها، والحال كذلك، أن تنفي من هذه المنظومة أو أن توضع في سياق علاقة لاهوتية ما، وبذلك تغيب الفكرة بزجها في ثنائية بين مفهومين يغيب فيهما حق البشر في أوطانهم، دون الإطاحة باحتمالات أخرى، وهذا نمط من الإساءة إلى اللاهوتي والبشري معاً، خاصة مع إنكار حقيقة أن المواطنة السعيدة هي من حقوق البشر القابلة للتحقق.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الدينية
- استحقاقات راهنة
- واقع العرب واستحقاقاته
- السوق العولمي والعنف «الداعشي»!
- المحنة السورية والعدالة الدولية
- «داعش» ووحوش العولمة
- سوريا ومسيرة «الإنسان»
- «داعش» وفوكوياما و«الربيع العربي»
- يوم حشر سوري عالمي!
- الإرهاب يواجَه بالفكر
- من «البعث» إلى الفاشية الدينية
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المواطَنة السعيدة